مرقتا

Quote: ب السودان(1) يا سلااااااام علي ناس القضارف واهل ام شجره البوادره كنا مجبورين نطلع من الخرطوم (جبره) بعد عشرين يوم من استمرار الحرب، كنا مدركين بأن الحرب لن تنتهي بعجاله، ليس تقليل من مقدرات الجيش، بل لان الحرب داخل المدن دائمآ تكون الخسائر في الارواح كثيره وهذاء ما سيتحاشاه جيشنا الأصيل، كنت مدركه بخطورة الوضع لذلك قررت السفر الي الدوحه عبر اثيوبيا، لم تسعفنا الحرب ان نلتقط انفاسنا ونتجول في شوارع الخرطوم، لانها اندلعت بعد وصولنا بخمسه ايام من الدوحه، في صباح السبت تمكنا من الخروج مع بداية الاشتباكات في المدينه الرياضيه، استودعنا الله الخرطوم واهلها وقوات شعبها المسلحه، ثم انطلقنا نحو مدني حيث كان الطريق به بعض الارتكازات للمليشه المتمرده، توقفنا لنتناول وبجبة الافطار في مطعم الدنقلاوي الذي يقع في الطريق الرئيسي مدني القضارف بعد كوبري حنتوب، كانت استراحه صغيره لنواصل الطريق الي ولاية القضارف شرق السودان،وصلنا الولايه الساعه الخامسه مساء بحثنا عن فندق، تم توجيهنا لفندق الربوه الذي يقع علي مبني جاهز الامن والدعم السريع سابقآ، الان يستولي عليه الجيش السوداني، قبل الدخول للفندق طلب سائق البص (الشريحه) ان نذهب معه محطة البترول للحصول علي بترول دون التوقف في الصفوف الممتده بحجة الذهاب الا الحدود السودانيه الإثيوبيه لمنطقة (القلابات)، رفض عامل المحطه تمريرنا وطلب الوقوف خلف اخر سياره. ومن هنا بداء عنوان القصه والشي الذي يدفعني لعدم الذهاب للخرطوم حتي اذا انتهت الحرب اليوم قبل الغد. #يتبع مكوك ام شجره-حرب السودان.... (2) طلب منا احد سائقي الحافلات المصطفه،الذهاب الي محطة ام شجره فسأله السائق اين تقع، قال استمرو في هذاء الطريق الرئيسي تبعد من هنا مسافة خمسه كيلو تغريبآ، بالفعل اتجهنا عليها وقبل الوصول ظهرت لنا قرية ام شجره المضيئه، وصلنا المحطه التي كانت لا تعمل ولا توجد بيها صفوف ولا حتي سياره واحده، خطر في تفكيرنا ان الرجل صاحب الحافله اراد ان يتخلص منا، وصلنا المحطه وقبل ان يستعد السائق للرجوع، خرج الينا احد عمال تلك المحطه، قائلآ (اتفضلو يا ناس هوي) مسرعآ علينا، قال له السائق هل عندكم وقود بالمحطه،..؟ فأجاب لا. نظر الا داخل العربه، وجد بها اطفال وكثير من النساء والرجل السائق. فقال(من وين جاين انتو وماشين وين..؟) قص عليه السائق المشوار الذي قطعه والذي يود الذهاب اليه في الغد. قال له (تعال يا زول انتو ضيوف لو مافي نجيبو ليكم) اتصل علي صاحب المحطه من نفس القريه وقال له بالحرف الواحد( كيف امسيت، معانا ضيوف جو من الخرطوم ماشين قلابات دايرين جاز الراي شنو..؟) اجري تلك المكالمه وطلب من الجميع النزول من السياره وطلب من السائق ايضآ النزول والانتظار. ذهب بالسياره قرية ام شجره (غلق التنك) ورجع في اقل من نصف الساعه وإحضر لنا معه الغداء، كنا في حيره من هذاء الموقف ولم استطيع مقاومة الدموع التي فاضت، شاب لا يفوق عمره العشرين او الخمسه والعشرون عام، انسانا كل المعاناه وكل التعب وكل الخوف الذي كان بداخلنا... بعد الغداء اللزيز والشاي، رجعنا للسياره لمواصلة الرحله. رفض اخذ مبلغ الوقود فنطق مبتسمآ قائلآ:(دي حاجه بسيطه من صاحب المحطه انا م عملت حاجه) ومن هنا ايقنت اننا لم نعيش الحياه بشكلها الصحيح وقررت ان اتكلم بطريقته البسيطه دون تكليف. نقطه سطر جديد. صراحه اتمنيت انو نقعد قبلنا في المحطه دي لانو الاحساس الحسيتو هنا في بيتنا م حسيتو ولا حا احسو،خلاص جات لحظه الوداع ودعوات ومع السلامه وربنا يستر عليكم ودموعي ما دايره تقيف وكلنا نبكي بي السواق. اثناء اللحظات دي جاء بوكسي دخل المحطه من القريه، سأل بتاع المحطه مننا، رد ليهو قال ليهو ديل من الخرطوم ماشين اثيوبيا. نزل علينا بتاع البوكسي سلم علينا قال يا جماعه انتو من اهلكم تمشو للحبش الكلام دا عيب عليكم، اتكلم مع السائق قال ليه انا زول مشوار بس م عندي اي قرار. اتكلم مع امي قال ليها يا حاجه الليل دا م فيهو سفر، الشارع شين نحن اسيادو وبنعرفو، (وحرم ما تبيتو في فندق وام شجره بيوته فاتحه) . الزول دا صدمني صراحه، بتكلم بي ذعل شديد وبضرب في الشريحه بي يدو، م عرفتا افرح ولا اخاف لاني ما حصل مريت بي موقف زي دا. صراحه انا غلبني التعبير. امي قال ليه شكلك داير سبب تطلق لكن كوسو عن غيرنا ههههه شكيتك يا امي دا شنو البتقولي فيه دا..!! قعد يضحك قال ليها لو مشيت البيت وخليتكم يا داب انا الطلاق جاني. ( سبحان الله كرم عجيب وغريب) المهم قال لي بتاع البوكس تعال وراي، دخلنا قرية ام شجره (دي اخر مره اكتب قريه لانها مدينه وعاصمه ودوله في نظري وفي نظر الكثيرين الذين يعرفونها) لكن بكتب قرية للبساطه الشفتها وحسيته فيهم وكلامهم السمح. دخلنا البيت ما شاءالله تبارك الله شي م بتوصف ياخي انا في الليل داك اندهشتا من الجمال والحوش والترتيب.. لما جاء الصباح وطلعت براء القطيه انصدمتا(ندمتا علي اي لحظه عشتها في الخرطوم) ما كملتا ليكم بعد دخلنا عليهم، ياخي ترحيب وسلام انا قلتا الناس ديل طلعو بعرفونا ولا شنو...؟!!! سلام ناس بعرفوك اصلو ما سلام زول غريب، سبحان الله. بعد التعارف داك،قعدنا شويه (الساعه تغريبآ سبعه ونص مساء) قادرين تتخيلو من اللحظه ديك للساعه عشره ونص نحن خشمنا ما وقف ولا دقيقه من المضغ والشراب(الشيه دي من النار لي خشمنا مباشر والكبده والمراره والعصائر والشاي والقهوه) انا م شبعتا لكن فترتا من الاكل لانو اكلهم حلو شديد وطاعم بدون بهارات، والبشاشه حقت الناس ديل حاجه تانيه..احلي من اي شي (طبعآ ناس ام شجره ديل بقولو ليهم المكوك حسب المعلومات العرفتها والبحث البحثتو عن القريه دي في قوقل، وعرفتا انو مك عموم قبائل البوادره في السودان من ام شجره برضو اسمو (المك/ متوكل حسن دكين ود مادا). حقيقه اسم علي مسمي (المكوك) حبيت الناس ديل. نقطه سطر جديد. #يتبع مكوك ام شجره - حرب السودان... 3) اها بعد العشاء ادونا قطيه ظريفه شديد تتخيلو فيها مكيف وشاشه ثابته علي الحيطه وستائر وفرش وموكيت حاجه تحفه (بمعني تحفه م كلام ساي) الصور معاي لكن رفضو انشره لانو ما داير يشهر والناس يعرفو انو هو عمل معانا الواجب دا. شوفو الناس ديل وصلو لي ياتو مرحله، زعلانه لانو نحن كنا شايلن عن ناس الولايات والارياف صوره غلط وغلط كبير، حقيقه لو داير تعرف الناس شق البلد. المهم انا رغم التعب داك ما قدرتا انوم من الشي العايشنو نحن دا، لما طلعنا من الخرطوم كنت خايفه من البحصل قدام، لكن هسي خايفه من الحرب تنتهي ونرجع الخرطوم وخايفه من الصباح يجي نمشي القلابات.. كنت مستمتعه بالمنظر وبي الجو الرهيب والحوش المنسق والرمل والتفاصيل الكتيره (طبعآ ادونا بيت ولدهم عرسو بعد الضحيه حوش منفص حمامات ومطبخ وعريشه وقطية وسراير حوش) ربنا يتم ليه ويسعدو ويسعد اهلو ويسعد صاحبة البيت المحظوظه بالاسره الكريمه دي. كنت بتسأل هل ناس القريه ديل كلهم بي نفس الصوره دي لانو بقولو ليهم( المكوك) م قادره اتخيل السعاده العايشنها الناس ديل. الساعه 3:00 صباحآ وانا راقده في الرمله بتاعت الحوش حسيت الزمن دا جاري جاري والشمس دي دايره تشرق من الساعه 12. المهم نمتا ساعه كدي وصحوني للشاي والقهوه ههه ما عارفين نحن الشاي بنشربو الساعه عشره. قايتو الناس ديل حيروني بي طيبتهم وتعاملهم وابتسامتهم الما بتفارق وشوشهم، جات لحظة الوداع والسفر، ما بخفي عليكم سر انا قلتا لي امي نقعد مع الناس ديل، الحرب دا بنتهي قريب مافي داعي نسافر. واخواتي يحنسو في امي، امي قالت لينا ما دايرين نكون سبب في تأخير عرس ولدهم لانو نحن قاعدين في بيتو، (هنا سكتنا خلاص) وهم ما خلو لينا حاجه في تحانيس واقناع عشان نقعد معاهم فترة الحرب دي.ياخ خجلونا بي اسلوبهم واصلهم الطيب. طلعنا والدموع والحزن من الطرفين، حسينا انو في حاجه بينا وبين الناس ديل. ركبنا الشريحه واتحركنا الناس ديل واقفين في الباب لامن اختفينا من نظرهم، تتخيلو الموقف دا غير في سائق الشريحه...!! اثناء ما اتحركنا وطلعنا من الناس ديل قال لينا(يا ناس هوي انا خليت ليكم نص المبلغ من المشوار....) صدمتني ردت فعلو والتأثير المباشر الدخل في الزول دا، مع انو نحن م عارفين الحصل معاهو شنو في الديوان بتاع الرجال. (الديوان دا معاك منفصل تمامآ عن البيوت وهو ملك للحي كلو، بعملو فيهو المناسبات حقاتهم بي مختلف انواعه) نحن الآن في القلابات، عندهم زول هناك من نفس القريه استقبلنا نفس الاستقبال بتاع عامل المحطه ونفس استقبال ناس البيت في ام شجره، ياخي انا ماعارفه الناس ديل اتربو كيف وهل هم متفقين علي الحاجه دي...؟ ولا الشي دا فطره قامو عليها. الزول دا نحن لو احتجنا لي اي شي، بنلقاها في يدنا، حتي الإجراءات الزول دا بدفع في الرسوم من غير م يرجع لينا. انا بكتب في الكلام دا والدموع م دايره تقيف، واهلي مصدمومين من البحصل. الشي الدايره اقولو، ناس ام شجره انا م بعرفهم لكن عرفتا فيهم التلاته نفر ديل، دايره اطمنكم يا ناس جبره والخرطوم عامه والسودان اجمع، والله والله والله السودان بي خير، وعز، ومحروس ما بتجيهو عوجه. رجال زي ديل ما بنهزمو ولا بعرفو الجبن ولا بعرفو الخوف ولا بعرفو الخيانه. هنيئآ للسودان بام شجره وبالبوادره وبي هولائي المكوك الثلاثه. شكرآ شكرآ شكرآ وعمر الله دياركم وجزاكم الله الف خير. شكرآ سائق الشريحه، سافر وتلفونو ما انقطع مننا. تحيه لكم من اديس ابابا.