خطرت لي فكرة هذا المنشور وأنا أكتب تعليقًا ذا صلة في مكان آخر في هذا المنبر.
أتابع أخبار الحرب التي تدور رحاها الآن في البلد كغيري من السودانيين، ولكنني أشاهدها بعين الناقد الذي استبان من خلف الكواليس كلّ الحيل التي تستعملها القنوات العربية لتمرير أجنداتها وتغذية الدعاية للأطراف التي تظاهرها (Narrative Feeding). وتجدر الإشارة إلى أن التحيُّز لطرف أو لأحد الأطراف في بعض الحالات يكون سببه أخطاء تحريرية غير مقصودة يُسأل عنها الصحفيون ابتداءً، ثم المنتجون، ثم المشرفون. وقد ظللت منذ اندلاع هذه الحرب اللعينة أرسل ملاحظاتي إلى مجموعات مختلفة من الإعلاميين السودانيين والعرب، وسأنشر بعضها هنا لكي تعمّ الفائدة.
في الغالب، لا يستبين المشاهد العادي هذه الملاحظات، لكنها تؤثر عليه من حيث لا يدري ولا يشعر.
خذوا هذا المثال الذي نشرتُه في وقته واستلّه أحدهم ونسبه إلى مؤسسة إعلامية عالمية وهمية. لا تحسنوا الظن في هذه القنوات حتى من النواحي الفنية. يظهر حميدتي في هذه الصورة يمين الشاشة والبرهان يسارها. ومن متابعتي اللصيقة للأخبار، تكرَّر هذا الأمر مرات كثيرة في عدد من القنوات العربية. يبدأ تركيز المشاهد العربي عادةً من يمين الشاشة، لأن الدماغ مبرمج على القراءة من اليمين إلى اليسار، ولذلك يكون تفسير الدماغ لتدرُّج الأهمية من اليمين إلى اليسار، وبذلك تكون الرسالة للمتلقّي هي أن حميدتي أكثر أهمية من البرهان رغم أن الأخير أعلى رتبة من الناحية العسكرية. والعكس صحيح في اللغات التي تُكتب من اليسار إلى اليمين كالإنجليزية، ودونكم هذا الرابط الذي يوضّح سبب تنافس المذيعين في بريطانيا على الجلوس يسار الشاشة في البرامج التي يقدّمها أكثر من مذيع.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة