عندي نصين في حسابي بالفيسبوك واحد اسمو هومليس والتاني مشرد، لقيتن متفارقات في رصّة البوستات بحسابي هناك، قلت فيها شنو لو نزلتهن في بوست واحد؟ ما فيها شيء. نزلتهن بالفيسبوك وقلت أبرّ بيهن منبر سودانيزاونلاين التعيس يمكن يكون في قارئ عابر مرّ من هناك. (١) هومليس homeless حكت لي صديقتنا الزراعية رضاب بعد أن تركنا شمبات الكلية، قالت لي؛ مرّة في ميدان كلية الزراعة السمح داك، جبنا زيدان إبراهيم في حفل غنائي، في نص الحفلة طلبنا منو يغني لينا أغنية؛ في الليلة ديك أبو الزيك قعد في طرف المسرح وحلف للطلبة بحنيّة شديدة؛ والله العظيم والله العظيم يا جماعة، ما بقدر أغنيها غنيتها الشهر الفات مرتين عليكم الله، خلوني في بت في الصف الأول قعدت تبكي
كغير العادة وقد تكون معرفتي بأمريكا ضعيفة؛ الأيام دي المشردين كتيرين جنس كترة، المهم وأنا طالع من قهوة ستاربكس شارع بتل غراوند لاقيت خواجة أبيض آري هومليس، قال لي جيب خمسة دولار داير أقول ليهو ما عندي فكّة، لكن تذكرت انو دا خواجة آري ما ممكن أحرجو؛ أديتو عشرين دولار
دخل جاب ليهو قهوة وغشى دكان التباكو جاب سجاير ومشى الركن محل خاتي بقحتو وكرتونتو تحت شجرة جاب ليهو آلة ملفوفة بعناية، كنا زمان بنشتريها من الطبالي، لكن دي أصلية، أظن اسمها الهارمونيكا وجا قعد جنبي شال شفطة من القهوة ونفس من السجارة وختاهن في الواطة شال الهارمونيكا وعزف لي لحن شفت فيهو كل حزن الدنيا وهاشم ميرغني وقعدة زيدان في طرف المسرح والطيب عبد الله، بعد خلص العزف؛ ولع سجارة تانية ديك ماتت في واطاتها عرفت نفسي تورطت ورطة شديدة وجني في الدنيا دي وجن المواقف الحزينة، قلت ليهو بالعربي عسى لا يفهمني: متين آخر مرّة عزفت اللحن دا؟ وقف علي حيلو وختّ راسو في بطني وعمتني وجعّر بصوت عالي.
(٢) مشرد: مدينة غرينسبورو نورث كارولاينا لا تعرف الجليد كثيراً وعادة يمر الشتاء بدون جليد فهي تقع في الوسط الأمريكي الشرقي. السنة الفاتت نزل جليد ستة سبعة إنشات، والحقيقة دي أول مرّة أشوف جليد على الواقع، حمدت الله أني ما مت قبل مشاهدة هذا المنظر البديع، وفكرت أن أتصل بوالدتي الثمانينية لأخبرها بهذا المنظر فهي عادة تشاركني بفرح طفولي الاحتفاء بالأشياء التي لا يعيرها الآخرون اهتماماً. زي تمانية بالليل وليل الجليد نهار، وما زالت روعة المنظر تسيطر على كياني؛ طلعت من البيت أجيب لناس البيت بيتزا من دومينز في شارع نيو غاردن، وأنا راجع في نص شارع بتل غراوند لقيت لي مشرد أبيض ماشي بكرعينو، الشارع خالي من السيارات، فقط أنا وهو والعربية، دارت في رأسي حسابات سريعة؛ لو شلتو مخاطرة على حياتي وفي نفس الوقت صعب علي أسيبو؛ وقفت ليهو وركب في المقعد الجنبي، عرفتو ماشي الشيلتر، طوالي قعد يفرك في يدينو من البرد، مديت يدي للمقعد الخلفي وأديتو واحدة من البيتزات، أكلها بنهم شديد وبعد خلصها فتح علبة الرانش الصغيرة وبدأ يلحس فيهو بأصبعو ومسح يدينو في الكوت، وطوالي طلع ليهو مسدس وختاهو لي في رأسي بالجنبة، داير أقول ليهو: ما تعمل كدا، كدا بتقطع المرووة من الدنيا، لكن ما مهلني طوالي شاتني، الطلقة طلعت بجنبة الرأس التانية وكسرت القزاز، جزء من المخ اتشبك في باقي القزاز، حاولت أرجع ألتفت ليهو عشان أقول ليهو جملة المرووة دي، لكن ما قدرت، ولقيت نفسي في بهجة شديدة مع مخي المعلق في القزاز، بالرغم من اختلاطه بالدم لكن رأيت فيهو ذكريات طفولة بديت أنساها وما حصل كتبت عنها، حاولت تاني ألتفت عشان أشكرو على هذا السفر البهيج، لقيت في المخ المعلق صورة لي وأنا في أيامي الأولى بمدرسة الأهلية الإبتدائية مدني، وكيف تمكنت من كتابة ااااا أسد بخط واضح وجميل ورسم مستقيم، أستاذ الطيب الزبير قال لي ما تعاين للجنبك، قلت ليهو لكن هو قاعد يكتب الحرف معووج. في الفسحة كنت سعيد بسندوتش الشايقية بتاعت الفطور؛ سلطة أسود بطعمية. عاينت لفوق شوية لقيت قطعة مخ تانية فيها نحن صغار بندردق لينا في كرة طين بعد مطرة في الفسحة الهسّ فيها بيوت تعويضات المدنيين ببانت غرب بمدني، كانت كرة الطين تكبر حتى يصعب علينا في النهاية دردقتها، وتخيلت أن أطفال سمرفيلد سيصنعون كرة ثلج غداً صباحاً. عاينت لباقي رشاش مخي في العربية وفي كل قطعة لقيت لي ذكرى أجمل من التانية وبديت أرص في حياتي من جديد بترتيب أفضل من الواقع، وبعد انتهيت قدرت ألتفت لقيت المشرد لسّ قاعد في العربية وقال لي؛ ما كتلتك عشان أسرق العربية ولا القروش، لكن خجلت أطلب منك باقي البيتزا وخفتك تقول الزول دا غليان، عليك الله، أعفي لي.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
أبوبكر عباس
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست