القصة السودانية المعاصرة:الموت ثلاثي الأضلاع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-03-2024, 00:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-28-2023, 04:42 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37129

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
القصة السودانية المعاصرة:الموت ثلاثي الأضلاع

    03:42 PM January, 28 2023

    سودانيز اون لاين
    adil amin-اليمن
    مكتبتى
    رابط مختصر



    شاب طموح من الدامر ارسل هذه القصة في بريدي وادهشتني جدا
    وعايز راي ناس البورد فيها
    Quote: الموت ثلاثي الأضلاع
    اجاويد الحاج
    https://www.0zz0.com
    أخذ المقدوم يلكز في الجمل بكلتا قدميه ويلوّح له بالسوط الغليظ حاثاً له ليزيد سرعته ويجد في السير إلا إن الجمل العنيد يتمخطر في مشيه وكأن الأمر لا يعنيه يمشي الهوينى كالفتاة المدللة، والمقدوم قد أرهقته حرارة الشمس اللافحة وتراقص السراب أثر على عينيه وإرتجاجه وتأرجحه علي ظهر الجمل وأصابه ما يشبه الإعياء، وزاده على ذلك تعنت هذا الجمل الغبي الذي يسير هذا اليوم علي غير عادته من بطئ إلي أبطأ، فالمقدوم يريد أن يتمكن من قطع وادي الدان قبل حلول الظلام وزاد من هواجسه ما أشيع عن الآفات التى يعج بها هذا الوادي ليلاً وغذّي ذلك ما إختزنته مخيلة الأعراب من روايات شابها الكثير من الخرافات والمبالغات علي شاكلة السعالي وأب فانوس والضهّابة، وليتفادي كل تلك المشاكل لابد له أن يقطع الوادي قبل المغيب لكن أنى له ذلك مع هذا الجمل العنيد، وزاد من اللكز والتلويح بالسوط وأحياناً يضرب القراف الذي يصدر فرطقة داوية إلا أن ذلك لم يغيير في سلوك الجمل من شيئ، أخذت الشمس يخف وهجها وتميل نحو الغروب والهواجس تملكت صاحبنا وسيطرت عليه حتي سرت فيه إرتعاشه خفيفة قال المقدوم محدثاً نفسه هو يمسك بمقبض سيف المعلّق علي قائم السرج الخلفي: ماني خايف عِلاّ مداراة المؤمن علي نفسو حسنة. وأخذ يغني للجمل معدداً محاسنه وسيرته علّه يستجيب ويدع عنه هذا الحران إلا الجمل جاء بعكس المتوقع فوقف متسمراً كأنه الوتد، حاول المقدوم بكل ما يعرف من وسائل وحيل الأبّالة ليتحرك الجمل دون جدوى، أناخه المقدوم ونزل منه ولم يفلح في أن يجعله يقوم ويواصل السير، إشطاط المقدوم غضباً وكال كل ما يختزنه من سباب ولعن وشتائم للجمل وحسم أمره قائلا: الليله حرنت تب وأبيت المشي داير تورينا كجارك، دا عوسك أنا بوريك عوسي. أنزل المقدوم متاعه من الجمل وحل السرج ووضعه أرضاً وجرّد منه القراف وتركه عِرِي وأخذ العقال وعقل به أرجل الجمل الأمامية والجمل وكأن الأمر لا يعنيه قد حنى رأسه علي شجيرة سلم صغيرة يداعب في غصونها بمشفريه وأسنانه الغليظة وعينيه نصف مغمضتين، غمس لمقدوميديه في التراب تفل عليها وأخذاسوطهالغليظ وأمسكه بقبضتيه وأنهال ضرباً مبرحاً علي الجمل البارك المقيّد بالعقال، المقدوم يضرب بلا رحمه ويكيل السباب والشتائم وكأنه في حالة هيستريا وهيجان وجمل يرغي ويزبد ويتململ ويخور محاولاً قطع العقال لكن بلا جدوى والمقدوم يضرب ويضرب حتى كلّت يداه وغمره العرق وتلاحقت أنفاسه وأصابه سعال، توقف قليلاً أخذ قربة الماء وحسى منها جرعات ثم عاد ثانية يضرب في الجمل بلا هوادة، فجأة إنقطع العقال وهبّ الجمل كالأعصار هائجاً وقد إنتفخ إحدى ودجيه كالبالون والزبد يبلل مشفريه وأنفه وإستدار نحو المقدوم الذي ألجمته المفاجأة فهو لم يكن يظن أن حبل المرن المتين الذي عقل به الجمل سينقطع ولم يضع لذلك إحتمالاً أو تحوطاً فأخذ يعدو بلا هدف وهو موقن أنه لن يسبق الجمل بحال من الأحوال وقد سمع الكثير من قصص إنتقام الجمل ممن يأذونه فمن تناوله جمل هائج يرميه أرضاً ثم يبرك عليه ويسحجه بمبركه الغليظ حتي يصيره فتاتاً، بل إن الأعراب من كثرة معرفتهم بعدم نسيان الجمل للمسئين له صار مضربهم في المثل للذي يظل يتذكر زلات الناس ولا ينساها ويحمل الحقد بسببه فيقولون : إن فلان كالجمل لا ينسي الأيذاء أبداً لكن حلاوة الروح تدفعه لأن يجري ويجري لكن أين المهرب في هذا الوادي المنبسط لا أشجار ولا أحجار ولا شيئ يصلح للإختباء، المقدوم يجري والجمل في أثره ويقترب منه حتى يحس المقدوم بحر أنفاسه المهتاجة يكاد يطبق علي المقدوم الذي سرعان ما يعكس إتجاهه في الجري فيأخذ الجمل المندفع وقتاً حتي يلف خلف المقدوم الذي يجد فسحة يجري فيها لكن سرعان ما تتقلص المسافة لصالح الجمل الهائج فيعود المقدوم للنكوص والإلتفاف السريع يتمتم وهو يجري بالدعاء والتضرّع لله أن ينجيه من هذا الكرب، وفجأة سمع المقدوم صوت إرتطام عنيف بالأرض أعقبه صوت رغاء وتأوه من الجمل وعلا الغبار، إلتفت المقدوم خلفه يبدو أن الجمل سقطت رجله في حفرة لعلها نفق أرانب أو إحدي الحيوانات البرية أو شق في الأرض، كانت هذه فرصة لا تعوّض بالنسبة للمقدوم فأسرع جارياً وإن كان يشعر بإنقباض لما أصاب جمله الأثير لكن الآن الوضع لا يحتمل، أخذ يجري بلا هدى حتى أبصر تبةً مال نحوها ووجد بها جحراً كبيراً يسعه لم يتردد من أن يحشر نفسه بداخله بسرعة خاصةً وأن صوت الجمل قد بدأ يقترب يبدو أنه خلّص رجله من الشق وإستأنف المطاردة، حشر المقدوم جسمه داخل الجحر بصعوبة ووجد بداخله متسعاً وبالداخل إلتصق بجدار الجحر وضم إليه قدميه لاهثاً وقلبه تزداد نبضاته من الهول، كان الجحر مظلماً به رائحة منتنة لكن رويداً رويداً بدأ المقدوم تعتاد عينيه علي الظلام ميز المقدم بقايا روث وريش طيور وبقايا قفص صدري لحيوان نافق يبدو أن هذا الجحر وكر لضبع أو مرفعين، وسمع المقدوم دمدمة خارج الجحر فالجمل فطن لحيلة إختباء المقدوم في الجحر ويحوم حول الجحر محاولاً الوصول له ليفتك به، والمقدوم ما فتئ يلهج: يامنجي من المهالك ياسابل الستر يالطيف، في غمرة التوتر والهلع أحس المقدوم بشيئ يمشي علي معصمه فنفضه مسرعاً ولم يكن ذلك الشيئ إلا عقرباً رشيقة رافعةً ذنبها إلي أعلى في تحدٍ وعناد ولم يفق المقدوم من صدمة العقرب إذا فاجأه آخر صوت يتوقع سماعه في حالك الظرف الماثل به، إنه فحيح ففي أقصى جانب الجحر الغربي ترقد أفعى ضخمة رفعت رأسها وأخرجت لسانها المشقوق وأخذت تسعى نحو المقدوم، هنا آثر المقدوم الخروج من الجحر ففي الخارج يمكن أن تكون فرص النجاة شبه مستحيلة لكن بداخل الجحر مع هذين السامين فالموت مؤكد، فلما همّ بالتوجه نحو مخرج الجحر وقعت ثالثة الأثافي فقد أدخل الجمل رأسه داخل الجحر يريد جذب المقدوم والنيل منه‘ تقهقر المقدوم وإنزوى جانباً وتكوم حول نفسه، أيقن بالموت فالعقرب تسعى نحوه رافعة ذنبها والأفعى تقترب وفحيحها يعلو والجمل يقترب رأسه كلما حشر شيئاً من رقبته الطويلة داخل الجحر، أطبق عليه مثلث الموت متساوي الأضلاع فإما لدغة من العقرب أو عضة من الأفعى أو طحناً وتفتيتاً من الجمل الهائج، توقف الزمن مرّ شريط الحياة مسرعاً أمام المقدوم محطات الطفولة والصبا الباكر وفتوّة الشباب الزواج ومشاعر الأبوّة مرت صور الأهل والأحباب مثلت صور أبنه الصغير حسن الذي جاءه بعد ثلاث بنات وكم فرح به وعقد عليه الآمال وغنى له النمه والدوبيت تمنى لو أن صوت يصل إلي حيث حسن في مضارب أبودليق حتى يوصيه علي أخواته خيراويطلب العفو والسماح من أمه وزوجته وكل من أخطأ بحقه، أيقن المقدم بالموت إستسلم للقدر ردد بتراخي: يا ربي سامحني وأقبلني وأعدل قدامتي. شخص بصره يرقب مثلث الموت وهو يطبق عليه، وهنا إنفرط عقد الأحداث فهجم الثعبان علي الجمل وعضّه بأنفه سرى السم سريعاً في الجمل سحب رأسه خارج الجحر أخذ يتلوى تقهقر تأرجح ثم خرّ أخذ يرفس بقدميه قليلاً ثم خمد جثة هامدة، وجرت العقرب إلي الثعبان ولدغته تلوى الثعبان وتقلّب ثم سكنت حركته ومات هنا خلع المقدوم المذهول مركوبه وسحق به العقرب وخرج من الجحر، إستنشق نفساً طويلاً وهو يتحسس جسده غير مصدق أنه نجى من الموت بهذه الأعجوبة وهو يردد: أحمدك يارب وأشكر فضلك نضراً علي أضبح أب أربعه وأقسم لحمو لي المساكين؛ وحانت منه إلتفاته فأبصر جثة جمله الأثير مرمياً بلا حِراك حزّ ذلك في نفسه فالأبالة لهم رابط قوي مع إبلهم تقدم المقدوم ووقف علي جثة الجمل إنسابت منه دمعه قال بأسى: هلّا هلّا يا العنافي الليله خلاس وصلت الميس، ربيتك من صغير سقيتك الدّر وصعّتك السمن درّبتك الدغشاوي وفي المحل علفتك من مونة جناي، إلا الليله فراق الطريفي لي جملو. زفر أنفاس حارة ثم جرّ النمّه:
    زايله الدنيا يا أب خُف كلنا للموت
    بعد ما كنت سبّاقن تسوى الفوت
    الليله إنسلبت الروح بقيت شلتوت
    دا حال الدنيا يوم حنضل ويوم سكّوت
    تردد صدى النمّه الحزينة في أرجاء الوادي ثم عمّ الصمت.
    ****
    الدامر






                  

العنوان الكاتب Date
القصة السودانية المعاصرة:الموت ثلاثي الأضلاع adil amin01-28-23, 04:42 PM
  Re: القصة السودانية المعاصرة:الموت ثلاثي الأ adil amin01-29-23, 04:33 AM
    Re: القصة السودانية المعاصرة:الموت ثلاثي الأ adil amin01-31-23, 04:35 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de