قرأت بالأمس يا حبيبنا جودة مقالاً آخر يبدو لي أنه أشد سبكا وجودة وأكثر إفصاحاً وسطوعاً، ويسرد حقائق واضحة كضوء الصباح تمثل إضافة مهمة لمقال الصحفية صباح.
المقال سلّط الكثير من الأضواء ووضع المزيد من النقاط على حروف مِحنة إنسان دارفور ومتاهة الديكتاتور الحاكم باسم الجيش والأمن في الخرطوم ومِحنة الحاكم باسم الميليشيا في دارفور ونائبه (عيسى عليو) الذي اعترف عن عجزه عن فتح فمه الممتلئ عن آخره بعصير الماء الممزوج بالدماء ويبدو أن نائب حاكم دارفور قد اتبع واقتفى الحِكمة الأردولية الشهير فتعطلت عنده أيضاً لغة الكلام:
وهو – كرصيفه الأردول - يعلم حتماً أنه لو شرِب حليب السباع وأشار إلى القاتل أو إن تجرأ وفتح فمه أو همس بالحرف الأول من اسم القتلة الذين يعرفهم كجوع بطنه كما تعرفهم أيضاً (الجهات العليا) حسب اعترافاته المسجلة صوتاً وصورة فإن القتلة المحترفين (والذين تعلمهم الجهات العليا، كما قال) سوف يفرغون ما تبقى في فم السيد عليو من المأء و يملأونه بالدماء
المقال المقتبس في الأدنى لمحمد وداعة نُشر في صحيفة الجريدة بعنوان : (الساكت عن الحق شيطان أخرس)
Quote: ....... .....
فى حوار مع ( الترا سودان ) نشر بتاريخ 1/1/2023 م، اتهم نائب حاكم دارفور محمد عيسى عليوة جهات بعينها بالوقوف خلف احداث العنف المتكررة فى دارفور، وقال ( هذه الجهات تعرفنا ونعرفها، ومن الصعوبة تسميتها وتحديدها لان الانعكاسات الامنية لهذا الامر ستكون اكبر من الذى حدث )، وقال ( ان تسمية هذه الجهات يهدد امن السودان كله )، وقال ردآ على سؤال حول واجبه فى كشف هذه الجهات انهم لم يسكتوا، بل تحدثوا مع الجهات العليا فى البلد )، وقال ( هم يعلمون تمامآ هذه الجهات التى تقف وراء الاحداث، وهى جهات موجودة ولديها عناصر وجيوب فى الاقليم، وهناك جهات اقليمية ودولية موجودة فى دارفور، واصبحت دارفور سوق لكل الاجندات الدولية والاقليمية )،
هذا الحديث استمعت اليه صوت وصورة، ولولا ذلك لما صدقت حرفآ مما قاله السيد عليوة، فالرجل نفسه كاد ان يتسبب فى الحرب بتصريحات محرضة على نقل القتال ( الدارفورى ) الى الخرطوم، قال عليوة فى اكتوبر الماضى مخاطبآ جمع من بعض اهل دارفور( انتم كنتم دولة مستقلة، لها علمها ولها نقودها ولها علاقاتها الخارجية، عاوزنكم تكونوا موحدين، الظروف الانا شايفة بى عينى دى، ناس الخرطوم ديل نسأل الله لهم الهداية، ولكن لا سمح الله اذا حدث ما لا تحمد عقباه، تكونوا ثابتين عشان تستقبلوا الاخرين الذين يستجيرون بكم فى يوم من الايام بكل ترحاب، واظنكم فهمتوا الرسالة )، ولم يكن احد يعتقد ان الرجل سيستمر فى منصبه بعد هذا القول، حتى اعلن بالامس عن فشله وربما (خوفه ) من الكشف عن المتورطين فى احداث القتل والحرق والنهب فى دارفور التى يتشرف بانه يتقلد منصب نائب الحاكم فيها، بتبريرات غريبة ( الكشف عن المتورطين يهدد امن كل السودان )، اليس ما يحدث فى دارفور ويتستر عليه نائب الحاكم وجهات عليا،هواكبر مهدد لامن البلاد باسرها ؟ ومتى كان الكشف عن المجرمين والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة مهددآ امنيآ ؟ ان كان هذا صحيحآ فعلى الدولة السلام، وان لم يكن صحيحآ فيتوجب على السيد عليوة تقديم استقالته من منصب عجز فيه عن حماية مواطنيه، وفشل فى الاعلان عن قاتليهم، فضلآ عن نكوصه عن قسمه فى تحقيق الامن والعدالة فى دارفور، والساكت عن الحق شيطان اخرس،
هذا التصريح ينزع عن السيد عليوة صفة المسؤول، ويدمغه ك- (مواطن) بعدم المسؤلية، ويجرده من الالتزام الاخلاقى واحترام القانون، وهذه التبريرات لا تعفيه من المسؤلية، جاء فى الحديث ( كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته )، ويذهب عليوة ابعد من ذلك فيرمى باللوم على ( جهات عليا فى الدولة )، هى الاخرى على معرفة بالمتورطين، وهذا قول خطير، فالامم المتحدة ربما تفرض تتدخلآ تحت البند السادس اذا اخذت تصريح عليوة مأخذ الجد، ذلك ان الحكومة و( الجهات العليا ) تعلم من هم المتورطين ولا تستطيع الكشف عنهم او القبض عليهم او تقديمهم للعدالة، فماذا تبقى من سلطة الحكومة ؟ فهذه دولة فاشلة،
السيد عليوة مطالب بالافصاح عن ( الجهات العليا ) التى تعلم ولم تحرك ساكنآ، وما حدث لا يحتاج لجان تحقيق، عليوة يعلمه، وجهات عليا تعلمه، وعليه ان يفسر كيف يكون الكشف عن القتلة مهددآ لكل السودان، عليوة امامه خياران، اما الكشف عن القتلة، او تقديم استقالته فورآ، عليوة عذره اقبح من ذنبه !
الصحفية الهميمة صباح تلوم نائب الحاكم على خوفه وتستره على القتلة والسيد محمد وداعة يا جودة يأسى على جُبن وضعف كفاءة (عيسى عليو) ويطالبه أن يعجل باستقالته بدعوى أن استمرار سكوته يساعد رؤساء عيسى عليو في طمس معالم جريمتهم الأخيرة
والسؤال يا جودة: إلى مَن مِن أقانيم الثالوث الإجرامي المقدس يُفترض أن يذهب نائب الحاكم ليقف بين يديه الملطختين ويتقدم له بالاستقالة المسببة؟ لمناوي أم لحميدتي أم للبرهان ..
Quote: الشيء المؤسف أنه الحقائق واضحة والجرم بيِّن والمتهم معروف... ولا أحد يستطيع وقف ما يجري..ولا الإعلان عن اسم الجاني دعك من توقيفه...
إنه فقط الخوف يا أخي محمد الحسين، خافوا فآثروا السكوت واكتفوا بالصمت المريب أردول لا يريد أن يذهب إلى السجن كما نطق بلسانه في الفيديو في الأعلى، ونائب حاكم دارفور يخاف أيضاً على لغاليغه وعلى ذَنَبه وعلى امتيازاته وكل واحد من هؤلاء يتكشف يوماً بعد يوم أنه منعدم الكفاءة السياسية والإدارية والأخلاقية وميت الضمير وقاتل ومجرم وذو نسب في المجرمين عريق.
ويتربع من فوقهم ذلك الثالوث المخيف المرعب (مناوي، حميدتي، البرهان) والذين يتأرجح دورهم بين مشتبه أو متواطئ أو متهم في الولوغ في دماء الضحايا الأبرياء ويمتلك خبرة معمقة في العمالة للخارج وفي الإبادات السابقة أو متورط حالياً بصورة مباشرة وخائض حتى رُكبه في بحر الدماء التي لم تجف بعد.
عاطر التحايا إخوتي محمد ومحمد والثورة مستمرة وإن "بعد" العسر يسرا .... .. .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة