|
Re: فى الذكرى الرابعة.. من سرق الثورة؟-تقاريرو (Re: زهير ابو الزهراء)
|
مرحى بالثورة.. ما نمر به مرحلة من مسيرتها الظافرة!!
د..مرتضى الغالي
هذه الثورة ثورة عميقة تجذّرت عند أطفالنا وعند الجدات والخالات والأمهات والعمّات والكهول والشباب والصبايا والصبيات وفي الريف والقرى والمدن والمراحيل والحارات والمعسكرات ومراكز اللجوء وعند السودانيين في أي صقع من الدنيا وحيث كانوا!.. والذي نمر به الآن هو فقط مرحلة من مراحلها.. ولن تصيب الثورة منها إلا قوة بعد قوة و(المزيد من العنفوان) مهما تباينت آراء الثوار والمناصرين.. فماذا يضير التباين حول كيفية بلوغ أهداف الثورة.. وأهدافها واضحة للأعشى والبصير وحتى لمن طمس الله بصيرته!.. وهي أهداف من الشمول والبساطة والوضوح بحيث حواها شعار مجيد من كلمات ثلاث (حرية سلام وعدالة) فهل في هذا اختلاف؟!.. وهل من أحد يريد أن يجري عليه أي حذف أو إضافة!!.. الأشقياء والمضروبون بالهم والغم هم أعداء الثورة من الفلول والإخونجية و(الحركاتية) والبركة مطروحة على كل مناصري الثورة.. نسأل الله أن يزيدهم إلهامًا وصبرًا على مخاضاتها من أجل بلوغ أهدافها بمحبة ومودة واحترام للتباين.. الذين يريدون الجذرية ومن يميل طبعهم إلى التدرّج و(البوليتيكا) على طريقة الأب “فيليب غبوش”!. في كل الأحوال الهدف الاسمى هو كنس الإنقاذ.. كنسها من حيث هي سلوك وطباع وأفكار شريرة سوداء ومكر فاسد.. فلن يفيدنا الحنق على شخوصهم و(سناحتهم).. إلا الذين يتوجّب القصاص منهم.. حيث لا شفاعة في إزهاق الأرواح.. وفي دماء الشهداء وفي نهب المال العام ولبن الأطفال وتخريب مرافق الوطن وسرقة المستقبل!!.. نعم لا تسامح مع القتلة واللصوص بموجب أحكام العدالة واسترداد (أخر مليم) من المال المسروق ولو وضعوه في سقف حلوقهم.. يجب حملهم على (استفراغ) كل ما أكلوه بالسحت! العدالة لا تعرف إعفاء القتلة واللصوص.. إلا أن يكون ذلك في حكم وكلاء نيابة الإنقاذ وقضاتها (بالعي الضمير) والمدافعين عن الإجرام.. حفنة المرتشين الذي يزينون للصوص والقتلة أفعالهم من أجل قبض (أتعابهم) من المال الحرام!.. ما نمر به هو مرحلة من مراحل الثورة.. وتيار الثورة يجرى (كما العهد به) قويًا عاتيًا متدفقًا في مسيرته المباركة غير عابئ بما على سطح الماء من أوشاب وأعشاب ميتة وزبد طافٍ وطحالب متعفنة!!.. الثورة سلسلة من العمل الثوري الهادف نحو الغايات الأسمى لبلوغ الديمقراطية والكرامة وإقامة الحكم المدني.. (ثورتنا هي الأعظم) ولكن أنظر إلى الثورة الفرنسية التي يلهج بذكرها اللاهجون وتأمل في مراحلها وانحناءاتها وفصولها وأعوامها الطوال!.. وقد كان في فتراتها المتعاقبة اختلاف وتباين حول الوسائل وعراك وعنف وتقاتل بين الثوار ومقاصل ومشانق وانقلابات واتهامات وتسلط من بعض قادتها وانقلابات ومحاولات لعودة (البوربون) ولويس الثامن عشر.. وكل هذا لم يوقف مسيرتها ولم يمنعها من الوصول إلى غاياتها في الحرية والإخاء والمساواة!.. مع هذه الثورة لن يفلح الفلول.. فقد انتهت صلاحيتهم الافتراضية كمواطنين صالحين.. وعلى مجرميهم ولصوصهم أن يستعدوا للحساب ومواجهة العدالة.. أما التابعين منهم فعليهم أن يقعدوا ليأكلوا ويشربوا ويعيشوا مثل السوائم بعد أن فاتهم فضل أن يحيوا مثل البشر الذين كرّمهم الله وحملهم في البر والبحر ورزقهم من الطيبات!.. ثورتنا أعظم.. إنها ثورة سلام ومحبة سلمية ووعي وإيمان بالحرية والعدالة والديمقراطية والحكم المدني.. وما نمر به حاليًا مرحلة من مراحلها.. المجد والخلود لشهدائها.. فأنظر يا صديقي إلى الغد بتفاؤل وإيجابية (وقل إني مع الأحرار لا أرضى بهم بدلا)!!.
|
|
|
|
|
|
|
|
|