|
Re: عن فيلم اعتصام القيادة بالسلم الخماسي للم (Re: Yasir Elsharif)
|
Quote: الطيب مهدي وديناميكية الصورة
بنبض الفن تعرفت وتعلمت من المبدع الاستاذ الفنان الطيب مهدي ... فهو كثير التأمل ، قوي الملاحظه .. ديناميكي الدواخل .. ملئ بالصور والمعاني والدلالات ، فبدأت المعرفه به بفلمه ( الضريح ) الذي نال جائزة مهرجان السينما التسجيليه و القصيرة بالقاهره وجائزة مهرجان قليبيه بتونس ، ثم تعمقت اكثر حين شاهدت معالجته العميقه في فيلمي ( المحطة ) و ( حميد ) وجمال لغته السينمائيه في فيلم عيال المطموره و اكتمل نضج الصورة في فيلمه الأخير ( اعتصام بالسلم الخماسي ) هو فيلم من إنتاج و سيناريو و إخراج الطيب مهدي ، فالفكره تداعت و نسجت وعي إخراجي لبث صورة ديناميكيه لخلق رؤى جديده لإعتصام القيادة في ثورة ديسمبر المجيدة ، في التعامل مع مفاهيم الثورة ببساطه و قوة في التعبير و عمق في الدلالات . فيلم ( إعتصام بالسلم الخماسي ) اراد به المخرج ان يستعيد السودانيون النظر في إشراقة ثورتهم .. وبعث روح الوعي لإستعادة قيم ثورتهم .. و استطاع ان يخلق صور للمعتصمين تتابع الكيفية والسبل والطرق لتأسيس مدينة اعتصامهم امام قيادة الجيش في الخرطوم و كيفية خلق نسيج إبداعي بلور اشكال و صور و تفاعلات مختلفه تبين قوة الفعل الثوري و قدرته على بث روح التضامن والبساله وخلق و شحذ الهمم واستخدام الفنون التي كان يعج بها مكان الاعتصام . ( إعتصام بالسلم الخماسي ) دخل في تفاصيل الحياة اليوميه للمعتصمين والمعتصمات .. وجعل الاعتصام مفهوم الثورة واقع معاش و يومي وفجر روح لبناء مدينة مستقبلهم . الفيلم يعتبر فيلم روائيا تسجيليا حيث يجمع بين خصائص و مناهج الأفلام الروائيه و التسجيليه من قيم جماليه و فكريه و عاطفيه ، فأسس اسلوب إخراجي خاص به لفهم الحاضر وخلق صور تجمع كل مكونات الوعي الثوري داخل الإعتصام و ذلك عبر الآتي :-
اولآ الإلتزام عندما يكون المخرج ملتزما بفكرة و صنعته و فنه ومؤمن بقدراته الابداعيه و بما هو جديد في الفكره والتقنيه ، فالطيب يدق بحفرياته في اعماق الرؤيه الاخراجيه و مضامينها و الصور الجماليه و بساطتها التي تعطي المعاني والدلالات والقيم . والتزام المخرج بإستخدام كل الصيغ الفنيه لخلق شكل ومضمون واضح و ديناميكي في تركيب احداث الفيلم و تعميق الرساله للوصول للمعاني .
ثانيا ديناميكية الصورة :- اعتمد المخرج في فيلم ( اعتصام بالسلم الخماسي ) على التزاوج بين فكرة و ديناميكية الصور التي استندت على : - الروي .. شعر و نثر - الموسيقى - المؤثرات البصريه و الصوتيه - الهتافات الحيه - الغناء - التراث الشعبي - الإكسسوارات - المكياج - حركة الكاميرا - التشكيل و الألوان - الإفادات و الأحاديث - المونتاج في التقطيع والتركيب - التصوير المتنوع
استخدم المخرج كم هائل من المفردات ، من العناصر المتعدده والقيم في الحياة اليوميه في الاعتصام واستخدم تقنيات ولغة الكاميرا بأساليب جديده في كل متناغم ونسيج فني ممتع و مشبع للمشاهد . استطاع المخرج ان يحقق هذا التكامل في 85 دقيقه هي زمن الفيلم . كما استطاع ان يحشد مقاطع من شعراء سودانيين كبار في سيناريو الفيلم ، كم كانت اشعارهم ملهمه في الثورة السودانيه : حميد ، ازهري محمد على ، القدال ، علي عبدالقيوم ، عبدالمنعم محمد احمد ، محمد مكي ابراهيم ، عالم عباس . كما استخدم الغناء الذي إرتفع حتى اعالي اعالي النفق . وحيث استخدم الطقطه والضربات التي سمت بالعلو في فهم الثورة وبما جعلها احد تمظهرات الوعي الثوري التلقائي الكامن في جينات التراكم الشعبي السوداني الملئ بقيم الثورة وتنوع التعبير عنها . لقد استمرت الصور والاصوات تعكس ديناميكية الثورة و تتماوج في كل متكامل و شيق .
ثالثا التمرد الإبداعي عبر التنوع في تكوين الصور :-
تمرد المخرج على اللغة التقليديه في الاخراج بإستخدامه للغة التكثيف و اشباع التكوين في الصوره عبر :- - استخدام لقطات ثابتة و متحركه و خلق خلفيات لإظهار البعد الثالث . - النقلات بين المشاهد ( المونتاج ) اعطى الفيلم قوة كفعل ثوري عبر الإشارات ، الأيادي ، الرقص الشعبي ، حركة الثوار و هتافاتهم . - تمازج فنون التشكيل ، الدراما ، الموسيقى والغناء في كل متكامل للتعبير عن الثورة مما اعطى الفيلم رؤيه لإستمرار الثورة .
عادل حربي مخرج - استاذ مشارك كلية الموسيقى والدراما |
|
|
|
|
|
|
|
|
|