ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب بداخلنا؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-07-2024, 12:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-28-2022, 08:08 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    نيتشه:
    كان نيتشه، مثل ماركس، مهووسًا بتتبع أصول الأشياء ونشأتها بغرض كشف شروط وجود الأفكار وتطورها. وهو في هذا يمارس منهجه «الجينيالوجي» الشهير،
    الذي يعتمد على النقد التاريخي والبحث في الأصول التاريخية والنفسية التي تأسست عليها مفاهيم الفلسفة. إن الماضي عند نيتشه حاضر في الحاضر، والاعتقاد
    في الأوهام يحدث نتيجة التغافل عن تلك المسألة البسيطة.

    فلا توجد حقائق موضوعية عند نيتشه، بل كل الأفكار تنطلق بالضرورة من منظور شخصي ما. هذا المنظور يُفرض على الأفراد من خلال الفئات المهيمنة اجتماعيًّا،
    لتصبح المصلحة العامة تخص هؤلاء الأسياد، أي مصلحة السلطة، تبعًا لإرادة القوة التي تَسُد وتتجلى في كل شيء، وخصوصًا في الحياة.

    في كل هذه الأفكار يقترب نيتشه كثيرًا من ماركس، الذي رأى في الحقيقة سلاحًا طبقيًّا، لكن نيتشه يُغيِّب العامل الاقتصادي لصالح البحث في دقائق السيكولوجية
    الإنسانية، التي تسعى باستمرار نحو التفوق وتحركها «إرادة القوة».

    إن المجتمع الإنساني البدائي المولود حديثًا جراء تاريخ طويل من التطور البيولوجي، كان لا بد له من أن يضمن مصالحه، مصالح المجتمع وسلامة بقاءه واستمرار
    النوع، لذلك تعمَّد في البداية اتباع إجراءات لها طابع الإجبار والإلزام، وبمرور الوقت اكتسبت تلك القوى الإجبارية شكل التقاليد والأعراف، وتحولت إلى ما نسميه
    «الضمير الشخصي»، الذي لا يراه
    نيتشه أكثر من سلطة مستبطَنة، وهكذا نشأت مفاهيم «الفضيلة» و«الإنسان الفاضل».

    يتتبع نيتشه تاريخيًّا الجذور التي استقت منها البشرية في جميع الحضارات الكبرى أحكامها المتعلقة بالأخلاق، ليميز بشكل أوليٍّ بين نوعين من الأخلاق: أخلاق السادة
    وأخلاق العبيد، أو الأخلاق التي كان مصدرها السادة والنبلاء وصفوة الناس، والأخلاق التي كان مصدرها الرعاع والطبقات الدنيا والمنحطة. تقوم أخلاق السادة على
    قيم القوة والفخر والاعتزاز بكل ما هو جليل وقوي، مثل البسالة والشجاعة والصدق الذي قد يصل إلى حد التبجح.

    أما أخلاق العبيد الذين اصطنعوا معايير موازية لقيم السادة الأخلاقية، فتتضمن مفاهيم من قبيل الإحسان وتقدير الضعف والرحمة، وكل شكل من أشكال الشفقة

    والتعاطف الفج.هذان النمطان المختلفان من الأخلاق موجودان في مختلف الحضارات الإنسانية. بل يمكن أن توجد عناصر كلٍّ منهما في الإنسان الواحد.

    تستمد الأخلاق شرعيتها في نظر نيتشه من غريزة حب السيطرة، أو إرادة القوة. فهذا هو مصدر التشريع الوحيد للأخلاق.

    يتميز ذوو أخلاقيات السادة بالاستقلالية والفردية، مقابل النظام الجماعي الذي تتميز به أخلاقيات العبيد، فقيم العبيد جمعية، تخدم جماعة الضعفاء وإحساسهم
    العجز. لذلك هم القطيع، وأخلاق العبيد هي أخلاق القطيع، وتعبِّر عن حاجات القطيع، وينظرون دومًا إلى الأفراد الأقوياء المستقلين على أنهم تهديد وخطر وأشرار،
    ودائمًا ما يرغب القطيع في تأكيد قيمه، من حيث إنها مطلقة، وفرضها على الأفراد الأقوياء من المجتمع. ويجري تجاوز كل ذلك بواسطة الإنسان الأعلى الذي
    سيقدر على خلق قيمه الخاصة، وتحقيق إمكاناته التي تتجاوز الإنسان الحالي.

    من النتائج الضرورية للنقد الجينيالوجي الذي طبَّقه نيتشه في مسألة الأخلاق وأصلها، أنه لا توجد أي معايير أخلاقية موضوعية، بل لا توجد

    أخلاق موضوعية أصلًا. فكل ما هنالك هو جماعة من الناس عاشوا في سياق تاريخي وجغرافي معين، وتأصلت في ثقافتهم ركامات من المفاهيم
    والأحكام التي تُسمَّى أخلاقية، في حين أنها لا تعدو أن تكون مجرد عادات مارسها الإنسان في بدايات تاريخه ليحفظ وجوده واستمرار بقائه، في سياق
    صراع القوى بين البشر. إن الأخلاق بالنسبة إلى نيتشه، وعي زائف، ومحصلة تفاعل أفراد الفصيلة الإنسانية، بما يطمح كل واحد منهم إلى فرض سيادته
    على الآخرين.

    تستمد الأخلاق شرعيتها في نظر نيتشه من غريزة حب السيطرة، أو إرادة القوة. فهذا هو مصدر التشريع الوحيد للأخلاق. لا يوجد آمر أعلى أو سلطة إلهية
    تُشرِّع الأخلاق، ولا حتى العقل الإنساني بما فيه من حب للخير وتمييزه عن الشر. العقل غير مفطور على تلك المفاهيم أصلًا. في الأساس، تشريع الأخلاق
    مهمة غريزية، والغرائز لاعقلانية في جوهرها، ويكون الغرض منها، كغرض باقي الغرائز وأعضاء الحس، البقاء واستمرار النوع. وتتسم الأفعال الإنسانية
    بالحيادية الكاملة، ما دامت بمعزل عن أي تقييم ذاتي لها في موقف معين.

    ذلك يعني في كلمات بسيطة: لا يوجد الخيِّر بذاته والشرير بذاته، لا وجود سوى للإنسان الذي يستطيع أن يقيِّم الأفعال، ذلك في حدود ما يناسبه، ويقسمها
    إلى خير وشر. أي إن الخير والشر مقولات محض إنسانية، ومصدرها الإرادة الشخصية، ولا وجود لها بمنأى عن أي إنسان.

    يوجه نيتشه النقد نفسه إلى قيمة المعرفة باعتبارها حقيقة، ويُثني الفيلسوف الألماني «مارتن هايدغر» على نيتشه لأنه أول من أثار مشكلة الحقيقة التي
    تناساها الفلاسفة خلال حقبة الميتافيزيقا، من أفلاطون حتى هيغل، أي طيلة تاريخ الفكر الفلسفي السابق على نيتشه، في الوقت الذي باتت فيه ماهية
    المعرفة معتركًا لنظريات الفلاسفة.

    متناسيين السؤال عن طبيعة الحقيقة نفسها وماهيتها: ما هي الحقيقة؟ ولماذا يبتغي الإنسان المعرفة والحقيقة؟ لِم لا يبتغي الإنسان، في المقابل،
    عدم المعرفة/الجهل واللايقين بدلًا من الحقيقة؟ يلاحظ نيتشه أن الفلسفة، عن قصد أو بغير، تناست مشكلة الحقيقة، أي البحث في أصل مفهوم
    الحقيقة نفسه، وهي إشكالية تجرأ نيتشه على طرحها لأول مرة.

    في البداية، يرى نيتشه أن الاعتقاد في الحقيقة أساسه الاعتقاد في الله، أي الاعتقاد بكائن أعلى يضفي القداسة على الحقيقة. إن عنصري الثبات

    والإطلاق يميزان الحقيقة كقيمة، ولكن نيتشه كما يعودنا في نقده الجينيالوجي، يتخطى الثابت والمطلق ليعود إلى الأصل، ويُنزِل الحقيقة إلى الواقع
    المتحول الذي هو منبع كل شيء وأصله.

    فالحقيقة عند نيتشه وثيقة الارتباط بالحياة، وهدف المعرفة ليس أن ندرك «الحقيقة» التي توجد متعالية، بل أن نسيطر على عالمنا، فنحن «نفرض نماذج
    ثابتة على تدفق الصيرورة، وهذا النشاط تعبير عن إرادة القوة، وبذلك نستطيع أن نعرِّف العلم أو نصفه بأنه «تحويل الطبيعة إلى مفاهيم من أجل التحكم
    فيها». ما هي الحقيقة؟ يتساءل نيتشه ويجيب بأن الحقيقة هي رد كل ما هو غريب ومجهول وفوضوي، إلى أمور معلومة ومعروفة وأكثر ألفة. أي إن الحقيقة
    عند نيتشه مجرد «إجراء» للحفاظ على الحياة.

    كان تحرير الإنسان من أوهام الحقيقة في قلب مشروع نيتشه الفلسفي. وإذا كان سعي ماركس منصبًّا على تحرير الإنسانية من النظام الرأسمالي الذي
    يتشكل الوعي وينتج أوهامه وفقًا له، فإن فلسفة نيتشه لا تفرق في نقدها بين أنظمة إنتاج طبقية وأخرى غير طبقية، بل ترد زيف الوعي وأوهامه مباشرة
    إلى القوة الوحيدة المحركة للتاريخ، والتي يجب تحريرها لتخليص الإنسان من اغترابه، أي «إرادة القوة».






                  

العنوان الكاتب Date
ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب بداخلنا؟ محمد عبد الله الحسين10-25-22, 02:28 PM
  Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-25-22, 02:33 PM
    Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� osama elkhawad10-25-22, 11:08 PM
      Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-26-22, 10:51 AM
        Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� MOHAMMED ELSHEIKH10-27-22, 07:04 AM
          Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-27-22, 04:21 PM
            Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� هدى ميرغنى10-27-22, 04:59 PM
              Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-28-22, 10:43 AM
        Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-28-22, 08:08 PM
          Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� osama elkhawad10-28-22, 10:31 PM
            Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� osama elkhawad10-28-22, 11:43 PM
              Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� Abureesh10-29-22, 02:45 AM
                Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 11:04 AM
                  Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 11:21 AM
                    Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 01:11 PM
                      Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 01:33 PM
                        Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 11:22 PM
                          Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 11:30 PM
                            Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 11:56 PM
                              Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� osama elkhawad10-31-22, 04:04 PM
                                Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين11-14-22, 08:40 AM
                                  Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� Abureesh11-15-22, 01:06 AM
                                    Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين11-16-22, 08:47 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de