ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب بداخلنا؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-07-2024, 02:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-29-2022, 11:30 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10949

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    فرويد: جرح ثالث في نرجسية الإنسان
    سيغموند فرويد - الصورة:

    يلعب الماضي في التحليل النفسي دورًا أساسيًّا، لا لأنه يخلق الحاضر فحسب، بل لأنه مصدر لكل محتويات الوعي والشعور.

    يرى فرويد أنه أحدث ما أسماه هو «الجرح الثالث» الذي يلحق نرجسية الإنسان. فإذا كان «كوبرنيكوس» أرغم الإنسان على الإقرار

    بأن كوكبه الصغير لم يعد مركزًا للعالم، وإذا كان «داروين» أسهم في تعميق ذلك الجرح عبر الإقرار بأنه ليس إلا سليل تاريخ

    طويل من الحياة، شاركت في تكوينه أشكال مختلفة، فإن فرويد نفسه قد بيَّن أن «الأنا ليست سيدة بيتها الخاص».

    يتابع فرويد مبدأ أن الماضي حاضر في الحاضر، الذي نجده كذلك عند كل من ماركس ونيتشه، لكن بشكل يختلف تمام الاختلاف

    عن الاثنين. يقوم التحليل النفسي الفرويدي على نظرية مفادها أن كل ما قد يبدو تافهًا وسخيفًا، إلى درجة لا نعيره معها أي
    اهتمام، قد يكون في حقيقة الأمر ذا معنى، بل ربما الشطر الأعظم من المعنى أحيانًا، وقد يكون له الإسهام الأكبر في علاج

    الأمراض النفسية والحالات الهستيرية. ينطبق ذلك في سياق التحليل الفرويدي على جميع أشكال زلَّات اللسان والإيماءات،
    والأحلام بشكل خاص.

    يلعب الماضي في التحليل النفسي دورًا أساسيًّا، لا لأنه يخلق الحاضر فحسب، بل لأنه مصدر لكل محتويات الوعي والشعور.
    فإذا راجعنا التشريح الفرويدي للحياة النفسية عند الإنسان، نرى أن فرويد قسَّم الجهاز النفسي إلى ثلاثة أجزاء أساسية: الهو والأنا

    والأنا الأعلى.

    يحتوي الهو على جميع رغبات الإنسانية البدائية في صورتها الحقة، ويخضع باستمرار للتقنين والمراقبة من الأنا العليا، التي

    تمثل ضمير الإنسان الذي تشكل اجتماعيًّا عن طريق السلطة الخارجية للواقع، والتي تمنع التعبير الحر عن هذا الهو. والنتيجة
    النهائية لهذا التقنين هو الأنا، أي حالات الوعي والشعور الظاهرة، أو نفس الإنسان كما يدركها ويقدمها للآخرين، وهي بالضرورة
    زائفة، بما هي مشتقة من غيرها.

    لاختبار فعالية التحليل النفسي وصدق نظرياته، ينبغي علينا متابعة فرويد في تقسيماته هذه، وفرضيته القائلة بأن مادة اللاشعور

    تندفع دومًا، تشق طريقها ناحية الأنا والشعور في أقرب فرصة ممكنة، لتظهر على مسرح الوعي، ويكون النوم حالة مناسبة لهذا
    النوع من الاندفاع. لهذا، فإن دراسة الأحلام وتفسيرها لها مكانة أولية في نظريات التحليل النفسي.

    ما يحدث في النوم، بحسب فرويد، اندفاع لاشعوري لسيل من الرغبات المكبوتة اللاشعورية، الجنسية تحديدًا، في شكل رمزيات
    تمثل مكونات الحلم، ووظيفة المحلل النفسي تحليل رموز هذه الأحلام، للوقوف على ما تنطوي عليه من معانٍ.

    كذلك تحليل كل ما يبدو ظاهرًا للعيان في شخصية المريض، ليصل إلى المعنى الباطن، وهذا المعنى الباطن عادةً ما يكون

    عبارة عن رغبات الهو التي قوبلت بالقمع في غالبية الأحيان منذ الطفولة، ما يجعلها طاقة أو مادة نفسية هائلة مخبأة ومكبوتة،

    عالقة في اللاوعي، وتشكل مجمل المشكلات والعُقَد النفسية التي تلازم الإنسان في مراحل بلوغه وتكوينه.

    وفي حالة الأحلام تكون تلك المادة النفسية في انتظار أقرب فرصة تنتهزها للظهور على ساحة الوعي في شكل رموز، فيما

    الأنا، المغلوبة على أمرها، نائمة، وقد استسلمت تمامًا لإغواءات الهُو.

    يقول فرويد: «الأحلام كما يعرف كل إنسان، قد تكون مشوشة غير مفهومة، ولا معنى لها إطلاقًا، وقد يكون مضمونها مناقضًا

    للواقع الذي نعرفه، وقد نتصرف فيها كما يتصرف المجانين»، ذلك أن اللاشعور يمثل مملكة اللامنطق عند فرويد.

    لهذا تبدو غالبية الأحلام مشوبة بالفوضى والتشوش، وعقب استيقاظنا من النوم لا ندري، تُرى ما كان ذلك بالضبط؟ فهي

    تبدو وكأنها عبثية، غير منطقية، ولا تحوي أي معنى. لكن فرويد لديه رأي آخر، كل هذه الظواهر التي تعج بالفوضى تعبر

    عن آليات داخلية يسلكها الجهاز النفسي، ونظام من المعاني المكبوتة داخل النفس الإنسانية، ومهمة التحليل النفسي كشف

    تلك المعاني المباطنة التي تتوارى وراء الوعي، وغير الواضحة، على الرغم من أن لها نشاط شديد الوضوح يتعلق بالوعي،
    وهو أنها تخلقه.

    لا يتسع تأثير تلك الرغبات الجنسية المكبوتة على شكل شحنات نفسية لاشعورية، في نطاق الأحلام وتفسيراتها فحسب،

    بل إنها تتسع لكل أشكال النشاط الإنساني الذي نسميه «الواعي»، فيعمد فرويد إلى أن ينظر إلى ظواهر وممارسات إنسانية

    على أنها تجليات لتلك الشحنات النفسية، والدين لا يشذ عن تلك الممارسات.

    إنه بالنسبة إلى فرويد وهمٌ كبير من أوهام الإنسانيّة، وحقيقة المقدس أنه تعبير نفساني عن حاجة الإنسان إلى أب-إله. الوعي
    ، إذًا، يلعب دورًا ثانويًّا مقابل اللاوعي، يكون الوعي زائفًا، مشتقًّا، مدفوعًا، وغافلًا عن نفسه، ويرد بكل محتواه إلى المحتوى
    الحقيقي، الباطن، الخفي، القابع في اللاشعور.


    هكذا تكتمل ثلاثية الوهم في الفلسفة الحديثة، فترتد الذات الإنسانية بكل ما تحوي من مشاعر وأفكار وأحلام إلى موضوعات

    غريبة عن هذه الذات، من نظام وعلاقات للإنتاج أو صراع لإرادات القوى أو غرائز جنسية مكبوتة. تشمل هذه الأفكار جميع
    الأنساق النظرية الكبيرة التي تشكل عالم الإنسان، من فلسفة ودين وعلم،

    إذ تختزل كلها كذلك إلى عالم خفي أو تاريخي، وتفقد أي وجاهة ممكنة باعتبارها «حقيقة».

    ثالوث الفلسفة الأهم في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين غير مقدس لهذا السبب بالذات، لأنه اهتم أكثر من أي وقت

    مضى بإثارة الشكوك حول أفكار أساسية طالما شكلت النظام الذي عاش الإنسان مستظلًّا به، سواء كان هذا النظام علميًّا أو دينيًّا.

    نستطيع القول إن كل ما كان يشغل بال ماركس ونيتشه وفرويد، هو الاستدلال ومعرفة الباطن الحقيقي من الظاهر السطحي.


    وعلى الرغم من أن كثيرًا من أفكار الماركسية والنيتشوية والفرويدية، لم تعد تلقى قبولًا واسعًا، عكس ما كان عليه الحال في

    النصف الأول من القرن العشرين، فإنها تظل أفكارًا ثورية في زمانها، وقد امتدت أصداؤها نحو الحركة الفلسفية التالية الأهم،
    وهي حركة ما بعد الحداثة، التي أخذت من أفكار الارتيابيين نقطة ارتكاز نقدي وانطلاق وترقيع وتحسين، وأخذت على عاتقها
    استكمال مسيرة المشروع النقدي للحداثة ومقولاتها.






                  

العنوان الكاتب Date
ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب بداخلنا؟ محمد عبد الله الحسين10-25-22, 02:28 PM
  Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-25-22, 02:33 PM
    Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� osama elkhawad10-25-22, 11:08 PM
      Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-26-22, 10:51 AM
        Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� MOHAMMED ELSHEIKH10-27-22, 07:04 AM
          Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-27-22, 04:21 PM
            Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� هدى ميرغنى10-27-22, 04:59 PM
              Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-28-22, 10:43 AM
        Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-28-22, 08:08 PM
          Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� osama elkhawad10-28-22, 10:31 PM
            Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� osama elkhawad10-28-22, 11:43 PM
              Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� Abureesh10-29-22, 02:45 AM
                Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 11:04 AM
                  Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 11:21 AM
                    Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 01:11 PM
                      Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 01:33 PM
                        Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 11:22 PM
                          Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 11:30 PM
                            Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين10-29-22, 11:56 PM
                              Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� osama elkhawad10-31-22, 04:04 PM
                                Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين11-14-22, 08:40 AM
                                  Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� Abureesh11-15-22, 01:06 AM
                                    Re: ماركس، نيتشه، فرويد: كيف زرعوا الارتياب ب� محمد عبد الله الحسين11-16-22, 08:47 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de