π حكاية من حلتنا £

  ♧ لست مجنونًا، و لكن جئتُ رغم أنفي £ (Re: دفع الله ود الأصيل)
قصه قصيرة :
《 الجنقو مسامير الأرض 》مع التحية من هنا للجنقاوي
المخضرم/عبد العزيز بركة ساكن في منفاه الاختياري بالنمسا»
📖 جمع (الفكي آدم) ألواحه المصنوعة من خشب اللالوب ، وحرص
على وضع لوحه النحاسي أسفل مخلاته، تحسّر علي سنينه الخُضر التي
قضاها بين أهل القرية الذين أعلنوا له صراحة بعدم رغبتهم في خدماته
كفكي مقيم وجالب للمطر بعد فشله في كل ما قام به من صلاة إستسقاء
وأدعية و قد تأخر هطول المطر تلك السنة العجفاء..!!

●لبس فروتة النمرية كمحارب فديم، و احتقب مخلاته التي
خلت إلا من ألواحه ودواية وعدة أقلام من قصب الذرة وبعض
الكسرة اليابسة، ولم ينس وضع قرن الكبش المملؤ بالشطة المتبلة
علي أمل تغير الحال وإستعادة هيبته المسلوبة في دار صباح
حيث غادر ولم يودع أحد الله دينه و أمانته وخواتيم عمله

●و بعد مسيرة كم ليلة و ضحاها و قد نال منه الرهق وعثاء
السفر وكآبة المنظر ما ناله، وصل لإحدى القرى و كان مصادف
يوم سوق القرية .. اختار أن يستريح جوار طاحونة البلدة ..بادله
حجّار الطاحونة السلام بفتور، تجاذب معه أطراف الحديث و
علم منه أنه فكي مهاجر في طريقه لدار صباح!!

●مع استمرار الجفاف في تلك الأنحاء، قام عمنا الحجّار
بإخطار جارته كلتوماية الفدادية التي تصادَف أنها في
ذلك اليوم قامت بجلب بعض الزريعه لطحنها تمهيداً
لإعداد مريستها يوم السوق غدٍ بحسب جدول
الأعمال المتفق عليه رسميا بين الزميلات!!

●أبدت كلتوماية رغبتها في إستضافة عمك الفكي
المفترس وذلك لخلو خلوة بيتها التي باتت تشكو قلة
فئرانها بعد نجوع زوجها طلباً للقمة العيش .. ثم أرسلت
الحجّار لإبلاغ أعيان القرية للإستعانة بالفكي في جلب المطر ،
ورفض ذلك أغلب الموجودين تحت شدرة الحراز التي تتوسط
سوق البلدة بزعم أنهم قدواكتفوا من إدعاءات أم بتارا الذين لا
يستطيعون جلب نسمة هواء با رد دة هفافة ، ناهيك عن مطرة
عدييل كدي، و قالوا أن هؤلاء الفكية المواسير العابرةن يكلفون
ناس الحلة فوق ما يطيقون وبوجودهم تتناقصأعداد التيوس
و الديوك التي تذبح لضيافتهم على الفاضي..

●لكن أصرت كلتوماية الفدادية علي إستضافة الفكي
و تكفّلت بكل واجبات ضيافة الفكي و هي تصر علي ذلك
بغنج الغواني..و قَبِل الفكي آدم ضيافتها على مضض و
ساقته إلي خلوتها شبه المهجورة لغياب بعلها، و التي
دبت فيها الحياة بعدما كانت أتعس من بيت نمل!!
● وبمجرد دخوله تولى صبي عابر مهمة ذبح ديك فحل
إختارته كلتوم بعناية وشرعت هي في إعداده ، و قدمت
للفكي قرعة مليئة بالعسلية عين الديك عب منها عباً و شرب
شراب مودعٍ؛ مردفاً الصلاة على النبي .. سرعان ما إكتمل إعداد
الديك مرجخيساً طاعماً قدمته الفداديه للفكي مع بعض عصيدة
الرز و شيء من الباكمبة، و في نفسه إغتبط لعدم نسيانه قرن الكبش
المملوء بالشطة القبانيت .. أكل كما لم يأكل من قبل وغسل يده من
إبريقه النحاسي وأحس ببعض النعاس .. تحامَل على نفسه و فرش
فروته النمرية و أخرج ألواحهُ و الدواية ، و عندما أحضرت له كلتوماية
دُلَنق العسلية قبلهُ بإبتسامة عريضة بين نائم و يقظان..و دلّها أن تتكيه
في طرف العنقريب .. أعلن لها عن رغبته في الدخول في نومة (بالخيرة)
غير معلومة الأمد ، و قد تستمر عدة أيام لحين قيامه بجلب المطرة..أردفت
بحنق: خلاس خليتك أبونا الشيخ..كمن تقول بلسان خالها : شيفي الراجل
الغديته و عبيت له قرنه سكَّرته و أول ما شبع قبِّل مني أداني عنقرته"

● انتكأ عمنا فكي آدم بعد خروج كلتوماية ليغط في نوم عميق قائلا ً
في سره: يحلها الله (الحل بلة من القيد و المذلة) .و بعد قليل و في أثناء
رجوع كلتوم بعد إبلاغها للأعيان الرافضين لوجود فكي آدم في القرية
بدخوله في خلوة للتضرع والدعاء لجلب المطر بدأت السحب تتكاثف
بسرعة وشالت أم رويق وقالت وررر .. مطراً لم تشهد القرية مثيلا ً
له في السنين الماضية ..

●أسرعت كلتوماية للفكي وهي تصرخ فرحاً بهطو المطر وطلباً للمزيد
من البركة.. نهض مغاضباً من سباته العميق .. وخرج متلفحاً فروته من
جلد النمر وتأبط عصاتة أم شعقات متوجهاً للسوق الذي صار رواده يتجارون
طلباً للإحتماء من المطر الغزير الذي تواصل إنهماره..قصد الفكي حرازة الأعيان
الذين وقفوا مشدوهين نادمين علي مجانبتهم للصواب القائل باحتفائهم بمقدم
الشيخ الذي رفع عصاته من أسفلها مشيراً بها للسماء في زهو خالتطه سكرته
النهارية صائحاً فيهم بتشفي : هيييي أولاد أم زقدة ، عيال النجس ،
كفاكم ألمي زي دا ..و لا نزيديكم كمان ؟!