π حكاية من حلتنا £

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-09-2024, 11:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-12-2022, 02:56 PM

دفع الله ود الأصيل
<aدفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 13779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: π حكاية من حلتنا £ (Re: دفع الله ود الأصيل)

    πالمطمورة منخورةπ
    « شكرن جزيلن نجم النجوم على القيدومة الطاعمة، و عقبالك عرسة في درت المسور القادم»
    ∆في ضحوية تلك الحراية القائظة أخرجوا عنقريباً « هبابن»قصيراً وفرشوه عليه برشا ملونا لمي
    يجلس عليه جناب العمدة/ النعيم ود كوجار فوق خشم المطمورة الضخمة التي حفُرت في خمس
    ليال و ستة أيام حسوما .. كان الرجل متخماً بزهوٍ زائدٍ لو استفرغه لملأ مطمورته وفاض عنها وتدفق
    ليغمر الحلة و الحلال المجاورة .. بدأ رتلُ الحميرِ يقتربُ .. وقد خرجَ الفضولُ يمد قرون استشعاره
    ليسوق الناس من كل حدب و صوب للِّحظة المشهودة .. استدار عمَّال العمدة و بطانة سوئه على
    سائر محيط المطمورة العميقة متأهبين لاستقبال قِفاف الذرة الرفيعة لطرحها على المساحة
    الواسعة .. تتقافزُ كلمةُ (عَرْتْ) من الأفواه هنا وهناك .. كان كلُّ حمارٍ يأتي مثقلاً بخُرْجٍ
    كبيرٍ يجعل مِشْيتَهُ مُلتصقةً بالأرض مثل أبي القدح حتى يقف على حافة المطمورة ..!
    يصيحُ (كضبَّاشي) منتهراً العُمالَ مظهراً للعمدة اهتمامِهِ اللامحدود بمصالحه:
    ــ يا بهايم العيش ده فرِّشو ليهو أول بى بُتَّاب .. ماني قايلَّكم قبيل تكبُّو البُتَّاب
    فوق واطاة المطمورة كلها .. نعلة الله تغشاكم.و يقاطعه العُمدة معترضاً:
    ــ لا تنعِّل الناس آ زول .. اليوم ده يوم بركة .. مالك داير تَنْحَس علينا رزقنا !؟
    ∆بعد قليلٍ كان العمَّالُ داخل المطمورة يلتصقون بالجدار خشية أن تبتلعهم
    كثبان الفتريتة المتحركة و التي لامست التراقي.. و طفح بها الكيل و
    بلغ السيل الزبى أو يكاد صاح فيهم كضبَّاشي:
    ــ أمرقو آناس لابرَّة .. تاني أدفقو العيش شونة ساي وساووه بى ميز
    دسدسوه و غتغوهو بى البُتَّاب وتاني الخيش والقصب والزنكي والتراب.
    ثم اقترب من العمدة وبرك جاثيا تحت قدميه وتقرفص, قال وهو يرفع
    طرف عرَّاقيه المتسخ ويمسخ عرق جبينه المعفرة بي شرا العيش:
    ــ أها يا عُمدة .. الناس بتجينا للعيش .. المطمورة دي بندفنها ونأمنها
    بالشُّوك بعد شوية .. مانا مِدِّين منها زول تب .. بنديهم من العيش
    الردمناهو في المخزن أها كدي قول لي قولك الناس دي ما عندها
    التكتحة ..كلهم راجيين التشيل و الدِّين والسُّلفة .. الكيلة بى كم؟
    يقرمشُ العمدة بعض حبيبات من الذرة كان أن وضعوها في يده سابقاً
    ليرى جودة محصوله ويمضغُه بتاعت ريقه صامتاً كأنما يُرَى لذةَ الطعم في
    وجهه المتهلل .. يحدِّق في وجه كضبَّاشي للحظات كأنَّهُ يريد قول شيءٍ ما
    قد خطر له لكنَّ المضغَ يمنعه وهذا الأخيرُ ينتظره بصبرٍ وتركيز شديدين ..فيقول أخيراً:
    ــ المخزن فيهو كم شوال هسة؟ أنا قتَّ ليكم العيش كلو أدفنوهو في المطمورة دي .. ما
    تخلو في المخزن غير عشرة شوالات حقت مونتنا بس .. مانا بايعين إلا بعدين وكتين
    ناس قريعتي راحت يحتاجو « وكت العيش بقى بالقبض ديوان ود كوجار الما
    بنسد .. يا بابا قول: ود كوجار دراج إيدو سامكة .. دا الأحيا سنن البرامكة»
    قال كضبَّاشي:
    ــ المخزن فيهو فوق لى المية شوال ..
    قال العمدة آمراً:
    ــ لاااا لا .. كبو العيش في المطمورة دي بتشيلو
    .. قُتْ لكم لا تخلو غير عشرة شوالات مونتنا بس.
    يرد كضباشي مطمئنا:
    ــ حاضر آ عمدة .. حَسِّع دي بنجيبو كلو .. قوم آ خير
    الله كلم ود عفينة والبدري وسوق لكْ نفرين تاني وجيبو
    العيش كلو على المطمورة خلونا نخلص وندفنا هسة.
    تلفَّت حينها العمدة ووزع بصره يمنة و يسرة على الوقوف وقال:
    ــ العيش بى كم هسة في السوق آجنوي؟
    يردُّ كبَّاشي بسرعة مخافةَ أن يسبقه أحدٌ بتلقف االرد:
    ــ الكيلة وصلت سبعة جنيه ..
    تأتيه أصوات من خلفه بسعر أعلى من سعره:
    ــ ها زول وينك النايم على حيلك .. الكيلة بى تسعة ونص
    .. هسة نا جايي من زريبة المحاصيل .. قدام عيني (الطيِّب ود كاسر يدُّو) كالها من حسب الله بى تسعة ونص.
    حاول كباشي التبرير والمغالطة وإظهار مواكبته للأوضاع قائلا:
    ــ ده سعر الدين إمكن .. بتلفخو الكلام وتجوبو معرعرين ساااااه إنتو؟.
    قال ذات الرجل الذي جاء بالشمار مسفها كلام كضباشي وغير آبه بوجوده:عليْ الحرام شفتو أداهو قروش الكيلة نقدي .. وشال عيشو والطاحونة بى وين.
    قال العمدة وعليه ابتسامة ساخرة وهو يحدِّقُ في كضباشي:
    ــ ما علينا .. مانا عاوزين نبيع هسة ولانا مغرزدين .. البيع ليهو حوبة والدين بى فايدتو .. وكراع
    البقر جيابة .. كضباشي ما تبيع ولا ربع ملوة .. لا حاضر ولا طلق .. فاهم؟ أومأ كباشي برأسه وقال:
    ــ حاضر يا عمدة .. المخزن بنقفلو هسة والمطمورة بتندفن قبل العصر يأذِن .. قال ذلك وهبَّ واقفاً وأضاف:
    ــ هوي آناس سمعتو كلام العمدة .. مافي بيع .. الداير عيش هداك درب السوق.
    ∆عاد العمدة داخلاً إلى بيته يجرُّ ثوبه والعنيقريب يتبعه .. وأخبر أحد عماله أن يذهب
    ليتابع سير الشراء في السوق ويأتيه بشمارات السماسرة طازجة .. فكان يزوده بتقرير مفصل
    عن حركة السوق كل يوم .. لم يكتملُ الأسبوعُ حتى جاءه « فاسق بنبأ» وأخبره بأن سعر الكيلة
    نزل في السوق إلى سبعة جنيهات .. تمعَّر وجهه وتكدَّر وقال في جدية مخيفة:
    ــ الحاصل شنو؟ السوق ده خبارو اتقلبن كدي؟ زمان بمش في زيادة يومي وما بنزل
    لغاية ما الناس دي تجاضي .. جاهو عيش من برة وللا شنو؟
    ∆ وبعد خمسة عشرة يوماً جاءه المخبر ليخبره أن سعر الكيلة
    استقرَّ على خمسة جنيهات .. فنظر و بسر ثم هاك و زمجر و قال غاضباً:
    ــ السَّبب شنو؟ شوفو ليْ السبب .. هو وينو العيش؟ من كترْتو؟ والببيع في
    السوق منو غير حسب الله وسليمان المادح .. حسب الله ما عندو غير خمسة
    وتلاتين شوال وسليمان قولو عندو عشرين شوال .. أها يعني لليلة الناس
    دي ما كملت العندهم؟ قال المخبر وقد ظهر توجس الخيفة على عينيه
    كونه أخَّر ما يعلمه بأخطر مما :
    ــ السوق فيهو مبارك ود اللَّريقط .. هو النزَّل السِّعر ..
    حسب الله وسليمان قفلو مخازنم قالوا ما ببيعو بالخسارة
    .. ومبارك هداك ليهو ماسك السوق براهو و مبرطع.
    نظر العمدة لعامله وعلى وجهه كل الدهشة:
    ــ مبارك .. ود اللَّرقط؟ حرامي السخيلات؟
    متين رجع البلد بعد هجَّتو الطويلة ديك وبقى
    تاجر عيش كمان وببيع في السوق؟
    عاد العامل لسرد المزيد من التفاصيل:
    ــ جاء قريب من ليبيا .. وسكن جمبك
    قريب يا عمدة .. بيت بخيتة بت مرزوق
    .. الغريفة الخدرا المحوشة بى جالوص
    بتعرفها؟ أمَّن العمدة موافقاً:
    ــ خابِرا خابِرا .. الزول صحي بقى
    جارنا والله .. أها وبعدين؟
    واصل العامل:
    ــ بخيتة رحلت بعد وفاة راجلها
    وسكنت مع أبوها .. قالت أبوي عميان
    وأنا راجلي مات أخير ليْ أمشي عليهو
    .. أها مبارك أجَّر منها الغريفة ديك .. ليهو
    عشرين يوم .. وأجَّر برضو مخزن حاج حمدون
    الجمب الطاحونة طوالي .. قالو ستَّفو عيش لى حلقو !
    انقبض وجه العُمدة وعاد للخوض في عرض مبارك:
    ــ والله دي محن! .. مبارك الحرامي .. سرقتو لى بهايم
    إدريس في زول بنساها اتسجن فيها تلاتة سنوات .. أنا
    سجنتو في سجن الحلة دي سنتين براهن فوق السرقات
    الإتهموهو بيهن الناس .. بعد فكيناهو و هجَّ طار لى
    ليبيا.. تاني جانا ياذانا المنعول؟
    ∆ دخل في تلك اللحظة كضباشي بوجهٍ متكدرٍ
    فتبادل النظرات مع العمدة الذي سأله:
    ــ أها .. شن جايب معاك من النصايب؟
    قال كضباشي بصوت منخفض:
    ــ والله يا عمدة .. الخلوق منكبة في مبارك ود اللَّرقط .. الليلة قال الكيلة بى تلاتة جنيه والعندو يدفع والما عندو يشيل بدون زيادة .. قال ما بياكُل الربا .. السداد لغاية ما الله يمهل عليهو.
    تساءل العمدة في غضب:
    ــ يعني الزول ده عانيني بى كلامو ده؟
    لم يجد سوى الصمت من الحاضرين .. فقط ينظرون إليه وينتظرون ما هو فاعل في هذة المحنة و الخاروق الجاي من خارج الحدود.
    بعد ثلاثة أيام ..
    جاء أحد عمال العمدة وقال:
    ــ يا عُمدة .. مبارك قالو فتح المخزن المأجرو .. وشغال يكيل للناس مجاني ساااي .. كل زول يكيل ليهو خمسة كيلات .. الحلة كلها شالت.
    حكَّ رأسه وقال وعلى عينيه كل الخوف:
    ــ عُمَّالك كلهم مشوا وكال ليهم خمسة خمسة .. حتَّى
    كضباشي ضراعك اليمين دا مشى وكال!
    حدَّق فيه العمدة مذهولاً و قال:
    ــ كضباشي؟ كباشي زاتو كال من مبارك؟
    ناديهو لي الكلب اللهفان الجربان .
    دخل كضباشي خافضا وجهه نحو الأرض
    ووقف دون أن يقترب من العمدة..
    فانتهره العمدة قائلا:
    ــ تعال لا جاي يا جاغوم أب لبد
    .. قرِّب ليْ هنا .. الله لا كسَّبك
    ولا خت فيك بركة آ المنعول ..
    على آخرتها بتديني ضهرك؟
    قال كضباشي:
    ــ أبوي العمدة .. قتَّ ما دام
    بلوشي البمنعني شنو أشيل زي
    ما الناس شالو«نزام زي ما قالو:
    كتر من الملحوتى و لو يضرك»
    قال العمدة غاضباً:
    ــ تشيلك الخامة جهالا
    و طاوية حبالا تغتِّس حجرك
    .. جعت عندي وللا بيتك ده عدم
    العيش مما اشتغلت معاي؟
    قال معترفاً بفضل العمدة عليه:
    ــ لالا أبوي .. حاشاك .. خيرك
    زائد على حاجتي .. انتهره العمدة:
    ــ أسكت سكت حسك .. وامرق اكطق
    خلقتك المال الككو دي من قدامي .. ما
    داير أشوف وشَّك ده تاني .. وين خير الله
    .. نادو لي خير الله.
    ∆يغيب أحدهم ويدخل رفقة خير الله
    بعد قليل.. فيسأله العمدة في غضب:
    ــ خير الله .. مشيت برضك لى الحرامي
    ود اللَّريقط وشلتَ منو صدقة مجاني؟
    قال خير الله في هدوء:
    ــ لالا .. ما شلتَ .. ولا مشيت زاتو من ديوانك
    ده..نظر إليه العمدة في رضا وانشراح صدر وقال:
    ــ إياك الفحل .. فيك الخير .. إت من الليلة بكان كباشي
    الله يقطع خبرو .. العمال ديل كلهم تحت كلمتك ..كدي
    أمشي شوف لي خبر السوق وخبر الحرامي ده وتعال وريني.
    خرج خير الله نحو السوق .. و في هذه الأثناء تتوقف عربة
    برينسة حدا بيت العمدة .. وينزل منها ثلاثة رجال من برة
    الحلة .. قادهم أحد العمال إلى حيث يجلس العمدة في
    ديوانه العامر .. استقبلهم العمدة في حفاوة بالغة وأمر
    أحد عماله همساً أن ينحر تيساً على الفور .. ثم التفت
    إليهم مكررا عبارات الترحاب .. قال أحد الضيوف:
    ــ يا عمدة .. والله جايينك متعشمين فيك وفي كرمك
    .. قالوا عندك عيش ومخزون وافر .. ونحنا ناس
    شرا ومانا إن شاء الله باخسين ليك أشياءك.
    ابتسم العمدة وانفرجت أساريره وقال:
    ــ والله يا أولاد بابكر.. أبوكم عليه رحمة الله
    شرَّاي وزبوني مما اشتغل بالتجارة .. وبيني بينو
    عشرة طويلة .. وإنتو إن شاء الله خير خلف لخير
    سلف .. وأنا والله لليوم ما قررت أبيع .. لاكين جيَّتكم
    ماب تتفشَّل .. بينا وبينكم افتح الله واستر الله !
    قال أحدهم:
    ــ صحيح صحيح .. وأبشر يا عمدة .. تب نحنا مانا
    مختلفين والبرضيك بنسويهو.ابتسم العمدة واطمأن لكلام الرجال وقال:
    ــ كدي هسع خلونا من البيع والشراء .. خلونا نكرم مثواكم .. نتغدى ونشرب
    القهوة وبعدين نقبل نجي لى كلام البيع.ثم دعى خير الله الذي عاد للتو من
    السوق ولم يسأله عن أخبار ود اللَّرقط لكنه همس له قائلا:
    ــ أمشي يا خير الله وأفتح المطمورة و بالفتاشة فج البتاب وجيب
    لينا منها عينة عيش في شان نوريها للجنيات ديل بعد الغداء ..وخلي
    المطمورة مكشوفة أخوي العيش من الغملة واحرسها لغاية ما نجيك.
    ∆قال ذلك وانقلب لضيوفه يدعوهم لغسيل أيديهم والجلوس حول
    الصينية الكبيرة التي أدخلت ووضعت على الأرض.
    والعمدة وضيوفه سارحون في مطائب العضة الكاربة
    يدخل خير الله وعليه وجهه كل الذعر والكدر.. وقال دون أن يعير الضيوف انتباهاً:
    ــ الحقنا يا عُمدة .. المطمورة .. !!!
    قال العمدة وقد انقءف في قلبه الرعب:
    ــ مالها المطمورة يا خير الله .. إتكلم .. في شنو؟
    قال خير الله وقد كاد أن يبرك على ركبتيه:
    ــ المطمورة فاضية تصوصي.. أول ما وطيت
    فوقها انهترت بيْ ..
    تساءل العمدة في جنون:
    ــ شنو؟ انهترت بيك؟يعني المطمورة فاضية؟ والعيش مافي؟ في زول حفرها وللا بحتها؟
    حرك خير الله رأسه سلباً وقال:
    ــ لالا يا عمدة .. ماف زول بحتها نهائيا ... التعريشة بى كاملها كانت قاعدة زي ما هي وزي ما دفناها زمان .. جيت وقفت فوقها عشان نحفر .. فجأة كراعي خفست جوة الجخنون .. التعريشة بعد داك وقعت بي .. زحيناها لقينا بطن المطمورة فااااضي !!
    صاح العمدة وهو غير مصدق:
    ــ كيفن الكلام ده .. العيش ده مشى وين يعني؟ قابل جحر وبلعو؟
    قال خير الله وقد بدأ يستعيد شيىا من هدوئه ويشرح بتفصيل ممل:
    ــ زحينا التعريشة بى زنكيها والخيش وورق الملح التحت كلو لقينا
    المطمورة نضيفة ولا حبة عيشة ما فيها .. ومافي جحر ضب ولا شق عشان نقول العيش راح فيهو.
    ∆كان العمدة يمسك بضم أبي قبيح يهم بمخمخته ثم مشمشته بعد أن سولبه من لحم الدنيا .. و قد ظل في يده طيلة لحظات الاندهاش .. وقال:
    ــ عاوز تجنني مالك يا خير الله .. العيش ده يعني مشى وين؟ أكيد إنسرق وإنتو ما عارفين .. كدي أرح قدامي ..
    وهم ذاهبون نحو المطمورة قال خير الله:
    ــ والله يا عمدة العيش الببيع فيهو مبارك كلو كان زي عيشك ده .. وأنا قلبي كان مياكلني إنو العيش ده سارقو من مطمورتك.
    توقَّف العمدة ونظر إلى خير الله بغضب وقال:
    ــ ومالك ما جيت وريتني يا سجم الرماد .. كيف
    طيب سرق المطمورة وبتقول مافي حفر؟
    قال خير الله:
    ــ والله ماتي خابر .. !!
    وصلا للمطمورة .. طلب العمدة سُلَّماً .. نزل بنفسه
    إلى قاع المطمورة .. لم يكن هناك سوى التراب .. دار
    حولها وداس بمركوبه على كل مساحة تحت قدميه يتأكد
    من عدم وجود جحر غارت فيه الذرة .. وهو يدور حول محيطها
    غاصت يده فجأة في تراب على مستوى وسطه على جانب
    المطمورة .. جعل يزيحه ويزيحه حتى انتهى إلى فجوة كبيرة
    ثم اكتشف كل شيء .. !
    ∆خرج خير الله وخلفه العمدة - بعد أن عبرا دهليزا طوله عشرة أمتار - من حفرة فوق رأسيْهما واستقرا على سطح الأرض فوجدا نفسيهما في بيت بخيتة بت مرزوق !
    قال العمدة:
    ــ ود اللَّريقط الحرامي .. الله لا تْكسبو
    ولا تْوفِّقو دنيا وآخرة .. يسرقني أنا العمدة؟
    قال خير الله وهو يخشى وقع الخبر على العمدة:
    ــ لما رسلتني السوق أشوف ليك خبر ود اللَّريقط
    .. لقيت المخزن مقفَّل .. سألت منو .. قالو ليْ
    شتت و هسي كان قريب .. في ليبيا !!

    تمَّت.






                  

العنوان الكاتب Date
π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-04-22, 08:35 AM
  Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-04-22, 08:44 AM
    Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-04-22, 11:04 AM
      Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-04-22, 05:19 PM
        Re: π حكاية من حلتنا £ صديق مهدى على09-04-22, 08:19 PM
          Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-05-22, 05:56 AM
            Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-05-22, 09:34 AM
              Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-06-22, 03:17 AM
                Re: π حكاية من حلتنا £ Osman Musa09-06-22, 07:52 AM
                  Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-06-22, 10:44 AM
                    Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-06-22, 01:14 PM
                      Re: π حكاية من حلتنا £ امتثال عبدالله09-06-22, 03:49 PM
                        Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-09-22, 12:10 PM
                          Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-12-22, 02:56 PM
  Re: π حكاية من حلتنا £ صديق مهدى على09-13-22, 04:55 PM
    Re: π حكاية من حلتنا £ امتثال عبدالله09-13-22, 05:38 PM
      Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-17-22, 03:42 PM
        Re: π حكاية من حلتنا £ صديق مهدى على09-17-22, 06:47 PM
          Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-23-22, 11:11 AM
            Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-28-22, 07:26 PM
              Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل09-30-22, 07:34 AM
                Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل10-02-22, 04:07 PM
                  Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل10-02-22, 04:54 PM
                    Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل10-02-22, 05:57 PM
                      Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل10-02-22, 06:35 PM
                        Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل10-04-22, 06:28 AM
                          Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل10-12-22, 10:56 AM
                            Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل10-12-22, 11:08 AM
                              Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل10-12-22, 11:10 AM
                                Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل10-12-22, 11:11 AM
                                  Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل10-12-22, 11:12 AM
                                    Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل11-03-22, 05:27 PM
                                      Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل11-04-22, 05:50 PM
                                        Re: π حكاية من حلتنا £ دفع الله ود الأصيل11-14-22, 08:02 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de