آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-14-2024, 09:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-31-2022, 02:11 PM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة

    01:11 PM July, 31 2022

    سودانيز اون لاين
    محمد البشرى الخضر-العين-الإمارات
    مكتبتى
    رابط مختصر



    اخر العفويين!
    حميدتي يقود خطة انتخابية ذات توجه واحد، وهو "بكم؟"
    مذكرا بشخصية الأخ صاحب الثروة في مسرحية تخاريف للينين الرملي.
    فالأخ يؤمن أن المال يشتري كل شيء. وبشكل ما ستعرض المسرحية انه معذور، لأن كل ما يطمح ان يشتريه يناله، حتى البشر ومواقفهم.
    يتعامل حميدتي بعفوية صميمة مع مسائل هيكل الدولة ودور المسئول ومظهر السلطة. فالرجل الذي رفض، تقرأ ثار، على اعراف الدولة في التعامل مع قادته واشياخه في مليشيا الجنجويد يرفض التعامل مع رتبة أقل من رئيس الجمهورية، لا يؤمن بتراتبية السلطة او الجيش. تريد مني الحكومة شيئاً فلأتكلم مع رئيسها. ويرفض ان تكون قواته موسمية تُقاتل عند الطلب. يريدها قوات متفرغة، للدولة التزام معها. وربما صور له شيطان عابث ان يسخر من البشير فطلب رتباً عسكرية لافراد مليشيته. لكن البشير، الذي كان يفخر انه يخطب بعفوية، ويرقص بعفوية، ويحكم بعفوية، ويعشق الظهور بمظهر الريفي الذي ما بدلته اضواء المدينة ولا قصور الحكم، حتى انه يحكي متفاخراً بجهله بالهوت دوج، ويعاير الامام الصادق المهدي بلعبه التنس، هذا البشير التافه في حكمه، وغير المتوقع في تصرفاته وافق على منح الرتب العسكرية التي تدرّب لأجلها وسافر لدراسة اركان حربها، وافق على منحها بالشوال لهذا المرتزق العفوي الذي لا يملأ عينه أحد.
    لاحقاً سنعرف ان المرتزق العفوي الذي اخذ البشير يدعوه "حمايتي" تحبباً من لقب "حميدتي" لم يملأ البشير نفسه عينه.
    حميدتي اذن بطبعه، وربما بعد ذلك بتخطيط الخبراء والمراكز الذين اشتراهم والذين يستثمرون فيه، يصعد على المسرح دوماً بطريقة ابن البلد العفوي القادم من البادية. فان كانت المدينة تمثل في المخيال الجمعي رمزية الشر والتهتك والانقطاع عن الجذور، والقرية تمثل الخير والاخلاق والاصالة، فان البادية تمثل الحكمة والجلد والوضوح. لذلك يحدثنا حميدتي عن انتهاء "زمن الدسدسة والغتغيت". وهو دائماً ضجر بالساسة والافندية ويريد ان يفعل ما يفيد الناس، لكنهم يمنعونه. هكذا يقدم حميدتي نفسه مدعوما بشركات علاقات عامة عالمية مثل شركة ديكنز اند مادسون الكندية.
    هو من يريد ان يخبرنا بما يجري في الغرف المغلقة، لكنهم يمنعونه. هو من يريد بث تسجيلات المفاوضات والاجتماع على الهواء، لكنه لا يفعل. هو من يقول ان ساسة يأتونه ويجلسون على الارض يطلبون عونه، لكنه لا يسميهم. هو دائما عفوي بالمقدار المناسب لمصالحه وصورته.
    لذلك فهو حين يدخل يده في جيبه يحقق شروطه كلها. فهو يحطم تعقيدات علاقة المسئول الحاكم بالمواطن، ويظهر عفويته المحببة، ويحل المشكلة.
    لذلك يهدي قادة القبائل سيارات. لا يخفي ذلك. ربما لم تزعجه تصريحات مجلس البجا عن رشاويه، فبشكل ما يعلنون انه يدفع بسخاء. و"يتبرع" لمصححي امتحانات الشهادة. يتعامل بمنطق "بكام دي؟".
    لا اعرف هل هو صاحب وعي بذاته فيعلم انه يشتري الولاء، ام هو ممن يضللون انفسهم فيظنون المال يشتري المحبة. فالرجل يبدو مهووسا باكتساب المحبة. او هكذا يدفعه من يعملون لتحسين صورته.
    سعياً وراء كل ذلك يذهب الرجل الى دارفور، غير عابئ انها اقليم له حاكم، وان منصبه في مجلس السيادة حتى بلا دستور او قوانين مازال يجبره على الاشراف لا مباشرة العمل التنفيذي. لكن الرجل الذي "انهردت مصارينه" في الخرطوم ينزل الى وحل التنفيذ. ويصالح القبائل، ويقرر في المشاريع، ويتبرع للقرى والمناطق. ولا ينسى حسمه العفوي، فيوصي بفصل موظف على المنصة وامام الناس والحضور. يفعل ذلك في وسط اشبينين من قادة حركات الكفاح المسلح التي قاتلته دفاعاً عن اهل الاقليم، وقاتلهم دفاعا عن السلطة التي تفتك بالاقليم، ثم وهبهم اتفاق جوبا حكمة ان خير من يزرع السلام في ارضهم هو من قتل بعض قومهم.
    يدفع حميدتي لكل شيء. مهرجانات وجوائز وموظفين ومستشارين وعقارات. يعلم انه يحتاج لتحصين استثماراته بجيش، ويحتاج لتحصين جيشه بسلطة شرعية، ويحتاج للوصول الى السلطة الشرعية ان يشتري الناس ورضاهم.
    وهو هنا يتمرد مرة اخرى على ما قيل ان رجلا من رجالات الادارية الاهلية نصحه به سابقا. فقال "ان اردت النصرة والحرب فنحن قومك. لكن ان اردت الحكم فلا سبيل لديك الا اهل الخرطوم الشيوعيين هؤلاء". وهي شبيهة بما يحكي عن الناظر بابو نمر انه قال لنميري (رئيس عسكري عفوي اخر، سقط بانتفاضة شعبية. كان يقفز من سطح القطار، ويقود سيارته بنفسه ويمازح المارة، قبل ان يعود الى مكتبه ليمارس البطش والتسلط)، قال له: نحن بعيدون سواء رضينا عليك او سخطنا. أما اهل الخرطوم، فان رفضوك فقد سقط ملكك". فهو قد جرب الخرطوم، وعرف انه لم يرق لها ولم ترق له. فيذهب ليؤسس سلطته الشرعية من حيث بدأ. هل نقول من حيث بدأ حلمه؟ اظن ما وصل اليه كان ابعد من كل احلامه.
    في تلك الارض التي بدأت منها حكايته يسعى لان يشتري رضا الناس، والسلام، ويحتفظ بالذهب، وعينه على الخرطوم، واذنه مع حلفاءه في الخارج. تبدو تلك محاولة خارقة للتأقلم مع وضع حرج. فلا هو يقدر على خسارة الناس، ولا هو قادر ان يرفع يده عن الذهب مما يجلب عليه سخط الناس. ولا يستطيع اغفال سلطة المركز التي قد تغدر به فجأة. ولا يمكنه التخلي عن حلفاء الخارج فهم خط امداده وباب طوارئ نجاته. يعيش الرجل حالة صراع قصور نموذجية مما نقرأ عنها في التاريخ او شاهدناها في مسلسل لعبة العروش.
    لو كان في ما دفعه حميدتي من ملايين لشركات العلاقات العامة لتحسين صورته مال حلال، فهو من اكتسبه المستشار الذي نصحه بالعفوية والتمسك ببداوته. ففي بلد ممثلها المفضل هو فضيل، تبدو الشخصية العفوية البدوية هي الاقرب لمزاج الناس، خاصة بعد ٣٠ عاما من عفوية البشير الذي كرهه كثيرون فقط لانه ترهل وظهرت عليه النعمة واشتهر فساد المقربين منه. فبدا كخائن لصورة ابن البلد الكوبي، وصار سحسوحاً منعماً، حتى احتاج ان يذكر الناس انه لم يمتلك هاتف في منزله، وانه كان يعمل في البناء ووقع ليكسر سنه.
    كما يستثمر حميدتي في الصورة التي غرسها نميري الذي يفصل الموظفين في زياراته التفقدية، وعززها الطيب ابراهيم (سيخة) في فوران الانقاذ الاولى لما كان يرفد الموظفين امام كاميرات التلفزيون.
    لا نعرف الان هل ستنجح محاولات حميدتي في شراء كل شيء ان تمكنه من شراء منصب رئيس الجمهورية، او كما يقال في بعض المجالس ان يكون البرهان رئيسا وهو رئيس وزراء، مالم تسوء الامور بينهما بما يشق على الوسطاء حله. لكن المؤكد ان الرجل يزعزع ما بقي من خيال مآتة الدولة الحديثة. الدولة التي لم تنجح ان تكون حديثة. وعلى ما يبدو ان نهايتها ستكون على يد اخر العفويين. وسنسمعه عند الانهيار يسأل: بكم هذه البقايا؟






                  

العنوان الكاتب Date
آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة محمد البشرى الخضر07-31-22, 02:11 PM
  Re: آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة محمد عبد الله الحسين07-31-22, 02:21 PM
    Re: آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة Omer Abdalla Omer07-31-22, 02:31 PM
      Re: آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة محمد صديق عبد الله07-31-22, 03:22 PM
        Re: آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة Abdelrahim Mohmed Salih07-31-22, 09:04 PM
          Re: آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة Nasr07-31-22, 09:23 PM
            ورRe: آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة سيف النصر محي الدين08-01-22, 09:20 AM
              Re: ورRe: آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة محمد صديق عبد الله08-01-22, 11:40 AM
                Re: ورRe: آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة أبوبكر عباس08-01-22, 12:23 PM
                  Re: ورRe: آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة أبوبكر عباس08-01-22, 12:49 PM
                    Re: ورRe: آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة Abdelrahim Mohmed Salih08-01-22, 02:48 PM
                      Re: ورRe: آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة محمد صديق عبد الله08-01-22, 06:03 PM
                        Re: ورRe: آخر العفويين!.. بقلم: حمور زيادة محمد البشرى الخضر08-02-22, 07:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de