|
مقال مجاهد بشرى الناري عن هوان قادة الحركات المسلحة جدير بالإطلاع عليه
|
08:03 PM July, 06 2022 سودانيز اون لاين حيدر حسن ميرغني-Colombo -Srilanka مكتبتى رابط مختصر
مما لا شك فيه ان البرهان يدرك بأن نقطة ضعف الأرادلة هي اتفاق سلام جوبا الفاشل و الميت سريريا . ربما لأنه يعرف بأن الحركات التي جلست في السلطة لمدة عام و 9 اشهر و 4 ايام دون أن تستطيع ارغامه على تحقيق بند واحد من الاتفاق , أو حتى منع مليشيا الجنجويد من قتل المواطنين العزل في دارفور بلا حساب , هي حركات لاهثة خلف السلطة و مصالحها الخاصة فقط , فهي حتى اليوم لم تقم بخطوات جادة لمحاسبة مرتكبي جرائم دارفور و النيل الأزرق و جبال النوبة , بل تجلس تحت ظل الجنجويد خانعة و صامتة على استمرار الانتهاكات و المذابح, فأصبح القاتل بالأمس و اليوم هو صاحب السلطة , بينما حركات الكفاح و النضال هي التابع الذي يستجدي القاتل ان يسُنّ له القانون حتى يستطيع ان يمنعه من قتل المزيد من أهله . هذه المعرفة قادت لفهم حقيقة عدم امتلاك هذه الحركات لأي قواعد شعبية , أو برامج يمكنها ان تجذب إليها اي سند شعبي يمكنها من الضغط على البرهان و دقلو لتنفيذ الاتفاق, فحاكم إقليم دارفور مناوي يجلس اليوم دون سلطة , و يشتكي من تآمر و اشتراك القوات النظامية في مقتل رعاياه ويبكي عند كل مايكرفون و ينتحب أمام كل كاميرا, دون أن يستطيع أن ينهي او يأمر ولو مجند في هذه القوات , بينما يشتكي سليمان صندل طوال هذه الفترة الماضية من عدم جدية العسكر في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية , او حتى حل مسألة جنوده المفقودين منذ عملية الذراع الطويل قبل عدة سنوات , و لكنه اكتفى بالصمت حتى لا يفقد زعيمه جبريل منصب وزير المالية الذي يستغله لمصلحة حركته . و امام هذه الحقائق المُهمة , نلاحظ بأن البرهان اتخذ اتفاق جوبا كجزرة يلوح بها أمام الحركات ليلعبوا أدوارا مهمة في خطة البرهان حتى ولو كانت هذه الأدوار ستؤدي لنشوب حرب أهلية تحصد الملايين من السودانيين , و في سبتمبر 2021م رفع البرهان جزرة الاتفاق ليجعل من الحركات حاضنة سياسية تُمكّنه من الانقلاب على الوضع الدستوري القائم و على الحكومة الانتقالية , مع وعد منه بإبقاء كل استحقاقات سلام جوبا دون المساس بها . و وافقت الحركات دون تردد و أقامت اعتصام الموز الشهير في الـ16 من اكتوبر امام القصر الجمهوري و بحماية العسكر , لتستحضر روح الانقلاب الشريرة في تجمّع ملئ بطقوس الخيانة للمبادئ , و تحت ترانيم تدغدغ مواطن الخلاف , و تُشيطن الإنس و تُبرّئ العفاريت , و قد كان لهم ما أرادوا من انقلاب.
|
|
|
|
|
|