|
|
 Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... (Re: ABUHUSSEIN)
|
لهذا السبب (…) طلبت رؤية وجهه في المستشفى .. وهذا ما شاهدته
رسالتي للبرهان .. حواء السودانية أنجبت كفاءات هي أولي بالحكم
# حوار / محاسن أحمد عبدالله
قصم خبر وفاته ظهر والدته وأخوته وأهله وأصدقاءها فقد كان صادما للجميع.
كان تشييعه إستفتاء حقيقي لمكانته في قلوب الآخرين التي عمرها بالمحبة
والانسانية ووطنيته التي جعلته يرفض الظلم ليضحي بروحه فداء للوطن وقضية آمن بها.
السيرة الذاتية
الشهيد محمد أحمد حسين بخيت الشهير ب(سيزر) من مواليد الخرطوم منطقة الديم في التسعينات ،
درس المرحلة الابتدائية بمدرسة الشيخ محمد أحمد ثم انتقل الي مدرسة الاتحاد بنين نمرة ٢ ثم المجمع اليمني بالرياض.
درس في جامعة التقانة خريج هندسة كيميائية وكان من الطلاب الاذكياء المميزين أكاديميا وتخرج
منها في العام ٢٠١٧ الا أنه لم يعمل في مجاله نسبة للظلم الذي ظل يواجهه من الحكومة السابقة ليعمل
عاملا في مطار الخرطوم الدولي.
هو الأكبر ولديه من الأشقاء (مصطفي ومحمد)
كان والده الراحل د. أحمد حسين خبير زراعي بوزارة الزارعة الاتحادية ومن المؤسسين لمشروع
جبل مرة بدار فور في منطقة زالنجي والمؤسسين لهيئة تنمية غرب السافنا .
والدته الاستاذة لطيفة جعفر عملت موظفة بهيئة تنمية غرب السافنا الا أنها أحيلت للمعاش (الغاء وظيفة) .
حزن عميق
يممت وجهي صوب منطقة الديم جنوب الخرطوم حيث كان يقيم الراحل (سيزر)
منزل الأسرة لإجراء حوار مع والدته لمعرفة تفاصيل أكثر عن أبنها الشهيد الذي
ضجت جميع مواقع التواصل الإجتماعي والقنوات بخير وفاته برصاصة غادرة
في الرأس في موكب ٣٠ يونيو بشروني وسادت حالة من الحزن علي الجميع .
كان الحزن يكسو ملامحها الهادئة بالرغم من الثبات الذي تجلدت به ، عيناها مليئة بالدموع
وقلبها يكاد أن ينشق حزنا علي فراق فلذة كبدها
تشعر من الوهلة الأولى أنك أمام سيدة كاد الحزن أن يكسرها
وما أن تقترب منها وتتحدث اليها تتفاجأ بأنك أمام سيدة قوية لم تحني
ظهرها للحزن ليمتطيها بل وقفت أمامه بصمود عجيب ، لم يقلل من
حزنها ولا دمعها الذي كانت تغالبه لانها تعلم من يكون أبنها ومدي
محبتها له ولاخوته ومحبته هو لاخوته وأسرته وأهله وكل من يعرفه
بعد أن شاهد الجميع البشرية الهائلة التي حضرت التشييع تقديرا لمكانته ومحبتهم له.
وطنية ومحبة الشهيد
عندما دلفت ناحية الصالة الكبيرة التي يجلسن فيها عدد كبير من النسوة وهن يتلون
آيات من القرآن الكريم كنت أتفحص في وجوه النسوة بحثا عنها ، فوجدتها شامخة قوية
ممسكة بمسبحتها وهي تردد معهن الآيات،جلست قليلا ثم تقدمت نحوها بعد قراءة الفاتحة
علي روح أبنها إستاذنتها بالجلوس بعيدا عن مكان تلاوة القرآن من أجل إجراء الحوار
بعد أن عرفتها بنفسي فوافقت بكل طيب خاطر رغم وجعها..نتابع تفاصيل ما جاء فيه:
إبتدرت والدة الشهيد حديثها عن أبنها معددة صفاته الجميلة وعيونها مليئة بالدموع
:( محمد إبني كان من الشواذ الأذكياء والمتميزين في دراستهم، كان كريم طويل الباع ،
حنين محبوب ،كنت أعتقد ان حنيته ومحبته في أسرته فقط لكن بعد وفاته عرفت أن محبته
للجميع ومتسامح مع الجميع، يوميا أقوم بقراءة سورة البقرة ويس لتحصينه هو وأخوانه
لانهم منذ ٢٠١٩ جميعهم يشاركون في المواكب ويقولون لي الحصة وطن وأنهم علي
الدرب سائرون يحلمون بسودان جديد كانوا يخرجون ثلاثتهم ويقول لي احتمال نرجع
الاثنين واحتمال واحد فقط وكذلك أنا أصبحت أخرج معهن وكان يقول لي( يا ماما انا سوداني
أنا نوبي ولازم نرسم مستقبل السودان الجديد)
تفاصيل ما قبل يوم الاستشهاد
كشفت لطيفة عن تفاصيل قام بها إبنها قبل يوم من إستشهاده :( أخبرني إبني
محمد مساء الاربعاء بان هناك مجموعة من الشباب جاءوا من مناطق بعيدة وانهم
سيقضون ليلتهم في المدرسة للمشاركة في موكب الخميس ٣٠ يونيو وقال انه مشرف
عليهم فيما قام بتجهيز ملابسه قال لي (دي ملابس الوطن) ثم أحضر دقيق ولبن وطلب
مني أن أجهز له في الصباح الباكر (لقيمات) والشاي للضيوف ولم ينام في المنزل وعندما جاء الصباح
سألته أين كنت قال لي (مانمت نحن كنا في طواف وتأمين للثوار) كان معه إثنين من رفاقه وعدد
من شباب مقاومة الديوم وآخرين من مناطق مختلفة وقال إن يوم ٣٠ يونيو يوم النصر.
الخبر الفاجعة
عن الاحداث التي سبقت إستشهاده قالت والدته بعد أن ذرفت الدموع :( صباح٣٠
خرجت مع الموكب حتي موقف شروني الا انني تعبت لانني أعاني من الغضروف
وقررت العودة ثم االجلوس امام مستشفي الجودة مع كثير من الاسر ، كان وقتها
عدد الإصابات التي تأت للمستشفي كبير بعدها قررت الذهاب الي المنزل وبدأت
متابعة قناة الحدث قرأت علي الشريط الموجود أسفل الشاشة أن لجنة أطباء
السودان تعلن عن إرتقاء أربعة شهداء بمدينة أمدرمان ترحمت عليهم ودعوت الله أن
يحفظ البقية الا أنه بعدها مباشرة تم الإعلان عن إرتقاء شهيد آخر بمنطقة الخرطوم
،سبحان الله شعرت بطعنة في قلبي وقلت الحمدلله انا لله وانا اليه راجعون ربنا يكضب
الشينة، بعدها أقل من نص ساعة وصل الجيران منزلي وقالوا لي ان محمد مصاب إصابة خفيفة
والان في مستشفي الجودة قلت لهم (محمد مات) بعدها توجهت مباشرة ناحية المستشفي وفي
الشارع وجدت كمية من الناس أطفال ونساء ورجال يريدون تعزيتي قلت لهم (خلوني أشوفه أول
بعدها أعزيكم ومحمد ولدكم كلكم) كنت ثابتة وفي كل مسيرة بتوقع وفاة واحد منهم لكن كان لدي
أمل ان يكون ضرب فقط واسمع صوته ، قابلت صديقه فقال لي الحمدلله يا والدة دخلت المستشفي
وجدت جسده مسجي في النقالة وحوله أحبابه وأصحابه طلبت منهم عدم البكاء وقلت لهم حتي
أقوي ولا أنهار أنا وأبني مصطفي وعندما طلبت إزاحة الغطاء عن وجهه ومشاهدته رفضوا
قلت يهم انا امه وهو مات عايزة أريد ان أودعه ، فعلا أزاحو الغطاء زقبلته في رأسه قلت له
( يا محمد عافية منك وراضية عنك) قرأت سورة الاخلاص عليه ٢١ مرة كان وجهه منور
أعطاني قوة وعزيمة من أجله ومن وطن كان بحلم به ،عندما كان يحمله شقيقه مصطفي
المستشفي كان يقول له (يا مصطفي ماتنكسر نحن بنحلم بسودان جديد) وكان يردد الشهادة.
تشييع مهيب
عبرت لطيفة عن دهشتها للتشييع المهيب الذي وجده أبنها :( كان تشييع مهيب للغاية
حتي أن السفير الأمريكي قال أريد أن أعرف من هذا الولد وماذا كان يفعل
من شدة دهشته بوجود تلك الأعداد الكبيرة؟) ، بعد وفاته علمت أنه كان يعول
أسر ويتامي وقام بارجاع اولاد مدارسهم ، محمد عاني من ظلم الكيزان وهو
خريج هندسة كيميائية الا أنه كان يعمل كعامل بسيط في مطار الخرطوم -
لحظتها بدأت في البكاء – ، ثم واصلت (الحكومة ظلمت والده كان دكتور زراعي
بوزراة الزراعة الاتحادية سرقت ملفاته ولم يمنحوه حقوقه
كان من الكفاءات عمل في السوق الأوربية حتي أن رئيس الوزراء السابق
د.عبدالله حمدوك عند تولي منصبه جاء بتوصية من السوق الأوربية ليعمل زوجي في
وزارة الزراعة فوجده قد توفي ، كان هو الدفعة ٧٣ وحمدوك الدفعة ٧٦
رسائل في بريد الحكومة
إختتمت لطيفة حديثها برسالة للبرهان : (رسالتي للبرهان الذي نصب نفسه رئيس حكومة السودان
انه منذ إنقلاب ٢٥ أكتوبر لاتوجد حكومة في البلاد جميعهم عملاء وحرامية وأرزقية يسترزقون من خير
السودان ومن أجل دول نحن من علمناهم الكلام وعلمنا اولادهم وشيدنا أبراجهم ، أقول لك أستحي يابرهان
لوكان لديك دم ،كذلك كباشي وياسر العطا ، رسالتي لمدير عام الشرطة كفاية دمار وموت انتم تحصدون
أرواح هي امل السودان وشباب الغد ، أقول للبرهان انت خريج الكلية الحربية أقسمت بحماية الوطن
والمواطن اذا أين انت من الوطن والمواطن؟ السلاح الذي تضرب به الاطفال الابرياء الاولي أن تحرر به
شلاتين وحلايب والفشقة التي تريد بيعها للامارات السودان ،
(ماعافيين ليك تلقوه في عيالكم مش ارواحكم لأنكم اصلا ما عندكم روح، سلم الحكومة للشباب هم
الكفاءات اللي انجبتها حواء السودانية وهم حماة السودان، لم يبيعوا ذممهم ولاشرفهم ،
الحمدلله ولا حول ولاقوة الا بالله نلتقي يوم الموقف العظيم ،حسبي الله ونعم الوكيل فيكم.)
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
 تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Hani Arabi Mohamed | 07-04-22, 02:32 AM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Hani Arabi Mohamed | 07-04-22, 04:42 AM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | محمد البشرى الخضر | 07-04-22, 06:45 AM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | ABUHUSSEIN | 07-04-22, 06:50 AM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Abdalla Gaafar | 07-04-22, 12:16 PM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | ABUHUSSEIN | 07-04-22, 12:53 PM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | عبداللطيف حسن علي | 07-04-22, 01:28 PM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Hani Arabi Mohamed | 07-13-22, 11:35 PM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Hani Arabi Mohamed | 07-13-22, 08:50 PM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Hani Arabi Mohamed | 07-08-22, 10:00 AM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Hani Arabi Mohamed | 07-08-22, 10:51 AM |
 Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Asim Ali | 07-08-22, 12:03 PM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Abdelrahim Mohmed Salih | 07-09-22, 10:18 AM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | محمد البشرى الخضر | 07-09-22, 12:13 PM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Asim Ali | 07-09-22, 05:26 PM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Hani Arabi Mohamed | 07-11-22, 10:25 AM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Hani Arabi Mohamed | 07-11-22, 10:28 AM |
| Re: تمو بيهم شغل ... ولِسّه ... | Hani Arabi Mohamed | 07-28-22, 03:38 PM |
|
| |
عبداللطيف حسن علي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست