عمل حسابك من أب عراقياً مقدود.

عفواً" يايمة رسلي لي عفوك " دي بالذات لا أقاوم سماعها
و اتحدي أي مغ ترب سوداني يبدأ يستمع ليها لامن يكملا و يعديدها مراراً
دون أن يجهش بالبكاء..و أمي علي قيد الحياة ، فما بالكم و قد رحلتْ
و في العيد الجاي كان الله حيانا يا رمال حلتنا جاك زول. و أصغر أطفالي
سوف يركب علي ضهر العنبلوق و سوف يركب أكبرهم علي ضهر
الدحشية ولكن هيهات لي بكتف امي وحُضن أمي و ثدي أمي
و نكهة قهوة أمي مثلما كنت أفعل قبل نيفٍ و أربعين عاماً مضت..
هيهات لا جنٌّ ولا سحرةٌ بقادرين على أن يلحقوا لها أثراً وقد مضت فيها سنة
الأولين والآخرين رعرعتْ وكم تمنيت أنك تستطيعين ان تكتبي وتقرأي يا أمي لتقرأي
ما كتبت هنا و لكن لا ضير في ذلك فقد ولدوگ في زمن كان تعليم المرأة عاراً علي اهلها
..فهأنذا أقرأ لك و أكتب لك و كم كنا أنا و طيفك نحاضر بلغة أنت تجهلينها تماماً و أمام سحنات
انت تجهلين قسماتها وملامحها وطيفكك يلازمني في مدنٍ عنيدة تنوم وتصحى على منصات
التعب عبر مرافئ غرُباتٍ ثلاث أعني الوجه و اليد واللسان ..و لك مني كل الود و لكل
ولدت و رعرعت فِلذات كبدها ثم ما ن بدأو يُنفِّعون يوقشون البنادر سرعان مت
تلتهمهم المَهاجر لتحول الظروف دون أن يعانق احدٌ أمه او يكون علي بعد أمتار
من تربتها وهي عظامُ نخرةٌ ان كانت قد انتقلت مثلك إلي رفيقها الأعلي.
* تذكرت كل الأعياد التي مضت ولا ادري لماذا تلح علي ذاكرتي صورة تلك
الشنطة المدرسية وانا أول يوم تم قبولي في المدرسة الابتدائية....وكيف استطعتِ
أن تصنعي لي من كيس المخدة القديم شنطة مدرسية حتي لا أحس بالحرج أمام زملائي
القادرين علي شراء شنطة من السوق ....اتزكرها ولا انساها في أي مطار واي دولة
زرتها و أنا أحمل شنطة أو أشتري حقيبة لأولادي .اتذكرها كلما رأيت طفلاً فقيراً يضب
اغراضه في كيس بلاستيك وهو ذاهب للمدرسة....وبكل فخر اكتب عنها لانها
أغلي شنطة امتلكتها في حياتي فمن منكم صنعت له امه بيدها شنطة
من كيس مخدتها التي تنام عليها....بالتاكيد هناك
الكثيرين منا لأنني لم اكن وقتها الفقير الوحيد....
*كانت هذه الشنطة كفيلة بأن تدفعني لكي لا ارضي بترتبي في الصف
غير الأول ولا خيار غير الأول.... من تصنع له امه من مخدتها التي تتوسدها
شنطة لا بد أن يكون ترتيبه (( البرنجية) برنجية بس ولا بلاش .... هذه الشنطة
وحدها تجعلني لا أطيق العيد بعيدا عنك..أتذكر جيداً دمعة أمي في اليوم التاني عندما
فقدت شهادة تسنيني واكتشفت أن أمي قد أووقدت بها نار الدوكة ..ليس عن قصد طبعن،
ولكن لأنها لا تفك الخط. لكي تفرز طظ من سبحان الله من الواوالضكر..فبكبتي يا أمي وبكيت انا .
بكيتنِ أنتِ لإحساسك بالذنب وبكيت لأنني خشيتُ أن تكون فرصتي في دخول المدرسة قد تبخرت
... و عندما ذهبت للمدرسة تم قبولي بدونذكرى وبدون ميلاد ..فلا توجد أي أهمية للشهادات في
قريتنا....أي زول عارف فلان ود فلانة وتوووووش دخلت المدرسة ....و من يومها قطعتِ على
نفسك نذراً ألا تحرقي أية ورقة بتاتاً حتي لو كانت ورقة توتٍ خريفيةٍ يابسةٍ ..و كم تذكرت
يوم تخرجي من كلية الطب....وكيف شب خناقٌ ديكة بينك وبين أبي علي من سيحضر
حفل التخرج و من سيحرس الدار ....و كلاكما مصر علي حضور حفل تخرجي
و بعد نقاشٍ محتدمٍ و إصرار العبد لله حضرتم انتما الاثنان..
و عندما غني ابو عركي في حفل التخريج..*******
الأليفة ندي الشروق
الغني لي زراع ارضنا
دي الأصيلة ذي الشعاع
تدخل رواكيبنا و أوضنا
تطلقين أنت زغرودة و تعقبينها بنوبة من البكاء المحموم...و بكى أبي
قبل أن يتخطفه الموت رأيته وقتها وهو يعانقك.. وهو اليوم الوحيد الذي
رأيته يطلع من طوره ولياقته المعهودة ولا,ل مرة في حياته يعانقك على
الملأ و رؤوس الأشهاد..فعيدنا هذه النوبة هناك على أنقاض ذكرياكم العطرة
باذن الله وإن طالت وعثاء السفر..و لا طعم لعيد إلا بكم و تقبلوا اعتذار كل
من يحول ترس الغربة دون عيده بين عشيرته الأقربين....

.