سَلاماتْ، بروفْ حَسَّاسْ مُحَمَّدْ حَسَّاسْ

*شكرًا جزيلا أستاذ عبد اللطيف، على مقالك الذي أسميته: عراريق الحجاج السودانيين…"
وما قلته هو كلام في محله، ومافيه أي تعدي ولا تطاول على أحد، كلام يُراد منه صلاح حال
حجاجنا، وكل ما قيل في هذا المقال حاصل، وإنكاره او التقليل من مضاره هو دفن للرأس في الرمال،
ودا كله كوم، وأمراء الأفواج ديل كوم آخر، وأنا تجربتي معهم سيئة جدا، ومنها تبين لي أن غالبهم أجهل
من الحجاج الذين جابوهم لأجل أن يوجهوهم، وتبين لي أن مجيء أغلبهم إنما هم بمجرد الواسطة ولمصالحهم
الشخصية، وللإنصاف أقول: إن تجربتي كانت قبل سنين، الآن ما أدري لعل الحال فيه تحسّن
*ومن تجربتي لما جاء والدي ووالدتي رحمهم الله للحج والتقيتهم في مكة وانضفت لحملات السودان
لأقوم بأمر والدي، لاحظت أن أمير فوجهم أول ما دخلوا مكة محرمين، هو دخل الحمام استحمّ وخلع ملابس
الإحرام، ولبس ملابسه العادية! قلت له دا شنو انت اعتمرت؟!، قال لي لا، لكن ما بلبس بعدين وأنا ماشي الحرم،
قلت لي ياخي تلبس بعدين هو على كيفك؟! قوم البس ملابس الإحرام، وما بتخلعها الا بعد الانتهاء من العمرة، أها
بالله عليك دا ما ياهو (عميانة قايداها مجنونة) دا غير ضياع الحجاج، والأمير ما بتشوفه ولا بتلم فيه، وهكذا
*والخلاصة نصيحتي لكم يا أستاذ عبد اللطيف هي تأكيدي على ما ذكرته أنت في آخر كلامك، وهو أنكم والإخوة
المتواجودون في مكة تتطوعون وتجتهدون مع هؤلاء الناس المساكين، وتوجهوهم، وبالنسبة للمحاضرات الدينية في
مناسك الحج أنا ممكن أوصلكم بدكاترة سودانيين في جامعة أم القرى يفيدوكم في هذا الجانب، وأنتم عليكم الجوانب
الأخرى، لأنهم قد تكون حجة واحدة في حياتهم فلتكن صحيحة، وكذلك فلتكن هيئتهم وملبسهم مرتب، لأن البلد
الحرام غير حرمته، ففيه مئات الجنسيات، فليكن الحجاج السودانيون شامة بينهم
*كسرة: قال لي والدي رحمه الله في حجي معهم، قال لي: يا ولدي
أكان ما جيتنا وحجيت معانا كنا نجي نحوم هنا ساكت ونرجع 😆
*وأختم بما يتعلق باللبس والهندام عندنا في ‫#السودان‬ نقول: "كُلْ ما في نفسك،
والبس ما في نفس الناس"
*وهكذا قديمًا، من كلام أبي عمرو بن العلاء، إمام العربية، وأحد القراء السبعة،
المتوفى في القرن الثاني الهجري، فقد رُوي أنه نظر إلى بعض أصحابه وعليه ثياب
مُشَهَّرة، فقال: "يا بنيّ، كُلْ ما تشتهي، والبَسْ ما يشتهي الناس"، والثياب المُشَهَّرة:
أي: الشاذة، وقد نظم هذا المثل بعض الشعراء القدامى، فقال:
إن العيون رمتك من فجَآتها**وعليك من شُهْرِ اللباس لباسُ
أما الطعام فكُل لنفسك ما اشتهت**والبَس ثيابك ما اشتهاه الناس
*وكذلك قد روى البيهقي في (تاريخ حكماء الإسلام) عن الفيلسوف يحيى
النحوي أنه قال: "كلْ من الطعام ما اشتهيت، والبس ما يشتهيه الناسُ".