π لِمُدُن عَنيدَة..تَنوم و تَصْحى..على منصَّاتِ التَّعب√

((5/58)
@ و كذا أنا، أخي الراحل المحجوب ود حسن، يا رفيق الحرف.
ستجدني إن شاء الله على العهد باقياً و سوف لن أعصي لك أمراً؛ وسوف
لن أبرح لك أثراً، و لن أترك لك عُذراً، عند بوابة (العشتار)و هي الثامنة
لمدينة بابل المعلقة. عمر الدوش وما أدراك، يمثل حالة تَمَلْمُلٍ و رفضٍ ثاررةٍ
ساخرةٍ لأوضاع شتى نجملها في وصفتين اثنتين،هما:(1) لنفاق باسم مسوح الدين؛
(2) و أخرى لشهوة سلطة زائلة . فالكاتب الموهوب يُمَوْضِعُ قواسم حروفه بريشة
يراعه النازف على خرقة قماش أو حتى على حفنة ترابٍ من تلة زعترٍ شامخةٍ على
وادي عبقر، بمخيلة معطون في مداد يُرْوَى من دواية مدادٍ نازفٍة من جوف قفصه
الصدري، و بشاعريةٍ راسخ باهيةٍ زاهيةٍ مخبوزةٍ بلون الطَّيْف ؛ و كأنما
مستلهمةٌ من حنابل المطر،بروحانية وثابةٍ و أريحيةٍ قريحةٍ خفاقةٍ
عالياً، رغم ما يتراءى من سكون طبعه كما المحيط
الهادئٍ و نفيس الدر في أحشائه قابعٌ .
+مساراتٌ تسعةٌ لنماذجَ بشريةٍ ، دعني
أطرحُها أمامك لظواهر كارثية راحت تفشو
اليوم في مجتمع مثخنٍ بجراحه ؛ و شعبٍ غلـــبان ، ما أن
يُبٍتَلَيَ قَطُّ ب(مُرَّين)، و إلا و يكتوى بأمرِّهما . منها أمراضٌ لها
أْو بلا أعراض لكنها قاتلةٌ و غير قابلةٍ للتشخيص، و تداعيات ، إن تُعَدُّ
فهي ليستْ قابلةَ لأن تُحْصَى يقينا. نقول: حليل زمن كانت مسكة "نشال"في السوق
أم دفسو، مجرد حالة نشاز يشار إليها ببنان الإدانة و الاستهجان و مصيره الشلاليت
بي (براطيش) دهماء القوم متل لقية كلبٍ حايم في مولدٍ . كان لدى اللصوص مواثيقُ
شرفٍ لمزاولة المهنة و مؤمناً بمقولة (إذا بليتم استتروا). لكن بعدما يظهر إنوفعلن،
(اللي اشختشوا انقرضو)، فقد أمن (السارق و السارقة) بأس عقوبة التعزير؛فأساءوا
الأدب. اليوم يمشي اللص بين الناس مزهواً بنفسه و ما من شيءٍ ينقصه سوى
أن تُقْرَعَ الطبولُ و تلعْلِعَ المزامير لقدوم مواكبه و تنكس البيارق لغيبته.
فهي أتعس وقذر تسعِ ظواهر فسادٍ قام أمثال ذاك العمر الطيب
الدوش و رفاقه من مدرسة الخنافس ، بوضع مشرط الجراحة عليها
من هنا، ثم رحل من هنامغاضباً يُغَالِبُ غصةً في حلقومه. ثم ها أنا
ذا أضع مشرطجراحتي بدون بنج علها تلتئم و أرش حفنات من
غبار ملح الأرضعليها فلعلها بذلك ، تقاوم زرنخة العفن!!