π لِمُدُن عَنيدَة..تَنوم و تَصْحى..على منصَّاتِ التَّعب√

∆ لعمرك سيدي أنور، ما أكنه لك من ود و تجلة
لو سال به سليل الفراديس، النهر الخالد مدادا ، و
سارت به سيقان نخليل الشمال أقلاما، و أينع به تبلدي
گردفان الغرة ثمارا ، و تسامق به أبنوس جنوبنا الحبيب
و دليب الصعيد ظلالا، ليشمل أهل الأرض لكفاهم!!
∆ نشگر لگ أريحية بهاء حضورك و أنت تسامرنا حول
حالة رجل هبط من وادي عبقر ، لم يكن شاعراُ فحسب.
بل كان قيثارة أمة، في حُطَاِم دايناصور بشريِّ شبه منقرض
السلالة، باطنُهُ فيه رقة الحرف الرصين و ظاهره من قَبَلِه
أنين، يحمل روحه في فؤادٍ نازفٍ مازال نصفه مشلولاً.
(}لعل ما دفعني لكتابة سطوري هذه في حقه هو شعور
غريب بتلذذ بقاقة المعاناة، و تكون أحلى بعد تجاوز حرقتها.
و إن سر النجاح و الأبداع في نظري أنه يقتات دوماً من عثرات
الكرام على عتبات موائد اللئام. يقول تشارس ديكنز"أنا أبدع طالما
أنني أظل أعاني".فالكاتب و المبدع عموماً بمثابة أرشيف لذاكرة ما
يدور بخواطر أهله و ناسه ، كونه مرآةً صادقةً و كاميرا نزيهةً، تلقطما
حولها لتصوغ منه أمثلة مدهشة وتبدع تفانين رائعة. و الشاعر قيثارة عصره
و لسان حال زمانه الذي لا مجال لإفلاته منه و إن حاول الفكاك من قيوده التي
كلما ضاقت به ذرعاً استحكمت حلقاتها و لم تفرج، و إن تمرد على كثير من تفاصيل
أوضاعه، و جندنفسه لمعترك صون الفضيلة و نبذ ثقافة النفور و الكراهية و سعى جهده
لتأسيس وعي مسكون بقضايا قومه، ملتزم بها. فليس المبدع مؤرخاً و إن كان موثقاً
جيداً، يعيش يومهو يشرئب لما تحبل به ثنايا غده.. و هو يدون لن شهادة شاهد عصر
رأى بأم إنسان عين زمانه ، و قلب يكاد ينخلع ألف مرة قبل أن يرتمي على مخازي
عري كلستر رآه يهتك، أو ظلمات كل ظلم رآه يقع، أو أثبابات كل حق سمعه
يستلب. و للكلمة مفاتيح تحظى بها على خارطة الإصلاح في كل أمة
و النضال لنصرة كل شعب يريد البقاء عائشاً على هوامش الدنيا
ولو بنصف كرامة..بوركتم والود عامر بيننا.