@ خَمايرُ سَوْدَنَةٍ/

(3/6)
[} و لكن هيهات ؛ كانت خيبتي بجلاجل:
إذ خذلتني عيناي..فجمدتا و لم تجودا بشيء.
و لو بقطرة دمع فقط لذر رماد العيون؛ على الرغم
من محاولات الاعتصار اليائسة. لكنني بدون شك كنت
أبكي من دواخلي بحرقة شديدة و غصة يحبسها في حلقي
هول الفاجعة، كنوبة عطاس يكبتها شحيح في يوق للتوابل،
يعاني من ضيقذات الشرايين.و كدت أتمزق حزناً و سمعت
أحدهم يهمس بجواري قائلاً: " يا أخي من مات فقد روحو".

[} ثم مضيت عائداً أدراجي إلى طاحونة المشاغل، لتلفني من ذي جديدٍ
بسيرها الحلزوني.. فلما أوشكت على ختم تأشيرتي و شددت رحلي مغادراً.
هنالك فقط، جاءتني العبرة في غير وقتها و لا محلها؛ فجلست على أية حال
على حافة رصيف بميناء السفر، و أنا أنحب نحيباً مراً و أزرف دمعاً دامياً
سخينا{ وحملت زوحي في فؤاد نازف كان نثفه مشلولا }. هناك ، جلس معي
صديق قديم حميم (له مأساة مشابهة حيث فقد أسرتة مبكراً في حادث حريق)
يودعني و يبكي معي مواسياً. ثم رفعت رأسي فإذا جمهرة فراجة من الناس
الغلابة ممنكانوا يغبطونني على فرصتي النادرة للسفر و هم يلتفون من
حولي، يضربون أكفاً بـأكف و البعض يتساءل بين حاسد و بغران:
"يا تُرى ، أهي دموع الفرح هذه التي تنهمر من مقلتيه!
أم أنها دموع التماسيح؟"! .بوركتم والود عامر بيننا.

********* ود ا لأصيل **********