@ خَمايرُ سَوْدَنَةٍ/

ول أبا شيخ عروبنا بريمة آدم بلل الشيب،
و الله لو لا خشية أن يُقال في حقنا "مين يشهد للعروسة"
♡ أنت بالذات يا ول أبا شيخ عروبنا يشهد الله لو رميت
ليكنقطة نظام بس و مشيت فهي كافيةٌ كعلامةٍ فارقةٍ و أيقونةٍ
ناطقةٍ بما كما تدل النفحة على العبير و والسير عللاىالمسير
و كما تتوق نفوس مجندةٌ إلى دفء أنفاس العشير .
♡ يلا تسمح لي الشخصية الجاية دي أيبا ليك من ملح
الأرض ،فلاهي مشهورة و لاهي علماً فوق راسو تشة نار،
أنسانة من سواد أهلي الغُبش أبان مسوحن موية. مهما
كتبتُ وقلت عنها لن أوفيها قيرطاً من حقها تبجيلاً.

//قلبي على جناي وقلب جناي على حجر//

® شخصياً، في كنانة سهامي صنوفٌ من درامات
معاناة ٍخاصةٍ،ممتدة ٍو محببةٍ لنفسي. إذ إنني جئت إلى الدنيا
و ما رأيت نعيما ًقطُّ، إذ نشأتُ و ترعرعتُ حيناً من الدهر في
حضن أمي الراحلة تلك التي أودعتني أمانةً لهذاالعالم الخَرف و
رحلت.. ثم انتقلت إلى أحضان جدتين كانتا تتنازعان رعايتي.

[} أذكر تلك التي ظفرت بضمي و تعاهدتني على إقبالٍ ثم جئت
لافتقدها بعدحين كي أرد غيضاً من فيوض جمائلها فوجدتها تنوي
على إدبارٍ، و هي تلملم بقايا حطام عمرها و توشك أن ترحل .

[} كانت تعد لنا الطعام و تضعه راضيةً مرضيةً بين أيدينا أنا و أخواني،
ثم تجلس بجوارنا القرفصاء لتراقب عن كثب، مراقبة ًلصيقةً و قسمات وجهها
الشاحب البريء توحي بأنها (بايتة القوى). و إذا شح َّالطعام أو تناقص الإدام
حتى نطلب المزيد ، لا تلبث تمهلنا لنصيح َبها(تعالي ملحيها و زيديها، وخلينا
نمش نخرا و نجيها)؛ حتى تلحقنا بما نريد من مددٍّ في حينه، حتى لو من مافي.
ثم إذا فرغنا تماماً إذا بها تدنو {لتحسن القدح مع مرماس الحلة}.

[} كنت أصغرهم سناً و بي حماقة. فگانت عاملة لي حساب و مسمياني/
(الجنا أب تفة و وشاً محومر). فكانت حتى لو نال منها الغضب و طفح بها
الكيل و صفعتني مثلاً (أو قشطتني بسير المفحضة), فسرعان ما تسترجع
جاهشةً معي بالبكاء و تأكل صوابعها من الندامة فتعصر لي جكََّاً من شربات
الليمون تغرق فيه تلةً من السكر. وهي قاطعة ٌعلى نفسها عهداً وناذرةٌ
ننذراً ألا يجد الحزن سبيلاً إلى قلوب هؤلاء اليتامى من ثغرتها.

[} فلامن خلاس كبرنا و مرقنا وتفرقت بنا عصا الترحال أيادي سباً
كان قد برد عنفوانها و تقدم بها السن؛ فزاد تعلقها بنا و بي شخصياً بالذات
لدرجةٍ خرافيةٍ مخيفةٍ.فكنت إذا حضرت من سفر قاصد و هتف صبية الفريق
باسم من حضر، تهرع تلك الجدة ا سمنة العمياء من دارها تسابق الريح إلى
المحطة لتعانقني و تمطرني بوابل هستيري من المطقي بالاحتضان، وهي
تصحبني من هناك و هي تتلمس علامات دربها بعكازة، يقودها قلب
الوالد و تسير بنور البصيرة عوضاً عن بصرها الذي فقد. .

[} كم كنت أتعجب من شأن حبوبتي لما سافرت منها
أداقش البناادر. و ذات مرة جبت لبها معاي هدية صابونة
معطرة ( أم ريحة). فلم تستخدمها قط؛ تشمها بس بس زي
البتتبرك و تلمها و تقول: إني لأجد فيها ريح ولدي فلان.

[} ياخي دي لدرجة كنت مشتري لي شبشب بلون شاذ، زي (عنابي)
من أكشاك جيهة الأوقاف دي في مدني و بعدين يوم جيت مسافر، غيرت
ملصتو خليتو مجدوع في سدر البيت فقامت ست الحبايب شالتو نفضتو زيين
ولمعتو طيب مليح و لمتو ليك عارف وين! أصلكم ما ح تصدقوا لو قلت ليكم
بعد رجوعي من السفر لقيتو مختوت في بطن السحارة. و كانت ثالثة الأثافي،
يوم أبرمت عقدي مهاجراً للاغتراب في بلاد الله الواسعة حيث أعيش طافشاً
من مسقط رأسي و مراتع الصبا ، هائماً على وجهي و خائفاً من ظلي .

[} و بينما أنا منهمگ يومذاك في تخليص إجراءات الرحيل، إذا بفاسقٍ يحمل
إليَّ نبأ تلك الشجرة التي ماتت واقفة. حينها قطعت كل شيء على عجل فسافرت
إلى قريتها النائية في أقاصي البطاح لتلقي واجب العزاء.هناك لقيت الكل يرصدون
بخائة أعينهم و ما تخفي صدورهم كان أعظم: ليخمنوا ماذا أنا فاعل بفجيعتي في
صاحبة الأيادي البيضاء التي منحتنا كل شيئ ؛ و لما جئنا نرد و لو غيضاً من فيض
جمائلها علينا، كانت قد ولت الأدبار في صمت؛ و ودعت صخب عالمنا بهدوء.
رأيت الفضولي من أولئك يلحظ في أم عيني و كأنهم يستدرون عطف دموعي.
[}و اكن هبهات ؛ كانت خيبتي بجلاجل: إذ خذلتني عيناي..فجمدتا و لم تجودا بشيء.
و لو بقطرة دمع فقط لذر رماد العيون ؛ رغم محاولات الاعتصار اليائسة. لكنني بدون
شك كنت أبكي من دواخلي بحرقة شديدة و غصة يحبسها في حلقي هول الفجيعة، كنوبة
عطاس يكبتها شحيح في يوق للتوابل، يعاني من ضيق ذات الشرايين. و كدت أتمزق
حزناً و سمعت أحدهم يهمس بجواري قائلاً: " يا أخي من مات فقد روحو".

[} ثم مضيتُ عائداً ادراجي إلى طاحونة المشاغل، لتلفني من جديد بسيرها الحلزوني
. فلما أوشكت على ختم تأشيرتي و شددت رحلي مغادراً. هنالك فقط، جاءتني العبرة في
غير وقتها و لا محلها؛ فجلست على أية حال على حافة رصيف بميناء السفر، و أنا أنحب
نحيباً مراً و أزرف دمعاً دامياً سخينا{ وحملت زوحي في فؤاد نازف كان نثفه مشلولا ً}.

[}هناك ، جلس معي صديقٌ قديمٌ حميم ٌ (يعيش مأساة ًمشابهةً حيث فقد أسرتة باكراً
في حادث حريق) يودعني و يبكي معي مواسياً. ثم رفعت رأسي فإذا جمهرٌ من الغلابة،
يتفرجون على حالي و يضربون أكفاً بـأكف و البعض يتساءل بين حاسد و بغران من
فرصتي النادرة للسفر وهميهمهمون بعبارات من قبيل قولهم: ،أهي دموع الفرح هذه
التي تنهمر من عينيه ! أم هي دموع التماسيح؟"! .بوركتم والود عامر بيننا.
*******************