/حصارُ أوكرانيا وحصانُ طروادةَ/

………………
………………
+ سقوط النظام العالمي(3)
بين بوتين وهتلر ومصير العالم
لماذا نقول ان أهداف بوتين هي هدم النظام العالمي؟
وما هو النظام العالمي أصلا؟
نبدأ بتعريف النظام العالمي بطريقة مبسطة غير أكاديمية
وهو النظام الذي تأسس في عام 1945 عند نهاية الحرب العالمية
الثانية بالتوقيع على ميثاق الأمم المتحدة وقيام مجلس الامن الدولي
وعضويته الدائمة المتمتعة بحق النقض بغرض تأمين ورعاية الامن
والسلم الدوليين وفق قواعد ومواثيق وقوانين ومعاهدات دولية تقوم
برعايتها والقيام على تنفيذها هيئات ومؤسسات ومكاتب ولجان.
+ هذا النظام كان يقوم على قطبين هما الولايات المتحدة الأمريكية
والاتحاد السوفييتي كقوتين عظميين، ولكل منهما مجموعة من الدول
تدور في فلك كل منها وتؤازرها في النزاعات العسكرية على الارض
وفي المناقشات والتصويت في المؤسسات الدولية.
+ كان هذا الوضع متوازنا ووفر السلم والأمن الدوليين خلال الازمات
والتوترات من العام 1945 وحتى الآن. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي
وقيام قطب دولي واحد هو اميركا، ظلت القواعد والقيم القانونية
والاجرائية لهذا النظام هي نفسها. إذن ما هو الجديد؟
+ hلجديد هو ان روسيا التي ورثت الاتحاد السوفييتي كانت تشعر
بأن النظام الدولي تحت قيادة قطب واحد هو أميركا قد وظف انفراده
بالنظام في إهانة روسيا بدعم تفكيك مكوناتها التاريخية وحجم فرصها
في التوسع السياسي والتطور الاقتصادي وهدد وجودها أمنيا باستمرار
حلف الناتو بتبني الاستراتيجية المعادية للاتحاد السوفييتي
باعتبار روسيا هي العدو الرئيسي.
+ وبالنتيجة تبنت قيادة بوتين مؤخرا استراتيجية تهدف إلى
هدم هذا النظام العالمي وبناء نظام جديد لا تكون اميركا وحلفائها
الاوربيون في قلبه، بل تقوده قوى جديدة صاعدة هي روسيا والصين
وكوريا الشمالية وايران ودول آسيوية أخرى، وبالعدم يتكون مركزان
دوليان لكل منهما نظامه الخاص وأممه المتحدة ومجلس أمنه
الخاص ويتصارع المركزان على السيطرة على العالم.
ما هي مرجعية هذه الافكار السياسية؟
+ ظل بوتين يكتب في السنوات الأخيرة وحتى عام 2021
مقالات فيها إشارات قوية بضرورة تعديل نتائج الحرب العالمية
الثانية، ويصرح باقتضاب وبتحفظ الرئيس الصيني في نفس الاتجاه
بأن الصين جزء من النظام العالمي ولكن نتائج الحرب العالمية
الثانية غير عادلة.كيف بدأ بوتين اختبار قوته؟
وكيف فكرت الصين بتحدي أميركا؟
في الحلقة (4)