/حصارُ أوكرانيا وحصانُ طروادةَ/

‏٢٧ فبراير‏، الساعة ‏٩:٤٠ م‏ •
سقوط النظام العالمي
(1)
بين بوتين وهتلر ومصير العالم
+ إن الظروف التي خلقت و أنتجت شخصية هتلر في القرن العشرين
هي نفسها الظروف التي خلقت وأفرزت بوتين في القرن الحادي والعشرين
بعد مائة عام تقريبا.الأول هزمت بلاده في الحرب العالمية الأولي وتم إذلالها
باتفاقيات مجحفة وتم تحقيرها قومياً وجرحت كرامة شعبها، وفي هذا المناخ
ومنه تطورت شخصية هتلر بسمات محددة هي الكراهية والانتقام واستعادة المجد
القومي بروح جنونية لا تتحسب لأية عواقب، وصادفت سياساته وخطابه قلوب
ملايين الألمان الذين يشاركونه المشاعر نفسها، فعرضوا البشرية لدمار هائل.

+ الآن، دفعت ظروف مشابهة بشخص مشابه إلى صدارة الأحداث، ولنقف على
تكوينه النفسي والعقلي المشابه لسلفه الألماني يكفي تأمل تصريحيه التاليين ومنذ سنوات:
1. إن أكبر كارثة في تاريخ العالم هي انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي.
2. حين سقط جدار برلين، شعرت أنه سقط على رأسي.
+ هذا شخص يشعر بالمرارة والإهانة وإذلال بلاده وامتلأ بالكراهية ونزعة الانتقام
بروح جنونية لاستعادة المجد القومي لا تتحسب لأية عواقب ولاقت سياساته وخطابه
نفوس وعقول مشابهة وقد وضعوا مصير الحياة على الأرض في محك.
+ لقد أخطأ الغرب، حلف الناتو والولايات المتحدة حين هزموا الاتحاد السوفييتي
في الحرب الباردة، فلم يبادروا إلى معالجة جروح المشاعر القومية للروس، باستيعاب
روسيا واحتوائها في المنظومة الأوربية وجذبها لقيم الديمقراطية وحقوق الانسان وإنما
تركوها كما تركوا ألمانيا بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى تلعق جراحها حتى تلد
زعيما مجنونا يهز سكون العالم.
+ لقد ظل الناتو الذي تأسس خصيصا لمواجهة الشيوعية السوفييتية، على عقيدته القديمة
رغم زوال السوفييات، أن العدو الرئيسي هو روسيا، رغم بروز تحديات جديدة في العقود
الماضية مثل الارهاب العالمي والطموحات الصينية، و لكن الناتو ظل على عقيدته
واستراتيجيته القديمة :أن روسيا هي العدو، فهل هناك استفزاز أكبر من ذلك؟!!
+ تلك بعض أخطاء الغرب التي لم ينتبه لها بالاستفادة من التجربة الألمانية
وزعيمها المجنون هتلر حتى أتاح للتاريخ إعادة نفسه ليضحك منها،
في المرة الأولى كمأساة والثانية ستكون مسخرة.