سيف الجامعة!!!

Quote: صحيفة الجريدة السودانية April 14, 2021 · "الجريدة" هذا الصباح... ---------- سيف الجامعة في حواره لـ(الجريدة) لم أغن أدبيات الإنقاذ ومن يملك تسجيلات فليخرجها (2-2) الغناء الهابط صوت قاع المجتمع وأحياناً ينتقد أعالي المجتمع ويفعل كل شيء ملياري البرهان مجرد ادعاءات مغرضة وأنا لست رخيص لهذا الحد تغنيت في المحافل الوطنية للبلاد وليس لحزب أو سلطة نحن كفنانين لم نصنع ثورة ولا ندعي ذلك ولكنا عملنا على (......) إن كان هناك من يستطيع شراء سيف الجامعة لما سكنت منزلاً بالإيجار وسيارتي بالأقساط عرضنا خدماتنا للبرهان وسينفذها اتحاد المهن الموسيقية مع القوات المسلحة سيف الجامعة عبقري اللحن والصوت الشجي، يتفرد بانتقاء المفردة الغنائية الرصينة والمواكبة، تتسق ألحانه التي يقدمها ويؤلفها مع المفردة الشعرية فتنتج عذوبة غنائية طازجة ومكتملة الأركان، تغنى للتجمع الديمقراطي، ثم الحوار الوطني، وغيرها من المناسبات الوطنية، ومؤخراً قاد مبادرة جمعته برئيس مجلس السيادة البرهان أثارت الجدل.. تلتقيه "الجريدة" عبر حوار المراجعات في هذا الشهر الفضيل، ووقفت معه عند محطات مهمة في حياته الفنية، وراهن الفن مقروناً مع الراهن السياسي ومتطلبات المرحلة، يبرز سيف خلال هذا الحوار الذي سينشر في جزئين اهتمامه بالجانب العرفاني في الشهر الفضيل، وكذلك إنتاج الأعمال الفنية الجديدة في الجوانب العاطفية والوطنية، وارتدى سيف خلال هذه المقابلة جلباب السلام مقدماً عديد الرسائل التي تحمل هموم وتطلعات واقع منتظر في الفترة المقبلة، لنتابع ونتعرف على ردوده حول التغني للحزب الحاكم خلال حقبة الإنقاذ وتيارات سياسية أخرى كالتجمع الديمقراطي.. معاً نطالع ما دار في الجزء الثاني. حاوره: محمد آدم بركة * هل أنت نادم على شيء؟ أبداً لست نادماً على شيء مطلقاً، مشيناها خطى كتب علينا، ومن كتبت عليه خطى مشاها، ضميري كان يقظاً في كل الأوقات، أنا قاعد أغني للسودان، تغنيت في الحوار الوطني، وأيام المعارضة في التجمع الديمقراطي، لكن نحن لدينا في السودان أشياء نتخلص منها وهي محاولة امتلاك الصوت أو الفنان وتطبيق نظرية الأغاني المستطرقة على الصوت، إن تغنيت في حفل للشيوعيين معناها أنت شيوعي، ولليمين معناها إسلامي، والاتحاديين وهكذا، وهذا الأمر غير صحيح، الفنان ينتمي للوطن الكبير فكل تيار لديه حفل سأغني له، الا الحملات الانتخابية قد لا أشارك فيها، لأنه يعد انحياز، فهذه هي رؤيتي في هذا الجانب. * ألم تشارك في حملة انتخابية للبشير؟ أبداً لم أشارك، ولا في أي حملة انتخابية لأي حزب من الأحزاب السياسية. * حاول الحزب الحاكم وقتها استقطابك؟ إطلاقاً لم يحدث ذلك، كنت دائماً أُسأل أسئلة أنت متهم بأنني مؤتمر وطني، فكنت أرد أن هذا الاتهام حتى ناس الوطني لا يصدقون هذا الاتهام، مواقفي كانت واضحة في حربي وسلمي، عندما أتيت من الخارج تغنيت في كل الجامعات نفس الغناء المصادم الذي قدمته في الخارج تغنيت به في الداخل، ويجب أن لا نسأل الفنان أين غنى، بل ماذا غنى، تغنيت أمام أغلب الحكام وقادة الأجهزة الأمنية أغنياتي المناهضة للمشروع الإنقاذي، كنت أتصور أن يأتي الزعل من أهل الإنقاذ ولكن للأسف جاء من اتجاهات أخرى فهذا محير، والتاريخ موجود وسيثبت للناس. * من أدبيات الإسلاميين المعروفة وتغنى بها بعض الفنانين هل تغنيت أو أنشدت بـ (أماه لا تجزعي)؟ لا قطعاً لم يحدث.. توقف مدة وعاد ضاحكاً وواصل الحديث.. من يدعون ذلك فليأتوا بالشريط الذي تغنيت فيه، في كل رمضان كما ذكرت لك أنا أعمل في الإنشاد العرفاني، وهذا ينصب في العشق الإلهي، هذا الأمر لخالقنا، رب الناس أجمعين، وناس المؤتمر الوطني ذاتهم، فهذه هي النزعات الوحيدة التي لدي وتأتيني في رمضان، ولكن لم أغن أغاني جهادية إطلاقاً، ولم أشجع ذلك حتى لو كان الجهاد مع أي جهة لن أدعمه. * من 6 أبريل وحتى الآن ما الجيد لدى سيف الجامعة؟ قبل سقوط البشير قدمت (أشوفك طالعة من الشوف) للشاعر عبدالقادر الكتيابي، وكذلك (ثورتنا سلمية) و (يا سودان ولا يهمك) والكثير من الأعمال الجديدة التي تواصلت في تقديمها، والقادم بالنسبة لي أفضل، وفي نظري ساعة الثورة ليس الغناء الذي قدم لحظتها هو الذي خدم الثورة، بل خدمها الغناء التذي تشكل خلال الـ 30 عاماً وشكل وجدان المجتمع وخدم الثورة، وأنا أقول نحن لم نصنع ثورة ولا ندعي ذلك ولكنا عملنا على قضية الوعي والتنوير، أنا شخصياً أعمل في هذا الجانب، وهذا الجانب مع مجموعات آخرين هو الذي قاد الناس لوصول قناعة أن النظام البائد ميؤوس منه، ولم أكن من أنصار التغيير العنيف، فالوسائل السلمية والمدنية هي الأنجع وفيها كثير من الوعي وتعمل على تقديم رسالة للعالم أجمع وهذا ما حدث في 11 أبريل. * ماذا عن المبادرة التي جمعتكم برئيس مجلس السيادة الانتقالي؟ بعد هذا كله لم نكتفِ بمجرد الغناء فقط، نحن قمنا بمبادرة أسميناها المبادرة القومية السودانية، جلسنا مع العسكريين والمدنيين، والمبادرة نفسها أصبحت مستشارة لمبادرة أفريقية، وهي تجمع فنانين تشكيليين وإعلاميين ورياضيين وطرق صوفية وإدارة أهلية، فإذا كان البعض يعتبرون أن ما حدث هبوط ناعم ففي اعتقادي أي بديل للهبوط الناعم هو الهبوط العنيف الذي يفضي إلى الفوضى وما لا يحمد نتائجه، ولا أعتقد أن كل من يحب هذه البلاد يقبل أن تمضي الأمور إلى السوء، وأن يقتل الناس بعضهم البعض في الشوارع بسبب خلافات سياسية أو كراسي السلطة، فالنموذج السلمي الذي حدث ويسمونه البعض النموذج السوداني هذا حل عبقري في نظري قدمه الشعب السوداني للدنيا بأكملها، فيه نواقص ومشاكل وتعقيدات فيجب أن نصل بها لمرحلة السلام النفسي لتكون العلاقة بين مكونات السلطة سلسة، بمزيد من الصبر والتنازلات لبعضنا البعض وبنكرات الذات والتجرد من أجل هذه البلد النموذج هذا له القدرة على النجاح لنصبح أفضل، لا حلول أمامنا غير محاكمة الماضي وتطبيق العدالة الانتقالية الحقيقية لا مناص من هذا مطلقاً، ولكن مع هذا يجب أن لا نهدم مؤسسات الدولة وهز الكيانات الراسخة وعدم تسيسها، فنحن نحتاج لإصلاح الواقع بالحكمة والصبر على بعضنا البعض، فلا يوجد حل آخر، وكل الحلول الأحرى سوداء. * هل تلقيت مبلغ مليارين من البرهان؟ كل عمل كبير تلازمه الانتقادات، سرت هذه الإشاعة بعد أن ذهب وفد برئاستي لمقابلة البرهان وفي القيادة العامة تحديداً، كانت بغرض التهنئة باتفاقية السلام، ولا أحد يذهب لأخذ 2 مليار يستصحب معه 10 أشخاص، فالقصة ليست كهذا وأبعد من ذلك، فكان ذهابنا بوازع وطني حقيقي، والتاريخ سيثبت أن لا أمر كهذا قد حدث، كان استقبالهم لنا مشرف بحثنا خلاله هموم الوطن وهمومنا كفنانين، وعرضنا خدماتنا كفانين لترسيخ السلام ونشر ثقافة السلام في الولايات وانخرطنا بعدها في زيارات مختلفة. * ماهي الخدمات التي عرضتموها؟ خدماتنا التي عرضناها كانت أفكار حول قوافل ثقافية ينظمها اتحاد المهن الموسيقية بمعاونة القوات المسلحة، وكل هذه الخدمات قادمة في الطريق، والمسألة ليست مسألة (قروش) وهذه أزمة يعايشها الكثيرون وهي فكرة أنك زرت أي شخص هذا يعني أنك تلقيت مقابلاً مادياً، فنحن أكبر من هكذا، أنا شخصياً أكبر من 2 مليار بكثير. * سيف الجامعة يمكن أن يشترى بأكثر من مليارين؟ بكثير خالص، ولا أحد يستطيع الشراء، وإن كانت المسألة كذلك لما كنت الآن أسكن منزلاً بالإيجار وسيارتي بالأقساط. * هل أكملت أقساط السيارة؟ نعم بعون الله وفضله أكملت سداد الأقساط. * تلقيت عروضاً مغرية للبيع والتنازل عن مبدأ قبلاً أو تقديم ما لا يوافق قناعاتك؟ كثير جداً ولا داعي لذكرها، ولا داعي لبطولات كهذه بعد مرور كل هذا الوقت، لأن من يعرفون سيف حقيقة يعرفون إلى أي قدر أحب السودان، وإلى أي قدر لا أريد ان لا ترى هذه البلاد أي شر، وإلى أي قدر أتمنى أن لا ترهن بلادنا القرار السياسي لأي بلد أخرى مهما كانت، السودان بالنسبة لي أعظم بكثير من الولايات المتحدة والصين وغيرها، فلا نفاخر بأي دولة أو دويلة تتحكم في إرادة السودان وشعبه إن كان بالإعانات أو غيرها. * زيارتكم للبرهان تجاوزتم فيها وزارة الثقافة والإعلام؟ نحن لم نتبع لوزارة الثقافة كأفراد، يمكن يتبع لها الاتحاد، فلم تأتِ زيارتنا باسم الاتحاد، بل زرناه كفانين بأشخاصنا، ولا نرى غضاضة في ذلك، ونحن كذلك زرنا وزارة الثقافة والإعلام ووزيرها السابق فيصل محمد صالح زارنا في الاتحاد، وجاءنا صديق تاور وزرناه، فلا يوجد إشكال في ذلك ولكن الميديا ركزت على هذه الزيارة تحديداً وهذا لشيء في نفس يعقوب، ولكن نحمد الله ان كل زياراتنا وتحركاتنا مبرأة من كل عيب، وحتى الفترة الأخيرة قدمنا أوبريت القوات المسلحة وشارك فيه عدد كبير من الفنانين وزرنا القوات المسلحة في الجبهة الشرقية لرفع المعنويات ولنقول هذه بلادنا، ونحن نحي الجيش لكونه من سنين طويلة لأول مرة يخوض معركة ضد أجنبي، البنادق التي صوبت نحو صدورنا كسودانيين من الذي يتصدى لها لحفظ حقوقنا غير منقوصة غير الجيش، فيجب أن نقف في ظهره ونسانده، نحن لسنا دعاة حرب ولكن المواقف الوطنية يجب مساندها والتاريخ يسجل كل شيء، كل النقد الذي يوجه في السوشيال ميديا بعد أسبوع ينتهي الأمر لآخر ويفضل الفعل الحقيقي وآثاره، فنصيحتي للقادة والسياسيين وقادة المجتمع عدم الالتفات لما تحمله السوشيال ميديا، وعلى الشخصية في (الفيسبوك) من يعمل على تقبل الآخر وطرح رؤيته باحترام وتقدير يستمر معي، ومن لا يستطيع ذلك سأتعامل معه بالـ (بلوك) على طول. * التجارب الغنائية غير السليمة، إن صح التعبير، والتي برزت بكثافة هل تعتبر مهدداً للغناء الرصين؟ لا مهدد أمام المشروع الغنائي السوداني لأنه راسخ في وجدان الناس وأذهانهم، وله ملايين من المحبين، والظواهر السلبية تظهر من وقت لآخر ولكنها لم تستمر، وفي أي مجتمع موجود الغناء الهابط والممارسات غير السليمة موجودة، ولكن آليات المجتمع هي التي تنظف الأذن وتنقي الذوق العام وليس القوانين بالمناسبة، وأنا لست مع قوانين أوقفوا هذا وامنعوا ذاك، ولا حتى من دعاة توجيه النصح للآخرين، الشخص بنفسه يحدد دائرة القبول بالاتساع الذي يتوهمه، ويمكن لأي شخص أن يكون ظاهرة تتناوله الميديا لفترة ما ويختفي، وقد تظهر ظاهرة أخرى، الاستمرارية هي التي ترسخ الأعمال الجيدة وتعمل على إخفاء الظواهر السالبة. * هذه الظواهر بالنسبة لسيف ألم تكن مقلقة؟ أبداً ليست مقلقة بالنسبة لي، أنا مؤمن بمجتمع سوداني نظيف ومعافى، حدود الصواب والخطأ فيه معروفة، والمطلوب والمستهجن كذلك واضح، بالتالي أصحاب المزاج السيء والظواهر السالبة إلى الزوال، ولكن على الإعلام أن يخطط للوقوف على التجارب القيمة وتظهرها، لأن تلك الظواهر تبرز على حساب الفن الجميل. * هذه الظواهر السالبة في الغناء ماذا تسميها؟ في نظري هي مجرد إسقاطات، وأنا دائماً أقول هذا صوت قاع المجتمع، له أصواته من الغناء الهابط والممارسات السالبة يدعو لقيم محددة وأحياناً ينتقد أعالي المجتمع كذلك، ولأنه آخذ حريته تماماً غير مقيد بأي تابوهات، نحن كفنانين لا نستطيع فعل أشياء كثيرة ولكن قاع المجتمع يمكنه فعل كل شيء، فهي ظواهر غنائية ولها ظواهر اجتماعية مصاحبة لها ولها من يشجعونها ويروجون لها. * هذا القاع وصل الميديا ودخل البيوت وأنت لست مع القوانين مقارنة بدول أخرى تحدد من يغني وأين؟ هناك قوانين تمنع القتل ولا يزال القتل مستمر، مثلها تمنع المخدرات والمخدرات متداولة، بالتالي هناك وسائل أنجع وهي بث الوعي بين الناس، والمؤسسات التي لها صلة بالفنون تتصدى لواجباتها تجاه ممارسي الفنون، بالعمل على التعريف بتقاليد المهنة وطريقة انتقاء الكلمات، تدخل المبدعين المؤسسات وتعمل على رعايتهم فمن لا يلتزم يجد نفسه معزولاً، وهناك تجارب لكثيرين الآن أصبحوا فنانين كبار. * ما هي العقبات التي تواجه سيف في العمل النقابي خاصة قيادة الاتحاد؟ أنا صاحب نفس طويل ولا مواقف انفعالية لي، وعارف أن الوسط متفاوت من حيث التعليم والمشارب للناس، فلم اتصور أنني دائماً صاحب القبول المطلق، وهناك شلليات وجماعات المصالح المشتركة في هذا الوسط تؤثر مرات تأثيراً كبيراً جداً، ولكن هذا لا يوقفنا، أرى أنني صاحب رسالة تنوير يجب أن أستمر فيها لنصل لتجربة مثلى، الآن اتحاد المهن الموسيقية يعمل لتغيير مرتقب ليصبح (نقابة)، ليعمل من خلال نقابات متعددة في الوسط الفني لتشكل الكيان الجامع يمثل الفنانين في السودان، فيمكن أن توجد حلول كثيرة، فالاتحاد بحالته الراهنة جمعية ثقافية ليست لها القدرة والسيطرة العامة على المشهد في جانب الغناء والموسيقى ولا يستحق ذلك بالقانون. * هل تهدف النقابة إلى إزاحة مجلس المهن الموسيقية والتمثيلية؟ نعم لا أخفي سراً، في آخر جمعية عمومية لاتحاد المهن الموسيقية صدرت توصية بفكرة إزاحة هذا المجلس، فقط الأمر متروك لمجلس الاتحاد الحالي ينظر في التضارب الماثل الاختصاص ويعمل على تحقيق التوصية. * هناك جدل مثار وعدم رضاء بالمجلس من قبل كثير من الفنانين، ما رأيك حول المجلس؟ هذا المجلس ولد من محاولات اتحاد المهن الموسيقية للتحول لنقابة، والنظام الأساسي للمجلس هو نتيجة اختطاف الحكومة السابقة للمسودة، فوقفوا أمام عدم قيام النقابة، وقالوا نحن سنعمل مجلس حكومي، فلا يمكن تكوين مجلس دون اتحادات مقارنة بالمجلس الطبي وغيره من المجلس المهنية، فكان فهم قيادات المجلس السيطرة على المشهد. * قيادة علي مهدي للمجلس كيف تراها؟ سيطرت علي مهدي على المجلس أضر بالفكرة كثيراً، وهو الأزمة الكبيرة التي واجهها المجلس. * دخولك سوق الإنتاج ما الذي أضفته؟ كثير من المطربين والمطربات الشباب تخرجوا من مدرسة استوديوهات سيف الجامعة بأم درمان، وهو متاح للشباب بشروط زهيدة تتمثل في استمرارية الكهرباء وأجر المهندس والموسيقيين، فلم استفد مادياً من الأمر، ولكن معنويا خدمت عديد المواهب الموجودة الآن في الساحة، والتسجيلات بأسعار أقل من شركات الإنتاج. * اتخيلتك لسلمى الحسن يراها البعض من أضعف الأعمال التي قدمتها؟ من حقهم ذلك ولكن أعتبرها إضافة لمشروعي، فأنا أعتقد أن الصوت الجميل هو دار نشر لكل الأعمال الجيدة، ولم أنتج عملاً لأدافع عنه أمام الناس، فمن حقهم قبوله أو رفضه، فهي بالنسبة لي في تجربتي اضافة لمشروعي وانفتاح على مدرسة لحنية جديدة ومختلفة، وكما تعلم صلاح ضرار ميال للشرقي ونفس سليمى الحسن الشعري بالنسبة لي مختلف كذلك وتجربتها من التجارب التي تعجبني. * تجربة دار جامعة الخرطوم للطباعة والنشر كيف تحدثنا عنها؟ هذه التجربة من التجارب الغنية في حياتي، وهي أول وظيفة عملت فيها بعد تخرجي من الجامعة، توليت مسؤولية العلاقات العامة والدعاية والإعلان، فكنت أتولى مسؤولية النشاط الثقافي بالكامل، أقمنا معرض المليون كتاب الأول والثاني ومهرجان عودة المكتبة المدرسية بالتعاون مع الشاعر الراحل محجوب شريف، هذا غير الليالي الشعرية الكبرى التي أقمناها كاستضافة الأبنودي، ومحمود درويش، وعدد من الشعراء والكتاب العرب الذين استضفناهم في دورات عديدة، فضلاً عن طباعة عدد مهمول من الكتب في مجالات الفنون المختلفة وللأطفال، فكان مشروع طموحاته كبيرة وضخمة لولا انقلاب 1989م الذي غير مجريات الكثير من الأمور وتعرضت الدار لهجمة شرسة وتحولت لمكتبين ثلاثة شرق البركس بعد أن كان لها ممتلكات كثيرة ومطبعة متكاملة وكانت على لعلاقة بكريات دور النشر العالمية. * تداعيات الفصل من الوظيفة والأثر النفسي؟ لم يكن في تصوري يوماً مغادرة البلاد مطلقاً لولا حدث فصلي من العمل، غيرت مجرى حياتي ودفعتني دفعاً للهجرة إلى مصر وكثت فيها عشرة سنين، وثلاث سنين في الإمارات، فانقلبت حياتي رأساً على عق ولكن في الهجرة كان هناك انتاج مهول عبر عن كل الخيبات والانكسارات التي هي انكسارات وخيبات الشعب السوداني التي عبر عنها الشعراء في تلك الحقبة، وأنا لست نادم على شيء. * سيف الجامعة ضعيف الاجتماعيات لذا لم يظفر بقيادة اتحاد الفنانين؟ أنا لا زلت في المجلس جزء من قيادته، ومن قبل فزت وتنازلت لشكر الله عز الدين كشاب وهذه جزء من قناعاتي، والآن عدت للمجلس مصعداً مرة أخرى، وأشغل رئاسة الجمعية التعاونية للاتحاد، أنا دائماً في قلب الحدث ومع الناس واجتماعياً واصل في الأحزان والأفراح وكل شيء، ولكن كما أشرت في بداية حديثي الأفكار التي أؤمن بها هي التي يمكن أن تبعد بعض الناس وتقرب آخرين، ولا يصح الا الصحيح، رئاسة الاتحاد ليس ضرورياً بالنسبة لي ودليل ضغط على الدكتور عبدالقادر سالم ليعود ويتولى قيادة الاتحاد، والمناسب لا تؤتى لمن يطلبها بل تأتي لمن يستحقها، وأنا حولي مد جارف من الجمعية العمومية لقيادة الاتحاد وأنا كنت أرى أن نضالات وعطاء عبدالقادر سالم يستحق أن يعود. * كلمتك الأخيرة؟ لا حديث أضيفه على هذا الحوار غير شكري لكم على الاهتمام، وأعد الجمهور بأعمال ومفاجآت كثيرة قادمة لن أكشف عنها الآن، ووثبات ما كان لها أن تأتي لولا هذا التغيير العظيم، ونترحم على أرواح الشهداء وأرواح الأبرياء في كل أنحاء السودان.