تصاعد دور "القتلة الجنجويد" في المشهد السياسي وإنتشارهم بصورة مزعجة وصلت إلى الأزقة والحواري الشعبية في عاصمة البلاد. في المقابل ظل الجيش حبيسآ لثكناته التي ضرب حولها الجنجويد طوقآ أمنيآ بالغ التعقيد حين تغلغلوا في مكاتب الإدارات العسكرية فأصبح من الصعوبة بمكان إصدار "أمر تحرك" للقوات العسكرية دون أن تعلم بها قوات الجنجويد. وفي ظل وجود هذا الحصار الأمني بدأت بعض الأصوات الوطنية من ضباط القوات المسلحة تعلو وتجاهر برفضها لهذا التحجيم والتهميش المخزي والمهين. وصول هذه الاصوات إلى "البرهان" (مع شوية تحميش) وكأن القبة فيها "فكي" – أعلن قائد الجيش الهمام ملاحظاته – ركز معاي ياخي- ملاحظاته وليس رفضه لهذا التمدد المتنامي لهذه القوة. حميدتي بالطبع رفض هذه الملاحظة و "عمل من الحبة قبة" ليس لأنه رافض لتلك الملاحظة الخجولة في حد ذاتها - ولكن لأنه يبحث عن سبب يعمل على غشعال الفتيل لإزاحة "البرهان" من رئاسة الجيش وبالتالي المجلس السيادي فيصبح الطريق ممهدآ أمامه ليتبوأ الرئاسة للمجلس السيادي وللجيش على حد سواء- لتمتد بعدها الفترة الإنتقالية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. هذا التخطيط الخبيث يقف من خلفه مفصولي الحركة الإسلامية من "جهاز الامن" وقوات الدفاع الشعبي بالإضافة للأمن الشعبي- دون أن ننسى قوات "جبريل" العسكرية -هذه القوات أو التنظيمات تؤمن بآيدلوجيا واحدة وتسعى نحو هدف واحد – لذلك تضامنت مع بعضها البعض في سبيل بلوغها هدفها المنشود- وستتعامل بمبدأ علي وعلى أعدائي- لذلك كان بطشها بالمتظاهرين يفوق الوصف – فالهدف امامها مباشرة وعليها ان تزيح كل المعوقات من دروبها حتى ولو كانت تلك المعوقات أنفس بريئة. الخلاف في ظاهره بين "البرهان" و "حميدتي" ولكن أعتقد أن الخلاف في الاصل بين تلك التنظيمات العسكرية وبين البرهان الذي تأخر في فرض سياسة الأمر الواقع وقيامه بالإنقلاب في توقيت اسرع من التوقيت الذي كان. فهل إذا نجح هذا التدبير – سنرى "حميدتي" رئيسآ كامل الدسم؟؟ ويقلب الطاولة على رؤوس الجميع. أم أنه سيكون دمية في أيادي تلك التنظيمات تتلاعب به كيفما تشاء. الوضع لازال مخيفآ ولا ينبئ ببشائر خير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة