ظلت على إمتداد تاريخها القديم والحديث تتعاطى مع السوادن بفوقية كبيرة. تركيزها على السودان مبني على مصالحها الأمنية في المقام الأول.ثم حماية منابع النيل وإستمرار صنبور الماء متدفقآ حتى تسقي مساحاتها المزروعة وتسكت الافواه الجائعة درءآ لأي تحرك مناوئ يكون منبعه الجوع.فالجوع هو الشيء الوحيد الذي سيعجز الحكومة عن معالجته وسيكون سببآ مباشرآفي رحيلها. هذه الإستراتيجية توارثتها الحكومات واحدة تلو الأخرى- ولم تتغير اهدافها- سببان مهما جدآ في السياسة المصرية تجاه السودان- لذلك يقال ان مصر وحتى فترات قريبة كانت توظف سفيرها في الخرطوم من ضباط القوات المسلحة لضمان تنفيذ الموجهات العامة لسياساتها تجاه السودان بينما تسخر دبلوماسيتها في العواصم الأخرى لخدمة المصالح المشتركة بينها وبين تلك العواصم.هذا المسلك المريب يرسل برسالة مفادها أن السودان يمثل ل مصر مورد إقتصادي وبعد إستراتيجي أمني فقط. ليس هناك من خطط للدفع بعمل شراكات حقيقية تتناول المصالح المشتركة - فالمصلحة هنا ل مصر فقط دون اي إعتبار لمصالح السودان. عليه- فإن التحرك العسكري الأخير من قبل البرهان يصب في مصلحة مصر في اول المقام بإعتباره سيقمع اي مظهر من مظاهر الديمقراطية في السودان وبالتالي غياب التأثير على الجانب المصري من تأثير التغييرالديمقراطي على الشارع المصري وبعث روح الثورة في مصر من جديد. مصر كانت المبادرة بعقد إتفاق مع إسرائيل - لذلك إستفادت من هذا الإتفاق لدرجة كبيرة وكانت الطفل المدلل لأمريكا - لذلك ظلت البواخر محملة بالقمح ترسو على فترات ليست بالطويلة على الموانئ المصرية لإسكات اصوات الجوع المفضية الى اي ملمح من ملامح الثورة.ا لآن السودان يسلك ذات المسلك ويبادر إلى الذهاب إلى إسرائيل - فأيهما اكثر اهمية لإسرائيل- السودان ام مصر؟؟ عرف المصريون ان مكانتهم في الخارطة الجيوسياسية في المنطقة ستخنلف كثيرآ وإمكانية إحداث تأثير كما كان في الماضي أصبح من الصعوبة بمكان- خصوصآ إذا وضعنا في الإعتبار الإختراق الذي نجحت فيه إسرائيل وعقدها لتحالفات مع العديد مع الدول العربية.تدرك مصر تمامآ أن وضعية السودان أهم بكثير من وضعها بإعتباره المنفذ إلى عمق أفريقيا وبموارده الكبيرة والتي يتقدمها المورد المائي الاضخم في المنطقة- لذلك من مصلحتها تعقيد المشهد في السودان بالقدر الذي تستطيعه ولأطول فترة ممكنة - ولأنها بلاشك مدركة بأن المسألة مسألة وقت قبل ان يسحب السودان البساط من تحتها - ويكون هو الطفل المدلل لامريكا واسرائيل معآ. التحرك العسكري من البرهان تدعمه إسرائيل ولكن وفق رؤية واضحة تركز على الموارد وكيفية الحصول على جزء كبير منها دون أن تكسب عداء السودان- بينما مصر تسعى لذات الموارد وتحديدآ المائية مع التركيز على إرباك المشهد لإعاقة اي تقدم يمكن ان يحدث في اي مرفق من مرافق الحياة السياسية والإقتصادية السودانية. مصر لاتريد لنا خيرآ.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة