سلك_مرق

Quote: علي عثمان المبارك الامين لماذا تغير موقف البرهان خلال 24 ساعة فقط ؟؟ الرفض الشعبي الواسع العنيف لخطابي البرهان وحميدتي قلب المعادلة !! الاجماع الدولي السريع جدا والحاسم من قوى كبرى لرفض الانقلاب فاجا البرهان !!! حمدوك المستفيد الاول من هذه الازمة المفتعلة فقد طرح كل مطالبه في خطابه للشعب تجاه المكون العسكري !!! تصريح الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي عند لقائه بمسؤول الماني كبير اليوم كان غريبا الذي قال فيه بانه يدعم الفترة الانتقالية وفق مقتضيات الشراكة التي اقرتها الوثيقة الدستورية مؤكدا دور القوات المسلحة في دعم الفترة الانتقالية وحمايتها !! وسبحان الله لم يمضي على خطابه الانقلابي 24 ساعة الذي هاج وماج فيه واتهم المدنيين والسياسيين بالفشل والاخفاق وحملهم كل اوزار الفترة الانتقالية وكأنهم لم يكونوا شركاء ومسؤولون في هذه الشراكة التي استمرت لعامين مع الشق المدني. الراي العام كان ينتظر بفارغ الصبر حديثا عن الانقلاب والانقلابيين الذين خرجت اخبار مقتضبة من قيادة الجيش عن المحاولة ..فجاء البرهان يرغي ويزبد ضد المدنيين والسياسيين ويفرض وصاية على الثورة التي اتت به الى كراسي الحكم. وزاد الطين بلة الخطاب الاخر من نائبه حميدتي وكأن الاثنان متفقين على الاساءة للمدنيين !! وجاءت المفاجأة من ردة الفعل من الشارع السياسي ومن كافة القيادات السياسية والمدنية رافضة للانقلاب ورافضة بقوة ادعاء الوصاية على الثورة.. وصدق خالد يوسف سلك عندما قال ان هؤلاء الجنرالات يقرأون من نفس الكتاب القديم الذي الغت مفعوله ثورة ديسمبر المجيدة وان الشارع مستعد للمواجهة .. وكانت اقوى رسالة وجهت مباشرة للبرهان ومن يسير في ركبه.. واعتقد ان البرهان وحميدتي لم يتوقعان هذا الاجماع الدولي في رفض اي انقلاب او استخدام القوة لتغيير النظام الانتقالي المدني !! مجلس الامن بالاجماع رفض وكان امرا مذهلا الاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي ..وامريكا عبر وزارة الخارجية وسفيرهم في الخرطوم ثم الكونجرس الامريكي الذي ارسل رسالة واضحة لا لبس فيها.. رفض مطلق لاي تغيير يقوم به القوات المسلحة او انصار نظام المخلوع الكيزان واضاف الكونجرس رفضه لقضية لاستغلال قضية الشرق لتقويض الحكومة الانتقالية .. بل حذر بان اي تغيير بالقوة سيعرض العلاقات السودانية الامريكية للخطر !! الرسالة كانت واضحة خلال ساعات تكلم المجتمع الدولي بلغة واضحة رفض كامل لاي انقلاب عسكري وقد يعرض الفاعلين الى عقوبات لاقبل لهم بها. ثم جاءت زيارة رئيس بعثة يونيتامس ممثل الامم المتحدة في السودان لحمدوك ليبلغه بان المجتمع الدولى وعلى رأسه مجلس الامن يؤيد الحكومة الانتقالية ويرفض الانقلاب العسكري عليها .. ليخرج حمدوك من اللقاء مطمئنا من ان اللعبة انتهت وان لامجال لمغامر عسكري ان يستلم السلطة هكذا بليل !! اما الشارع السياسي فقد كان يتململ من العقبات ومحاولات الافشال التي يضعها المكون العسكري امام الحكومة الانتقالية وينتظر اي لحظة لرد الصاع للمجموعة العسكرية.. وجاءت الخطابات الانقلابية امرا مستفزا للثوار والثورة ولم يحسن البرهان وحميدتي اختيار التوقيت او اللغة التي خاطبا بها المدنيين !! وكان الكاسب الاكبر من هذه المعمة المفتعلة من المكون العسكري هو رئيس الوزراء عبدالله حمدوك فقد اوصل رسالته للمكون العسكري مباشرة.. وهي انه لابد من اعادة هيكلة الاجهزة العسكرية والامنية وايضا اعادة الشركات العسكرية والامنية لصالح الدولة .. وضروة تكملة مؤسسات الدولة التشريعي ومجلس القضاء والمؤسات العدلية الاخرى. والامر الاهم الذي طرحه حمدوك مباشرة هو مناقشة امر الشراكة والخلل الذي يعتريها. كل هذه التطورات ادت البرهان الى التراجع السريع جدا ..وتجربة المخلوع وحصاره والعقوبات التي شلت يده لاتزال في الشاشة والكل يعرفها.. وعجبا قال البرهان انه يؤكد الالتزام بالعمل على انجاح الفترة الانتقالية وفق قرارات الوثيقة الدستورية التي الغاها قبل 24 ساعة عندما اعلن الوصاية على الدولة وهم وحدهم من يقرر في مستقبل الدولة !! لقد لعق البرهان السم وحنى رأسه للعاصفة فهل هو صادق في كلامة ام انه يريد ان تمر العاصفة ليستمر مسلسل التامر على الحكومة الانتقالية وعلى الثورة ؟؟؟