مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الوَضَّاح!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-28-2021, 09:23 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� (Re: ابو جهينة)

    أشكرك كثيراً الصديق العزيز الكاتب المبدع أبا جهينة على بهاء المرور مجدداً والتعليق الداعم. هذا النص لما بدأت كتابته أواخر التسعينيات بدا لي أمره أشبه بالمزحة أو الفكاهة إلا أنني سرعان ما أدركت ذلك الخيط اللامرئي من الدموع التي تتخلل تلك المشاهد الكوميدية الغالبة لما فوجئت بموت إحدى الشخصيات أثناء الكتابة فدمعت عيني وهو الخيط الذي أخذ في التصاعد حتى نهاية النص التالية:

    شيئاً فشيئاً، وأحياناً أخرى عبر قفزات نوعية، أخذ ذلك "البون الحضاري" في الاتساع ما بين الجارتين، فاطمة وأمّي.

    سوى حرب النميمة والشائعات التي لا تهدأ، سوى تبادل الهجاء صراحة أو ضمناً عبر الجدار الفاصل "إذا لزم الأمر الحضاري"، لم يعد ثمة ما قد يصل بينهما في الآونة الأخيرة، عدا شخص واحد، لعلكم قد عرفتموه الآن يا أصدقائي. أجل، إنها "وكالة رويتر المحلية"، التي ظلّت تحتفظ ببراعةِ شيطان وفي ظلّ أحلك الظروف بعلاقات طيبة مع جميع الأطراف، وهو أمر قد توضَّح لاحقاً، حين ماتت أثناء النوم ورأى الناس: كيف سار أبي وصلاح وأمين حزب التقدّم والمحافظ وأعداء آخرين كُثر خلف نعش واحد، حتى أن الحاج محمود قد أخذ يتوكأ على كتف غريمه "التاريخي" مسيلمة الكضّاب وقد مضيا سوياً هكذا متقاربين واجمين هكذا متأثرين هكذا، لكأنهما في طريقهما لدفن عداوات قديمة، أو لكأن قانوناً آخر كان يحكم تلك اللحظة العصيبة من حياة المدينة.

    بينما موسيقى "البيتلز" و فرقة "البوني إم" الصاعدة بقوة آنذاك أو لربما كان ذلك "جيمس كليف" فضلاً عن أسطورة الغناء الفرنسي "أديث بياف" تصدح خلال حفلات "الديسكو" خاصة من جهاز أهدته المحافظة إلى أمّي في أحد مهرجانات "عيد الربيع" - "تقديراً لجهدها الحضاري الرائد"، كانت جارتنا فاطمة تسعى في الأثناء نفسه إلى إقامة "طقوس السحر وشعائر الزار البائدة" حسبما أشارت إليه مجلة "نهضة المرأة" خلال حملة صحفية استهدفت في حينه "جيوب التخلف في "ثوب المدينة الحضاري العملاق"، إلى أن جاءت "قشّة الغريق" في ذلك اليوم وتراقصت أمام عيني فاطمة على غير توقع تراقص البرق قبالة مزارع حرث الأرض وبذر ثم تسمّرت عيناه قبالة الأفق الشرقي في انتظار أن يهطل المطر من بعد طول محل طال الأخضر واليابس معاً!!

    "وكالة رويتر المحلية" أشارت إليها في وقتها بشيء قال عنه الحاج محمود ضارباً كفّاً بكفّ، وقد بدت على مُحيّاه علامات "وجع الظهر" المزمن بصورة جليّة:

    "هذه فكرة لا تخرج العياذ بالله إلا من رأس شيطان".

    وقعت "الأنباء الجديدة" على رأس أمّي في البدء كما وقع الصاعقة على شيء يتحرك في العراء، حتى أنها أخذت تعاني من مضاعفات الملاريا في غير موسمها لثلاث ليال أشرفت خلالها على الموت نفسه أكثر من مرة.

    لقد كان من العسير تماماً على أمّي حيال "أصالة تلك الأنباء" مجرد التفكير أنها "لم تفكر" في الواقع جيداً في توزيع مجهودها في أثناء "هذا السباق الحضاري العملاق" بالتساوي، وقد اكتنفها الندم أنّها لم تسطع كذلك التفكير خارج "حدود ما قد هو متاح وبالوسع رؤيته ولمسه". بينما شرع أبي في بعث نزعته الفلسفية في أثناء هذيانها الليليّ ذاك من ارتفاع الحمى، وقد كان يقول مدفوعاً الأرجح بالشعور بنهاية الأشياء: "الوصول إلى قمة حضارة المدينة ليس الهدف. ذلك أمر فات علينا. نعم نعم. الهدف هو كيفية الحفاظ على تلك القمة إلى الأبد".

    كان صمت أمي الطويل هذا أتاح صمت أتاح تلك الأيام للشائعات أن تنمو وتزدهر حتى في "أقصى بقاع المدينة".

    أذكر الآن جيداً تلك اللحظة التي أفاقت فيها أمّي من هذيان الحمّى بوجه شائخ وجسد شاحب هزيل. لقد بدا كما لو أنها عثرت على نفسها فجأة بعد سنوات طويلة من غياب سادت خلاله "أحزان لا مبرر لها". قالت وقتها والدمع ملء عينيها: "يا أولادي، ينبغي على المرء في هذه الحياة أن يعرف جيّداً متى يتوقف من ترديد الهراء". هذه الجملة، حمَّالة الأوجه، سرت في المدينة مسرى النار في الهشيم، ولم يعد بوسع أحد بعدها أن يتنبأ بما قد يمكن أن تؤول إليه أوضاع "السباق الحضاري بين الجارتين" مستقبلاً، حتى أن الحمَّالين في الميناء النهري أنفسهم قد آثروا النوم خلال أوقات الراحة أسفل شجرة الكافور العتيقة إلى حين أن "تنجلي حقيقة الأمور".

    في مثل تلك الظروف، ما كان لقوى على ظهر الأرض أن تمنع فاطمة من "تذوق طعم الانتصار الحضاري" مرة أخرى، حتى لو تعلق الأمر هنا بتنفيذ "فكرة خارجة من رأس شيطان ما". بدا أن مجتمع "الصفوة" وهو يتقبل فاطمة في صفوفه ثانية كأب يفتح ذراعيه أمام "عودة الابن الضال"، إذ بلغها أن "رئيسة التحرير الولود حتى على مشارف سنّ يأسها" أخذت تديُر القلم من طرفيه، وهي تتلقى "نبأ انبعاث فاطمة" من جديد، وما أن تيقّنت من "عناصر النبأ"، وكانت تضع هذه المرة رأس القلم بين شفتيها، حتى ابتسمت داخل مكتبها، وقد تساءلت بغنج "لا يليق سوى بعجوز متصابية"، قائلة: "هل يمنع عُسر الولادة من تكرار الشيء نفسه المرة تلو المرة"؟

    راقت صلاح الذي أخذ يُعرف على نطاق واسع شمل حتى بائعي الألبان القادمين من القرى المجاورة بصلاح بتاع الدكان الرجعي، فكرة "الانتقام التاريخي" تلك، وما قد بدا أنه الحياة عاد يدب شيئاً من بعد شيء في عروق شجرة الليمون، التي لم يذق حوضها المُزدان حديثاً بالطلاء الجيري الأبيض الناصع وعلى مدى عام كامل شحَّ خلاله المطر سوى دم القرابين المقدمة أسبوعياً في أثناء شعائر الزار وممارسة تلك الطقوس "الرجعية"، وصورة والده المعاتبة، لم تعد تقلق منامه، حين عاد إلى ارتداء "الملابس الأفرنجية" طواعية "هذه المرة".

    لكأنني أراه الآن، وهو يقتني موضة ذلك العام البعيد، مفاخراً على أبواب الستين بقميصه الوردي الذي أطلق عليه سادة الموضة في المدينة عبارة يقال لشدة توهجها إنها "خادشة لحياء منسي" مفادها "هاهنا، حبيبتي، مستقر حلمتيك"، وقد أخذ مرة في مجادلة الحاج محمود حول "حرمة الذهاب به إلى صلاة الجماعة عامة والجمعة خاصة"، مؤكداً من داخل تلك "الثقة" على أن "النجاسة.. يا حاج.. ليست في التسمية.... بل في الملابس نفسها"، فانياً إلى ذلك في عشق بنطال التيل البني ذي الجيوب الجانبية الواسعة المنتفخة "مرحباً تكساس"، وأي صوت كانت تصدره قدماه عندما ينتعل في المناسبات الخاصة "حذاء خروتشوف الأممي الرهيب"؟

    آنذاك، وقد لاحظتْ أن "السباق الحضاري" لم يعد "مثيراً" كما كانت عليه "أوضاع المنافسة المحتدمة" ما بين الجارتين حتى "عهد قريب"، أشارت "وكالة رويتر المحلية" قبل رحيلها عن العالم بشهور إلى الجارة فاطمة بضرورة أن تسافر ابنتهما الوحيدة "أمل". كانت الوكالة تتحدث بكلمات هزّت نبرة الصدق فيها شغاف قلب فاطمة "الذي لم تنصفه الأيام الماضية كثيراً"، موضحة لها بهيئة "الناصح الأمين" نفسها أن في "بلاد الخواجات: لندن" يمكنها أن تتعلم "النجاح الحضاري من منابعه الأصلية". وقالت "وكالة رويتر المحلية" مواصلة حديثها إلى فاطمة بحكمة مَن شارف على الموت "ما عجز عنه الآباء.. يا بنتَ أمّي.. يحققه الأبناء، إذا حسنت الخطة".

    هكذا، دون أن يدري، وقع صلاح "زوج فاطمة" تحت وطأة مطالب ثقيلة قادته في ظرف أقلّ من عام واحد إلى إعلان إفلاسه كتاجر صغير، بينما انقطعتْ أخبار ابنتهما بعد سفرها بنحو ثلاثة أشهر. حتى الآن، يا أصدقائي، مازلت أتساءل: كيف ستقف "أمل"، إذا ما عادت في يوم ما، على قبر والدتها، الذي محتْ الأمطار معالمه"؟






                  

العنوان الكاتب Date
مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الوَضَّاح! عبد الحميد البرنس09-09-21, 09:27 PM
  Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-10-21, 06:28 AM
    Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� النذير بيرو09-10-21, 11:13 AM
      Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� ابو جهينة09-10-21, 12:34 PM
        Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� osama elkhawad09-10-21, 04:08 PM
      Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-10-21, 10:44 PM
        Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-12-21, 08:42 AM
          Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-12-21, 10:48 PM
            Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� ابو جهينة09-12-21, 10:53 PM
              Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-14-21, 10:56 PM
                Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-15-21, 10:54 PM
                  Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-21-21, 10:27 PM
                    Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-24-21, 06:36 AM
                      Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-26-21, 10:27 PM
                        Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� ابو جهينة09-27-21, 01:06 PM
                          Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-28-21, 09:23 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de