مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الوَضَّاح!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-09-2021, 09:27 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الوَضَّاح!

    08:27 PM September, 09 2021

    سودانيز اون لاين
    عبد الحميد البرنس-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    "كما قد يشاع بين النّاس أجمعين، أبداً لم يكن لذلك الكلب الأسود غرة بيضاء، في المنتصف تماماً من الجبين".

    قد كان أسود فقط".

    هكذا، أخذتْ تستعيد أدق تفاصيل "فضيحة المدعو أحمد حسن صديق"، ابن ناظر المدرسة الأميرية، التي حدثت في أيام مراهقته، ولم يتبق هناك مع مرور الوقت من حلاوة حكيها تلك، على آذان معظم أهل هذه المدينة وألسنتهم، سوى ذلك الاسم، الذي لازمه كعلامة، من بعد مقاومة قصيرة ومحدودة من جانبه، إلى يومنا هذا:

    "مُسيلمة الكذّاب"!!

    كانت شمس منتصف النّهار تشتعل في سماء زرقاء خالية من السّحب. شجرتا النيم تقبعان دون حراك على جانبي مدخل الدار الغارق في السكون. تطلان في موات مطبق على الشارع التّرابي المقفر الشاحب. لكأنهما سقطتا من لوحة رسّام أراد لحظةَ إلهامٍ جنونيٍّ ما تصوير الحياة كما لو أنّها بستان خال من نسيم، أو نفحة هواء.

    ثمة ديك حزين يرتفع صوته من مكانٍ في الجوار. أرض الفناء الملساء الصّلدة من تردد الأقدام، تلتمع بعشرات الشظايا الفضيّة وكذلك الزجاجيّة متناهيّة الصغر. فجأة، علا صوت إحداهن، وهي تتأمّل العالم المحترق خلف النافذتين:

    "صّيف كما الجحيم"!

    بينما الحوائط تواصل اختزان أنفاس الصَّهد، حتّى تنفثه رئة المساء بعد مرور ساعات قليلة، ما كان بوسع أكثر الناس قدرةً على التوقع أن يتنبأ بما قد آل إليه مجلسهن ذاك من حوادث تبدو لي الآن من بعد مرور كل هذه السنوات كما نغمة حزينة أخرى من أنين القوافل البشرية السائرة عبر القرون دونما لحظة توقف واحدة، أو عزاء.

    كذلك، أو كما جرت عادة تلك الأيام و"مشى الروتين"، كن مجتمعات داخل إحدى تلك الغرف الداخليّة من بيتنا ذاك. أمّي التي يقال لها: "باعثة حضارة المدينة من موتها القديم المتقادم في غمضة عين". أختاي الكبريان اللتان سعتا طوال عمرهما إلى السعادة وما مسكتا قطُّ بطرف ردائها إلا لِماما. جارتنا فاطمة الجميلة التي يطلق عليها عبارة "الساقية عادت من النهر دون قطرة ماء" وعانس حسناء على مشارف الخمسين تُدعى:

    "وكالة رويتر المحلية".

    كن صامتات الأغلب إلا هي. ومَن يجرؤ على الحديث هناك دون حذر في حضورها؟ كلمة منها ترفع مقاماً، أو تخفض. لا تكاد تتوقف عن الكلام. مخزونها لا ينفد. كانت من النوع الذي يشد الانتباه بخيوط محكمة من المتعة والسكون وإثارة الأشواق الدفينة. في حديثها دوماً ما يجذب. تعرف متى تصمت؟ كيف تستعين بأصابعها النحيلة أثناء الكلام؟ كيف تبدأ الأنس وتنهي وأين تلقي بالمغزى الكامن داخل الحكاية؟ لكأنني أراها، "الآن"!! كما لون سنابل القمح الناضجة، ذاك لونها. ممشوقة القوام. شعرها أسود ناعم ينسدل إلى أعلى ردفيها بقليل تزينه بعض الخصل البيضاء اللامعة. خصرها لا يزال ضامراً. جسدها عامة مشدود. لها ابتسامة من سحر فلا تدري حقّاً إن كانت تثير داخلك مشاعر الذعر أو المسرة؟ فمها يتخذ أحياناً هيئات الوَدْع حين تُلقيه على الرمل يد العرَّافة. لا تكاد عيناها الواسعتان السوداوان تستقران طويلاً على حال. ولا أحد في مدينتنا الواقعة على ضفاف النيل الأبيض تلك قد يعلم يقيناً متى وأين وكيف محا "اسمُ وكالة رويتر المحليّة" اسمها القديم: جواهر؟

    مازلت أذكر بوضوح تامّ توهج السعادة على وجهها حين يحدث في المدينة أمر ذو بال. أتذكر جيداً طريقتها تلك في الكلام. كما لو أن صوتها فرشاة، تنهل بحذق من ألوان خفيّة، تضرب على لوح لا وجود له ببراعة ودِربة، راسمة عوالم من المتعة والشجون وربما حتى الأمل. أتذكر ذلك وغيره بشيء من حنين طاغ وغامض إلى أحداث تلك الأيام "الفائتة". أتذكر حتى ما ظلّ يُحكى هناك بين الناس عن موت أبويها الثريين في حادث غرق وقع قبل ولادتي بنحو العام. يا للسنوات! لكأنّ كل ذلك قد حدث قبل نحو الساعة. لكنّ أكثر ما قد ظل يشيع الأسى في قلبي من تلك الذكريات ولا أدري لماذا، هو علمي أن "وكالة رويتر المحلية" قد ماتت في منتصف العقد السادس من عمرها دون أن ينعم بستان جمالها الذابل لحظة بالماء المتدفق عبر قناة أحد أولئك الرجال؟

    يتبع:






                  

العنوان الكاتب Date
مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الوَضَّاح! عبد الحميد البرنس09-09-21, 09:27 PM
  Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-10-21, 06:28 AM
    Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� النذير بيرو09-10-21, 11:13 AM
      Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� ابو جهينة09-10-21, 12:34 PM
        Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� osama elkhawad09-10-21, 04:08 PM
      Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-10-21, 10:44 PM
        Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-12-21, 08:42 AM
          Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-12-21, 10:48 PM
            Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� ابو جهينة09-12-21, 10:53 PM
              Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-14-21, 10:56 PM
                Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-15-21, 10:54 PM
                  Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-21-21, 10:27 PM
                    Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-24-21, 06:36 AM
                      Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-26-21, 10:27 PM
                        Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� ابو جهينة09-27-21, 01:06 PM
                          Re: مثل نجم أسود في رابعة النهار التقدميّ الو� عبد الحميد البرنس09-28-21, 09:23 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de