|
|
 Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال (Re: Osman Musa)
|
يا ود الامير يا عروب ما تبقي زول عشوائي وتدخن في الشقة
نعود لموضوع الوجود
هذا المقال يا صديقي ود الامير كتب في أو نشر في جريدة الديمقراطي
الإستبصارات الوجودية في شعر النور عثمان أبَّكَرْ من أربع مقالات ولكن لم اجد في مكتبتي غير هذا النص للاستاذ إبراهيم جعفر وهو
كاتب وأكاديمي سوداني، ببريطانيا
ونجد النور عثمان أبكر يتحدّث عن هموم أهله فقراء الدنيا بحسٍّ مأساويٍّ متعاطفٍ مُتَسائِلٍ عن الخلاص، في قصيدة “صحو الكلمات المنسية”:-
أضحت أسواقُ المدن الكبرى
شيخاً يحملُ مِخلاةَ الرزق ويرقبُ وجهَ
الأُفُقَ المُرْبَد
أعوادُ الرزقِ هنا عريٌ
كثُرَتْ أيّامُ العري فمن يحزم؟
الزمن العاثر يُفلي
هذى الأعواد ويُبري
أيدي أطفال النبعةِ والمجرى
كما ونجد عنده هذا التّشوُّق العميق الرائع لخلاص “الآخرين”، وهم أهله، أو مولود “الغابة والصحراء”، وهو “الإنسان السّوداني”:-
الغرسُ الطيِّبُ يعطي الغصنَ الأخضَرَ
والمرعى
من يصعدُ جبلَ الرّبِّ يبيعُ حشَاهُ الأوحَدَ
كي نُعطَى غرساً يُرجى
من يضرب بعصاهِ الصّخرَ، فتنبجِسُ
الأعين، يعلمُ كلٌّ مشربه
نسعى، نرعى مولود الغابةِ والصّحراء ..
ونرى هذا الامتلاء بهمِّ القادمين وبالزمن الآتي وببعثِ المستقبل الأجمل والأبدع .. أبدع مما كان للرعاة والصّبايا وزنبق الحقول … هنا الحلم الإنساني الجميل حقاً بالفجرِ الآتي (الكوى المُفتَّحة) للآخرين القادمين:-
أفتحُ الكوى لقادمين
أبسطُ الذِّراعَ أبتني
عريشةً ومُتَّكأ
وأوقظُ الرّعاةَ والصّبايا وزنبق الحقول– قصيدة غناء للعشب والزّهرة…
وعند (خروج الشّاعر) لم ينس الآخرين (أهله) .. كان في ذاته أهله والذهول وحضور الآخرين .. كان يحمل هموم أهله (أمّته) الصميمية في الأعماق “كان يحلم بالفجر والحبّ لأهله” ويمتزج ذلكَ عنده بهموم ذاته الممتلئة بالذّهولِ وحبِّ الرحيلِ لمدارات البهاء، لمدارات المعنى .. ونجد الامتزاج الحميم بين هموم الذات الذاهلة وهموم الآخرين في هذه القصيدة “خروج– غناء للعشب والزهرة”:-
راحلٌ بالفجر والحبّ لحقلي
راحلٌ أحملُ أهلي
وذهولي
وحضور الآخرين
راحلٌ مثل المياه
ومدارات البهاء
راحلٌ مثل الفصول
وهو يغني حب الحفاة العراة رعاة الشّاة (الكادحين):- “وفي العين حبّ الحفاة العراة– قناع للرفض والحلم– غناء للعشب والزهرة”. ويغني محبته البسيط القلب طيّب النوايا، رجل الشارع، أو فرد الشعب العادي، لواهبِ حقولِ الفعلِ خصبها:-
يا أيها البسيط القلب طيّب النّوايا
يا واهباً حقولَ الفعل خصبها
خوفي عليكَ من محبّتي
وغبطَتي
وساعدي– لوح إثبات– غناء للعشب والزهرة.
وفي قصيدة “الصبح– غناء للعشب والزهرة” يغني هموم أمته كلّها فيغني هاجَر والشّرق والفداء ويصيح بعمقِ شوقه لبعث أمته الجديد “للسِّمُوِّ” يُحفِّزُها إلى ذلكَ بعثُ رصيدِ إرثها الأصيل، في مقطعٍ مباشرٍ وواضحٍ:-
مشوارنا إلى السّمُوِّ واضحٌ وضوحَ الشمس
راياتنا كفاحُ أمّةٍ رشيدةَ الشّعور،
جمّةَ الرصيدِ في المغانم الأصيلة
إرث رعاة النيل عزّةً، رجولة
خُذي برفقِ شوقِكِ الجديدِ للحقول
أنسامَ غبطةِ الحياةِ من جباهنا الفتيّة
أَفيَبقى من بعدِ منفذاً لتهمة السّوء بأنّ النور عثمان أبّكر لا يحيا هموم الآخرين (البسطاء) اليومية؟
5. الاختيار:-
في قصيدة “مسخٌ فى الدرب”– صحو الكلمات المنسية” تواجهنا رؤيا الاختيار الوجودية في قمة تجليها الأقصى في قولٍ موجز على لسان “المسخ”- الذي هو، كما يحدثني حدسي، النور نفسه– فالإنسان فيها مقذوف في هذا العالم لم يختر أن يوجد ولكنه وحده مسؤول عن اختيار مواقفه وأسلوب حياته وماهيته في هذا الوجود، فهو يوجد أوّلاً– مقذوفاً مهجوراً ووحيداً في هذا العالم– ثمّ عليه وحده بعدَ ذلكَ مواجهة الاختيار الخاص لقيمه فهو باذرُ حقل أقداره:-
أنا أحيا
أعانقُ معضلات القذفِ من أبوينِ لم أختَرْ
أُبارُكُ جمعَ كونهما لكي أُوجَدْ
أتدرِكُ أنني أغتالَ لعنةَ كونيَ العرفيَّ أبذُرُ
حقلَ أقداري؟
ويتبدّى قلق الاختيار الوجودي– القلق الناجم عن هم الشعور بأنّكَ وحدَكَ تختار، لا لنفسكَ فقط بل للآخرين جميعاً- في تجلِّيه الأقصى في قصيدة “عزف منفرد– غناء للعشب والزهرة”:-
وفضولي يجرح المستورَ من مُقبِلِ همِّي
ويكونُ الهمُّ إثباتَ وجودي
وهنا القلق الوجودي، قلق الاختيار، ففيه الهم، هم الاختيار، هم حمل المسؤولية المطلقة للحرية الفردية المطلقة، فالحرية الوجودية– في شوفِ السّارترية– هي ليست ميزةً للإنسان ولا هدية تُهدى إليه وليست فوضى عفوية تجري في سهولة عفوية مبتهجة وليست حرية اللاّمبالاة “حرية عدم الاكتراث” كما أساء فهمها كثيرون فانقلبت الوجودية عندهم فلسفةً لتبرير اللاّ أخلاقي واللاّ إنساني واتخذها ضيّقو الأفق العابثون الماجنون شعاراً لإخفاءِ سوءاتهم وعريهم الفاضح، عري شهواتهم “الطينية السُّفلَى”. الحرية إذاً– عند الوجودية– هي نسيج الوجود ذاته وهي عبء يُلقى على كاهلِ الإنسان “فالإنسان مفروضةٌ عليه الحرّيّة” ولذا يكون القلق الذي فيه “الهمُّ إثباتُ الوجود” فـ”الهمُّ إثباتُ وجودي” يُشيرُ بها النور إلى القلق الوجودي الهائل الذي يتلازم مع الاختيار، يتلازم مع همِّ أن تختارَ دربَ وجودك لوحدك، فأنتَ مهجورٌ وليس هناكَ (آخر) يهمه شأنك وليس هناك– في هذه الرّؤيا– “قوى غيبية” ترعاكَ بعنايتها الخالدة؛ ليسَ سوى أنتَ وحرّيّتك المرعبة وهمك المحرق الذي به يكون إثباتُ وجودك .. والاختيار هنا ليس لكَ فقط، بل للآخرينَ جميعاً.
6. الخلاص في الأدب :-
وكما يرى جون بول سارتر في رواية “الغثيان” أنّ الخلاصَ أو “التّطهُّر” من الرؤيا العبثية أو اللاّجدوى ولا معنى الوجود أو الحالة التي نرى فيها العالم “مجرّد أشياء منسابة بلا معنى”، التي تضعنا فيها روايته (الغثيان)، يكن، كما في واعيةِ بطلِ روايته إياها “روكانتان”، في الخلقِ الأدبيِّ، في الخيالِ الخالق، يرى النور عثمان، كذلكَ، أنّ الفنَّ مَنْفَذٌ للخلاصِ من أزمنةِ الغثيان “الامِّحاق الوجودي إزاءَ “مادّيّة” العالم، بالأحرى”. ذلكم في مقطعٍ رائعِ النّغم والمعنى:-
روعةُ الفنِّ الأصيل
أن يُحيلَ العفنَ الجّاري مناراتٍ قمم
ربِّ هبني تاجَ عِرْيٍ، خلِّني أُفني لذاذاتي
أُغَنِّي
سِفْرَ تكوينٍ جديد– قصيدة “الكفن الأخضر”– صحو الكلمات المنسيّة.
ونجد تمجيداً للخلق وللخيال الخالق، للإبداع، وهذا عنصرُ أُلوهةٍ في الفردِ البشريِّ، في قصيدة “صحو الكلمات المنسية” فهو يحتفلُ فيها بالفنان في لغةٍ يتوهّجُ بها القلبُ شعوراً– كشأنِ لغةِ شعرِهِ عموماً والتي تُوقظُ فيَّ حياةَ شعوري في توهجها الأقصى– فيغدو الفنان عنده هناك هو من “يعرفُ، يخلقُ، يُبدِعُ” وكما المملوءُ بإرادةِ صنع العالمِ من بدءٍ، من لاشيء.
والمقابلُ لمقطعَ “روعة الفنِّ الأصيل .. الخ .. الخ ..”، وربّما المقترب منه حتى في صورةِ صياغته، في ديوان غناء للعشب والزهرة – قصيدة “سرطان الذي قيلَ عنّي” يقولُ:-
روعةُ الوجدِ أن يمُدَّ بصيصاً
من لُدَنِّ بهرةِ الوجودِ ليُذكي
فورةَ الخلقِ في خريفِ البريّة
وآخراً ……
لعلّي قد كشفتُ بعضاً من استبصارات الشاعر الذي “يُغنّي الذّات والحضارة” وللآخرين حقُّ التنبيه لما غابَ عنّي من نماذج لها أو نفيها بما قد يعنُّ لهم مما لا يُوافقها من رؤيً أو صياغات.
عسي هذه الكتابة النقدية المتخصصة تعبر عن راي تخدم طرحك
وسوف أعود شغال ومشغول بس ربك يدي العافية
|
|
  
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال عباس وبشاشة وبعض الجمهورين حول الوجود والوجودية | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 05:25 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 05:30 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 05:34 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 05:39 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 05:43 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 05:53 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 06:21 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 06:21 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | Abureesh | 07-15-21, 06:25 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 06:41 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | Abureesh | 07-15-21, 06:54 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 07:13 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 09:29 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 09:37 AM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | Osman Musa | 07-15-21, 01:42 PM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | زهير عثمان حمد | 07-15-21, 04:16 PM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | علاء سيداحمد | 07-15-21, 05:59 PM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | osama elkhawad | 07-15-21, 09:08 PM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 10:11 PM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 10:15 PM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 10:18 PM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 10:44 PM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 11:12 PM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-15-21, 11:30 PM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | يحي قباني | 07-15-21, 11:30 PM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | Abureesh | 07-15-21, 11:55 PM |
| Re: ارغب في ورطة حوارية مع اسامة الخواض وكمال | بدر الدين الأمير | 07-16-21, 01:18 AM |
|
| |
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست