هبَّيتْو ما《هَبَّاني》

● و أما إذا دار محور السؤال عما
تجري عليه سيرتنا في مهاجر الدنيا ، و
باعنا فيها طويل بحيث يربو على نيفٍ و ثلث القرن،
فلو شئت لحدثناك ولا حرج بما يندى له جبينك عما آلت إليه
أمورنا هناك. ملاحظاتنا هذه لا جديد فيها لسبب بسيط هو تماهيها
مع نداء فطرة الله التي فطر الناس عليها . و صدقني يا صاح أن ما تأباه
و تأنف منه النفس البشرية و يحيك فبها سواء أكانت في الجاهلية الأولى
أو قرون سلفنا الصالح أو حتى كان في عصر جاهليتنا الراهنة, فهو الشيء
نفسه. بل حتى إن البهائم لربما تستقبح كثيراً مما يأتي به بعضنا من سلوك
لكنها تكف ألسنتها عنا فقط لفقدانها خاصية النطق . ما تقدم ذكره من أنماط
ناشزة و نماذج مخزية يندى لها جبين الصخر و يشيب ذقن الوليد، إنما
هي قيض من فيض و عينات مخبرية تشي بوجود نار تحت الرماد
و يُخشى أن تفشو في شريحة واشعة من المجتمع. أما هؤلاء
فلا عليك منهم. إنهم مصابون بوساس قسري و رهاب
فكري يسمونه وهابية و سلفية جهادية دواعشية
يتخذون منها مشاجب لتعليق مخازيهم.
و لتمرير بعضٍ من مآربهم ، ليس إلا!
***********************