هبَّيتْو ما《هَبَّاني》

《يتحرشن و هن الشاكيات!!!《
كان الأمر كذلك في حالة امرأة عزيز مصر
التي استغلت منصبها و جاهها في مجازفةٍ يائسةٍ للإيقاع
بذلك الفتى الطاهر ابن الأطهار ، و الذي ثبته ربه على الحق و
صرف عنه كيدهن. يقول المولى عز وجل:{ولقد همت به و هم بها
لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا
المخلصين } . و اختلفت أقوال المفسرين في هذا المقام وقد رأت وطائفة
من السلف أن المراد بهمه بها خطَرات حديث النفس . قال رسول الله صلى
الله عليه و سلم يقول الله تعالى: (إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة
فإن هو عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها و إن هم بسيئة فلم يعملها فاكتبوها
حسنة فإنما تركها من جرائي فإن عملها فاكتبوها بمثلها . و قيل : هم بضربها
و قيل تمناها زوجة.و قيل:هم بها لولا أن رأى برهان ربه أي لميهم بها أصلاً
و لعل في هذا القول نظرٌ من حيث العربية حكاه ابن جرير وغيره و أما
البرهان الذي رآه ففيه أقوال أيضاً، منها أن يوسف قد رأى صورة أبيه
يعقوب عاضا على أصبعه بفمه وقيل عنه في رواية فضرب في صدر
يوسف. وقيل: رأى خيال سيده الملك حين دنا من الباب فرفع
يوسف رأسه إلى سقف البيت فإذا كتاب في حائط البيت "
لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتا و ساء سبيلا ".

● و الأقرب إلى الصواب أن يقال إنه رأى آية من آيات الله
لتصرفه عما كان هم به و جائز أن يكون صورة يعقوب و جائز
أن يكون صورة الملك. و لا حجة قاطعة على تعيين شيء من ذلك
فالصواب أن يطلق كما قال الله تعالى: "كذلك لنصرف عنه السوء
والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين"أي من المجتبين المطهرين
المختارين المصطفَين الأخيار صلوات الله و سلامه عليه.