هبَّيتْو ما《هَبَّاني》

☆ و لعله حريٌّ بنا أن نستعدعيَ هنا
طرفاً من حديث شائقٍ و شفيفٍ لصديق قديم
يستحق عليه أوسكاراً بل نوط جدارة في جرأة الطرح
و سداد الرأي في زمانٍ بات أسلم ما فيه أن تمسك عليك لسانك،
و لتبكِ على خطيئتك، و ليسعك بيتك. كان ذلك فيما يشبه حجراً ألقي
به في لجة بركة آسنة.. تجاوزنا فبه مؤامرة تحرشنا ضد النساء، بصفتها قضية
قد تم قتلها لتاً و عجناً فسنت لها قوانينُ و وُضِعت مواثيقُ. و جاء أخونا ليقرع ناقوس
الخطر من أزمة كارثيةٍ موازيةٍ هي تحرش الأناتي بالفحول ، النسوة بالرجال و الفتيات
بالصبية القُصَّر. و لعل الظاهرة ليست بجديدةً لننحي باللائمة عنها على جيل اليوم حيث
نسمع كثيراً و نقرأ عن صرخات موضاتٍ نسائيةٍ تحمل ملصقات خادشة للحياء من قبيل:
(إظهار رقم)، (أوصف ليك بيتنا)، (فصل الدين عن الدولة)، (شطفني من ورا)، (أديني
حقنة) ودردقني في النجيلة، من أسماء ما أنزل الله بها من سلطان و يندى لها جبين
المردة من عفاريت الجن و (بنـــات إبليس)، و المفروض أنهم مقرنين بالأصفاد
الأن مع حظر التبول بزمان الكورونة ، و منذ رمضان و بقية الأشهر الحُرُم.

* تقليعاتٌ ماأنزل الله بها من سلطان ، و تشيب لها ذقون الولدان .
بل كان ذلك حاضراً منذ أزمنة غابرة في أمم كانت تحكمها أعرافٌ بائدةٌ
منذ عهد امرأة العزيز و صويحباتها ، كخلفية تاريخية . اليوم يمارس التحرش
نسوياُ بامتياز و على عينك يا تاجر و في رابعات النهار و بصورٍ و أفانينَ و محفزاتٍ
و مشهياتٍ و مقبلاتٍ و تقنيات تحشر إبليس و قبيله في (فتيل) من أمرهم.مما يمكن
تسميته (زنا زينة المراة العصرية) يبدأً بعطورات قد يجد القوم ريحها من مسيرة يوم
و ضحوة و ملابس من موضة (بابا سامح لي) ضيقة بحيث يتطلب لبسها و مصلها
الاستعانة بصديق او خادمٍ و بمزلقات كالزيوت و رغوة الصابون الواحد المانا لاقينو
لي كرونة ) ، مما قد يبشر بفتح أبواب رزق و سوق عمل لوظائف لبيسة و مِلِيصة.

● يقودنا هذا إلى البحث عمن يكون الضحية و من الجلاد؟! و إذا عبثاً سلمنا
بأن للتحرش قطبين: موجباً و سالباً على غرار مصطلح مدخناتية ، فأيهما أخطر؟
هل هو التحرش الذكوري التقليدي البواح؟ أم هو ذاك القاتل الخفي الأملس كنعومة
رؤوس الأفاعى؟.إن نظرةعامة في كل الطرقات و المرافق العامة لكافية لتجعلنا
نعيد النظر ثم نرجع البصر كرتين حول تعريفنا السطحي للتحرش و المتأثر
جداً بجملة ضغوطاتٍ جمةٍ تندرج بكل سهولةٍ تحت بنود حرية شخصية
و حرية معتقدٍ و تعبير النساء عما ظهر و ما لطن من مفاتن زينتهن!
**************************
و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ