هبَّيتْو ما《هَبَّاني》

¶ لسنا نجهل ازدواجية معايير المجتمع في نظرته للذكر
و الأنثى. لكن أحكام الشرع جاءت قاطعةً في صبت جل
محاذيرها مغلظةً لمنع تحرش المرأة بالرجل.و ليس العكس
صحيحاً بالضرورة !! و لقد بيتت الآيات أن تحرش فحلّ
بأنثى قد لا يعدو كونه ردَّ فعلٍ لتحرش المرأة به. يقول
المولى: « يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَ بَنَاتِكَ وَ نِسَاء
الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن
يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا»

● ذلك أدنى أن يعرفن ؛ أي بالستر و خفض الصوت
و الحجاب فلا يتعرض لهن أحد بالأذى. لأن تعرض الرجل
هو ردة فعل على تحرش المرأة ودعوتها له و استثارته.

¶ بل إن الله سبحانه و تعالى يقول في ذات سورة الأحزاب . ُ « فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ
فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ».إذاً فمجرد الخضوع بالقول هو وظيفةٌ فاتنةٌ من وظائف
الجسد يمكن أن تستخدمها المرأة للتحرش بالرجل إشارةٌ مرور تصدر من المرأة للرجل.

¶ إذن، فالتعرض بأية عوامل تعرية للمفاتن إنما هو إشارة مرور خضراء ؛
فيما الحجاب و النقاب إشارات مرورٍ حمراء.و الأمر إذن لا يحتاج إلى عبقرية
ذكاءٍ خارقٍ و لا دروس عصر لتعلم أن آثار التجني من الرجال على حرمات النساء
لا يساوي 1% من تفعله أفاعيل نظرات إ" العُيونَ الَّتي في طَرفِها حَوَرٌ قَتَلنَنا ثُمَّ
لَم يُحيِينَ قَتلانا..يَصرَعنَ ذا اللُبَّ حَتّى لا حِراكَ بِهِوَهُنَّ أَضعَفُ خَلقِ اللَهِ أَركاناً.

¶ بل إن القرآن حكى لنا أشهر حادثة تحرش شهدها تاريخ البشرية ،و ذلك
عندما تعرضت امرأة ذات جمالٍ و حسب و جاه و زوجها عزيز مصر، لنبي من
أنبياء الله هو سيدنا يوسف«وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ
وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ..» و هذه لم تقف عند مجرد التعرض لأنه كان في بيتها. على أن
مجرد التعرض ربما كان أمره أهون. ولكنها لما لم تجد تجاوباً من شابٍّ ذي وسامةٍ
لا تُقاوم ادى أنثى ممحونة و ساخنةً للأكل .. لذا فاحتاجت إلى الانتقال إلى طورٍ
أخطر من التحرش.. إلى عرض بضاعتها على الفراش:( هيت لك ) بعد ما غلقت
الأبواب و هيأت الأجواء. بل تعدى الأمر إلى مجازفة اغتصابه عنوةً و اقتدراً حتى
قدت قميصه من دبرٍ جراءَ عزمنا و إصراىها على أن تنال منه ولكن هيهات.

¶هذا علماً بأنه إذا أرادت بغلةً أن تستميل بعلها إذا رأت منه نشوزاً أو
إعراضاً، فإنها تعرف من أين تأكل كلا كتفيه! و حتماً سوف لن تغلبها حيلةٌ
لإغوائه له بنوعٍ من التحرش الناعم ولكنه [عنفٌ منزليٌّ] حميدٌ و مشروعٌ.