هبَّيتْو ما《هَبَّاني》

● الشاهد: لقد قبلت الفتاة التحدي و راحت
لترمي لحمها و شحمها أمام راحلة السلطان الذي
دُهِش لمنظرها فترجل عن صهوة فرسه و هُرِع
نحوها و أفاقها بنفسه ثم أمر بتوصيلها إلي دار
ذويها عائدةً أدراجها هكذا بخفَي حٌنينٍ، حمداً لله
{وَرَدَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُواْ خَيْرًا ۚ وَكَفَى
ٱللَّهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْقِتَالَ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا}

● ثم طلبت الأم منها أن تفعل الشيء نفسه فى اليوم
التالى مباشرتن كشأن صاحبة سوابقَ حين تُعاود الكرة
كرتين إلى أول مسرحٍ لاقترافها أولى جرائمها ففعلت و
لكن السلطان تجاهلها هذه المرة و لم يلقِ لها بالاً. فهرول
وزيره إليها و أفاقها ثم أوكل أمرها لقائد الحرس.

● و فى يومٍ ثالثٍ ذهبت الفتاة كما يرجع كلبٌ ضالٌّ
ليلغ في قيئه، و لتُلقي بنفسها أمام موكب الوزير و الذي
شاح عنها بوجهه ولم يلتف إليها؛ و تلقفها قائد الحرس ؛

●ثم فى يومها الرابع أفاقها أحد الأفراد من كاقم الحراسة
و تشريفات المراسم ، لأن قائده لم يلقِ لها بالاً هذه المرة.

●و فى يومٍ خامسٍ أفاقها أحدالمارة من سواد الناس.
● و فى يومٍ سادسٍ لم يعرها الناس اهتماماً، بل
أزاحوها بأرجلهم كالفطبس عن قارعة الطريق إلى
جانب الرصيف ليفيقها أحد المتسولين هنالك.

●ثم إلى أن جاء يومٌ سابعة الأثافي حيث لم تجد
إلا كلباً يلحس وجنتيها بلسانه و يجرها بعيداً إلى
حيث يحثو عليها التراب(و لعله حسبها جيفةً رمةً).

●فقالت لها الأم: الآن حصحص الحق. و أيم الله
لو بقيت على منوالها ذاك لهان أمر زلابيتها حتى
يعافها ثم يُبزِّغ فوق جتها الضبان تبع االيان!!!

● إذن، هكذا يكون شأن و مآل من تبتذل كرامتها لتسقط
فى حضيض حبائل الرذيلة، يتناولها الشريف ثم يرفسهاجانباً
لمن هو أدنى، لتظل تتقاذفها الأحضان من خسيس إلى أخس و ألعن.
حتى تصبح يوماً سلعةً رخيصةً لكلاب السكك الضالة. مع ملاحظة أنها
لن تعدم أبداً من سيتحرش بها على علاتها ؛ لكون لكل ساقطة لاقطة؛
و لكل فولة مسوسةٍ مدودةٍ مخستكة كيالٌ أعورُ [ليأكلها].