نحن مهاجرون!

Quote: نعم نحن مهاجرون. لا أدري لماذا انحرف البوست. نحن مهاجرون ولا يحق لنا أن نجعل أطفالنا المولودين في ديارٍ أخرى مهاجرين مثلنا. هؤلاء الأطفال نشأوا في بيئة مختلفة؛ بيئة فيها ما لم نكن نحلم به. حصلت مشكل لا تُحصى للمهاجرين السودانيين، لأنهم لم يُهاجروا وهم على بيّنة من الغرض من هجرتهم، على عكس الشوام أو حتى اليمنيين الذين هاجروا منذ القرن التاسع عشر وكانوا عارفين عايزين يعملوا شنو. نحن هاجرنا وكثيرٌ منّا لا يعلم ماذا يريد، ومنّا من هاجر بأبنائه ومنّا من تزوّج وأنجب في بلاد المهجر. ويبدو لي أن انعدام الهدف الأساسي للهجرة جعل الآباء يجبرون أبناءهم على ما تربوا هم عليه، حتى الأبناء الذين وُلدوا في بلاد المهجر، وهذا جُرْم لا يدانيه جُرْم في حق الأبناء. لا ينبغي أن يرمي الآباء بمشاكلهم التربوية على الأبناء، لأن النتيجة ستكون أبناء مشوّهين ومشوّشين فكرياً، مثل أبنائنا الذين انضموا لداعش وهم طلّاب في جامعة مامون حميدة. علينا ترك الأبناء يختارون حياتهم بأنفسهم، مع مراقبة تصرفاتهم بعقلية منفتحة ومتفهِّمة لواقعهم. توجد مشكلة حقيقية يا إخوة. الآباء المهاجرون يغصبون أطفالهم على الاقتداء بأشياء لا علاقة لهم بها، سواء أكانت روحية أو اجتماعية، وهذا إجرام في حقهم. الهاديهو الله براه بيهتدي. لكن على كل مهاجر أن يقنع نفسه أنه لم يعد سودانياً كامل الدسم وعليه أن يُبعِد عياله من مشاكله وعوارتو وغباينو السودانية القديمة. العيال ديل ما عندهم علاقة بيها.