نحن مهاجرون!

Quote: صراحةً كنت من زمان قنعان من أي أمل في السودان قبل خروجي منه ... وخرجت منه منذ بداية تسعيانيات القرن العشرين ... لكنه ما زال عالقاً بي وفي ذهني. أنا ما عندي فيه أي شيء ولا أمل. لكن برضو المربا كتّال، والمربا تُرْبة (لن تتخلص من ذكرى الربوع التي تربيت فيها). ما بقدر أنساه وما بقدر أشوفو وهو ماشي حاتل في لُجّة مجهولة. السودانيون الذين هاجروا إلى بلادٍ أخرى مفروض يحاولوا يندمجوا من دون أي حساسيات، ولا بد أن يندمجوا ويتعايشوا مع واقعهم الجديد ويفسحوا الطريق لأبنائهم عشان ما يشعروا أنهم مختلفين في البلد الذي وُلِدوا فيه. لازم يندمجوا تماماً، والنظام في تلك الدول يسمح لهم بممارسة شعائرهم، بشرط ألّا يخالفوا القانون. باختصار ... لا بد من التخلي عن "العوارة" ولا بد من الانسجام مع مجتمعك الجديد. أنا أملي حتى الآن منقطع في أن السودان يصبح بلد زيو وزي البلدان الأخرى. الاندماج واجب يا حاج بريمة ... وإلا سيواجه المهاجرون السودانيون مشاكل لم نعرفها في السودان، بسبب العباطة والعوارة. وفي بالي حوادث كثيرة حصلت في بلاد المهجر ما ليها أي تفسير غير هزة نفسية عميقة بسبب تمسُّك الشخص المهاجر بمبادئ ما كان له أن يهاجر أصلاً إذا كان متمسّكاً بها لهذه الدرجة المَرَضِيََة.