تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف الله .. و محمد دمونة و بداية انهيار التعليم ..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-13-2024, 10:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2021, 06:15 PM

يحي قباني
<aيحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف � (Re: يحي قباني)

    اسف للاطالة في سرد سيرة الراحل الاستاذ هاشم ضيف الله .. و لكن من عجائب الزمان في السودان
    ان مربي الاجيال و معلمهم .. و رائد التعليم في السودان في الاربعينيات و الخمسينيات .. يعيش حتى يرى انهيار التعليم امام عينيه ..
    .........

    أما قصتي فقد بدأت في العام 1969-1970 في مدرسة الخرطوم شرق الابتدائية ..
    لم التحق بالخرطوم شرق الابتدائية الا في السنة الرابعه فقبلها كنا نسكن امدرمان و بحري و قبلها في مدني
    فدرست السنة الاولى الأولية في مدني الشرقية .. ثم سنتين في المساكن الشعبية بحري .. ثم انتقلنا لود ارو .. و لكني التحقت بالخرطوم شرق
    ظنا من والدي رحمه الله ان منزلنا بالخرطوم سيخليه المستأجر .. فاراد ابي الا اكثر من التنقل في المدارس فالحقني بالخرطوم شرق الابتدائية .. و ظللت آتي لها لمدة سنتين كاملتين من ود أرو ..
    و كان ظنه ايضا انها سنة واحده السنة الرابعة اوليه بعدها سأنتقل الى الوسطي .. و لكن اتى محي الدين صابر بسلمه التعليمي .. فمكثنا سنتين الخامسة و السادسة بالخرطوم شرق ..

    كنا شعبتين .. رابعة غرب (فصلي ) و رابعة شرق .. وواصنا هكذا الخامسة و السادسة الى امتحنا الشهادة الابتدائية و انتقلنا الى الخرطوم الاميرية ..

    كنت انا في شعبة غرب .. و كان معنا في المدرسة ابناء الاستاذ الاشهر المعلم الرياضي هاشم ضيف الله .. احمد و امين هاشم .. كانوا في نفس السنة ..
    كان احمد معي في غرب و كان امين في شرق ..
    كان امين هاشم هادئا جدا حد الصمت .. اما احمد فكان اكثر حيوه من امين و كان له اهتمام بأشياء كثيرة خارج المنهج و وقتها كان ذلك من الممنوعات ..
    رغم ان هناك كانت حصة الاعمال .. و الزراعة و لكنها كانت مهملة و لم يكن هناك اساتذة مؤهلين لذلك ..
    اذكر ان كان معنا الفنان أمير شفيق شوقي .. رسام حقيقي .. لم تنتبه له المدرسة بل عوقب كثيرا لانه كان يرسم على يده و ايادي الطلبه و قمصانهم ..

    احمد كان قريبا مني .. وكنت احب السماع لقصصه و كان يتحدث عن اشياء كانت اكبر من سننا وقتها و لكن اعتقد انه كان مستمع جيد لوالده ..
    و كان منفذه المدرسة و الزملاء لاخراج ما يسمعه .. و كانت حصة الفطور عبارة عن ندوة مصغره حول صحن الفول ..

    في السنة السادسة .. و الحازمة (سنة الشهادة) .. تبدلت احوال احمد هاشم .. اصبح اكثر صمتا و اشبه ما يكون بشقيقة امين ..
    كان لا يشاركنا حصة الفطور .. و اهمل كثيرا في التركيز في الدراسة .. وهو كان من المبرزين ..
    اكثر ما كان ملاحظ ..هو اختفاءه من حصة الفطور .. و حضوره احيانا متأخرا للحصة الثالثة .. و كان نصيبه التوبيخ و العقاب ..
    الا ان جاء ذلك اليوم التاريخي في نظري .. و رغم تاريخيته .. كان هو نفسه اليوم المأساوي في حياتي و الذي ركز في ذاكرتي حتى يومنا هذا ..
    و اصبح كالكابوس .. لا انساه ابداً ..

    جاء احمد المدرسة مبكرا على غير عادته مؤخرا .. و كان متحمسا لشئ ما ..
    قبل نهاية جرس الحصة الثانية .. قال لي .. انتظر.. لا تذهب الى الفطور فأريد ان اريك شيئا ..!!!

    كانت مساحة المدرسة كبيره جدا .. بابها يفتح من جهة الغرب مقابل السوق و فندق أراك لاحقا ..
    و من الغرب كان يفصل بينها و بين شارع القصر و كالة فكتوريا للسفر و السياحة لاصحابها فكتور و حنا عبد المسيح .. (شارع القصر كان اسمه شارع فكتوريا منسوبا للملكة فكتوريا و تغير اسمه الى القصر بعد الاستقلال)

    كانت الفصول تقع في الجانب الشمالي بعد عبور الحوش الاساسي الذي نفطر فيه و نقيم الجمعيات الادبية .. و الالعاب الرياضية .. و كانت مكاتب المدرسين في الجهة الجنوبية ..
    و كانت المدرسة ذات سعة اكبر من عدد الطلبة .. فكانت هناك فصول في نهاية المدرسة بالقرب من وكالة فكتوريا .. كان بعضها مخصصا لحصص الفنون و الاعمال .. و كان هناك حديقة لاعمال الفلاحة ..
    و لكن كل ذلك انتهى و نحن في السنة الخامسة .. و كأن سلم محي الدين صابر و عهد النميري قد اعلنا بداية النهاية للتعليم في السودان .. فاصبحت تلك المنطقة عباره عن حوش مهمل و منطقة مهجوره .. و مخزن للمهملات و اصبح نسيا منسيا لكل الطلبة و المدرسين ..
    لا يقرب تلك المنطقة الا العمال حينما يتم تبديل كنب جديد او مكاتب للمدرسين .. فيحملوا القديم و يقذف باهمال في تلك المنطقة المهجورة .. فاصبحت لا ترى الا اكوام المكاتب و الكنب ..

    قلت لأحمد ..
    خير يا زول .. انت ليك فترة ما بتتكلم اصلا .. في شنو ما قادر انتظر !!
    قال .. خلي الجرس يضرب .. امشي مع الناس الفطور .. و بعد عشره دقايق تعال لي في فصل الفنون الزمان !!!

    لم اصبر .. و لكن انتظرت اقل قليلا من العشر دقايق و انسحبت و توجهت الى المنطقة المهجورة .. و تسللت من خلال اكوام الخشب المهمل .. و هياكل الحديد الصدئة التي كانت تحمل الادراج ..
    و دخلت الي فصل الفنون .. و اذا بي ارى العجب العجاب ..

    قاطرة بعرباتها .. تمشي على قضبان .. و ضعها احمد هاشم على شكل دائره كبيره يحرك احمد القطار بمجرد كبسة .. و على ظهر القاطرة بطاريات افريدي الشهيره و القاطرة تكاد تقول انها قطار المستقبل !!

    انعقد لساني .. و ظللت انظر و ابتسم .. ففي داخل ما زال طفولة تعجب باي العاب .. و امامي مخترع .. وهو في سن الثانية عشر من العمر !!!

    و احمد يبتسم .. و هنا حكى لي انه قام ببناء القطار كاملا من مهملات المدرسة .. و كان سبب اختفاءه الدائم هو العمل اليومي لبناء ذلك القطار ..

    كنت فرحا لان لي صديق الان سيسصبح حديث المدرسة .. و فرحا اكثر انني اول من سره بذلك الاختراع العظيم ..

    وهنا قلت لاحمد .. لابد من اعلان هذا العمل الجبار و اخراجه من السر ..

    و قررنا ان ان نقوم بنقله فورا الى برندة فصل السادسة غرب .. حتى يراه الكل قبل الدخول الى الحصة الثالثة ..

    و بالفعل قام احمد باعادة تركيبه و تشغيله و التف الطلبه حوله .. و علت الاصوات و الهتافات ..

    و كانت الصدمة الكبرى ..

    جاء احد المدرسين .. و قام بمصادرة القطار .. و اخده بطريقة مهملة .. و انكسر منه ما انكسر ..
    و عوقب احمد هاشم على اهماله في دروسه .. و استغلاله لمواد تخص المدرسة .. و مات المشروع و مات الحلم .. و ماتت احلام المخترع الصغير احمد هاشم ..

    تلك اخوتي قصتي الأولى ..

    سأعود الى قصتي المأساوية التاني .. عن الزميل النجيب محمد دمونة اسماعيل ..






                  

العنوان الكاتب Date
تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف الله .. و محمد دمونة و بداية انهيار التعليم .. يحي قباني04-24-21, 06:14 PM
  Re: تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف � يحي قباني04-24-21, 06:15 PM
    Re: تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف � يحي قباني04-24-21, 06:18 PM
      Re: تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف � يحي قباني04-24-21, 06:20 PM
        Re: تاريخ هاشم ضيف الله و مأساة احمد هاشم ضيف � عبدالله عثمان04-24-21, 06:58 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de