|
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� (Re: عبدالله عثمان)
|
في رثاء حامد موسى مراهد، أوثر أن أنقل ما سطره الأخوين عبدالمنعم خليفة خوجلي و طارق الشيخ سلامة.. كتب عبدالمنعم خليفة خوجلي نسال الله الرحمة والمغفرة والرضوان للاخ حامد مراهد; وان يجعل البركة في أسرته، وان يلهمهم الصبر على فراقه. برحيل حامد موسى مراهد نفتقد أخا ودودا وصديقا وفيا وأديباً ومثقفا وطنيا عميق المعرفة ومؤرخا مرموقا. واحد حراس اللغة الانجليزية في السودان. تمتع الراحل العزيز بحب مستحق من مواطني مدينة الابيض الذين ظل يبادلهم اللطف والدعابة والتقدير . واليوم تفتقد مدينتنا احد اعلامها وابنائها البررة. صادق العزاء لزوجته وابنتيه وللإخوان دكتور عبد الحميد وصلاح ومحمد عبده الزبير ولجميع أفراد الاسرة والاهل والاصدقاء.
ثم كتب طارق الشيخ سلامة بقلمه الجميل ما قد يتوارد بذهننا أن نكتبه عن تلك اللقاءات الأسبوعية التي كانت تجمعنا ظهر كل جمعة عقب الصلاة في منزل أخينا بابكر عيسى بالدوحة والتي تطربنا فيها أحاديث حامد. يقول طارق: "ياحزن وحياة حزنك ماعرفتك، كنك مغير مشيتك" مرة أخرى ضربت الكورونا واقتطفت منا وردة رائعة في حقل الإنسانية المعطاء . غاب عنا الصديق الجميل حامد موسى مراهد بعد صراع نبيل مع العدو المتخفي، وانطوت صفحة لإنسان نادر محب للناس والخير والتقدم . فقدنا فيه الصديق المثقف والذاكرة المتقدة التي تشع معرفة وحكايات جميلة لاتنتهي ولاتنقطع. حكايات عن الناس ومعايشهم ومكابدتهم، وحياتهم الجميلة بكل ماتذخر به من مفارقات وطرائف، وماتذخر به من محبة وجمال وبدرجة تشتهي معها أن تكون أنت واحدا من هذه الشخصيات. حامد وحكاياته التي كنت أجد متعة كبيرة وأنا أتابع سرده المدهش في جلساتنا ببيت الصديق بابكر عيسى. حكاياته التي يحفظها بذهن صاف، تنساب مرتبة جذلة، عارفا بشخوصها معايشا للكثير منهم، تشدك حكاياته أو قل انه تاريخ للناس في حركتهم وتفاعلاتهم مع تيارات الحياة صعودا وهبوطا. ذاكرة تسرد أدق التفاصيل لكثير من الأحداث والناس وأصولهم من أين جاءوا الى هذه المنطقة أو تلك في الأبيض أو بارا أو أمدرمان. يحكي حامد فلا تملك الا أن تنصت باهتمام وذهن حاضر وهو يسرد بتفصيل دقيق تاريخ الناس في ترحالهم في فرحهم وترحهم. حينما يتكلم حامد فأنت لا تملك الا ان تلوذ بالصمت التام فأنت في حضرة حكواتي عتيد ملم بالتواريخ راصدا لحياة الناس من حوله بصورة مدهشة. جميل الكلام، عفيف اللسان، فصيح البيان وإنسان . حينما يحكي لي عن أيام سكنه مع صديقه الموسيقار جمعة جابر وحياته في الموردة كنت أشعر من خلاله كم كان موهوبا وعبقريا ومناضلا جمعة جابر . وفي كل مرة كنت أختم حديثي اليه لماذا لاتفرغ هذه الذاكرة بسرديات طاعمة بنكهة كردفانية وكانك تلتهم وجبة فراخ شهية من صنع إمرأة من كردفان أو تخوم دارفور . حكينا مرة عن فاطمة تلك الكردفانية التي نجحت في نقل براعتها في طهي الفراخ على الطريقة الكردفانية الى السمك لتدير واحدا من أهم وانجح مطاعم السمك الفاخر في أبوظبي . حامد موسى صديق آخر يقضي ويفارقنا في هذه الحرب العالمية غير المسبوقة في التاريخ البشري . عدو اختار أن يكون متخفيا ويجعل من كل قارات العالم ساحة لحرب مفتوحة لكانها تختار ضحاياها من خيار خيارنا. في المرة الأخيرة لمكالماتنا التي تطول على الهاتف وتتنقل من موضوع عام وهموم الوطن الى الخاص وتواصل الناس وكيف حرمتنا الكورونا من جميل لقاءات كل جمعة في حضرة الأستاذ بابكر عيسى فأنت في لحظة تغوص في هموم السودان وتقلبات أحواله وأهوال أخباره، وتارة أنت كردفاني متعلق بتنمية كردفان وما أكثرها من مبادرات . في حضرة أبو عيسى تستمع الى قصص وأسماء وتواريخ كردفانية تمتد من خور القبة الى قباب الصالحين فتتفرع منها رحلة في الأنساب والبيوتات في الأبيض، وفجاة تغوص في عوالم تاريخ الأبيض الممتد والمختلط ببارا وأهلها. تأخذك الموسيقى فتسمع من حامد والأمين عبدالرحمن وشيخ مطربي آل الفحيل عمر الفحيل بذاكرة مدهشة في استحضار جميل الأشعار وجميل أغاني وشعراء فتحس بأنك فعلا تحت شجرة حراز كبيرة متمهلة في فرد أغصانها او انك تستظل بشجرة مانجو عملاقة في حدائق البان جديد . في حديث لحامد فيه اسهام مشرق ونضير . هو حديث في الفن لحامد فيه ذكريات عطرة وحديث عن مدينته المحبوبة الأبيض فهو حافظ لتاريخ وحركة وحياة الناس من تجار سودانيين أو شوام أو أغاريق . حامد ياحزن الغنا، تبكيك كردفان بعليل نسائمها، وتشهد التبلديات الباسقات كم كنت وفيا لأهل كردفان نشرا للوعي والمعرفة. لكأني بك في مكتبك الأنيق في المكتبة البريطانية في الحي البريطاني بالأبيض. تفرد أشجار الحراز ظلها ممتدا في عز الهجير ليستجم أهل اللواري العائدة من صحاري كردفان. حامد لك في الذاكرة محبة فالترقد بسلام ولتهنأ روحك بما قدمت من إنسانية ووعي فالجميع لك محب يبكي الفراق .. وانا كمان .. وداعا صديقي حامد ..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مراهد | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-16-21, 09:15 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-16-21, 09:20 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبدالله عثمان | 04-16-21, 09:37 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | Yasir Elsharif | 04-16-21, 09:48 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-16-21, 10:19 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبدالمنعم الطيب حسن | 04-16-21, 11:11 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | ABUHUSSEIN | 04-16-21, 12:15 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | elhilayla | 04-16-21, 01:39 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | HAIDER ALZAIN | 04-16-21, 01:50 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-16-21, 02:54 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | Osman Musa | 04-16-21, 03:04 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | Ali Alkanzi | 04-16-21, 03:29 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-16-21, 03:49 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | امتثال عبدالله | 04-16-21, 04:11 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | nour tawir | 04-16-21, 04:53 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | ابو جهينة | 04-16-21, 07:30 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | ABDALLAH ABDALLAH | 04-16-21, 07:41 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبدالقادر محمد | 04-16-21, 08:08 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-16-21, 08:16 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبدالله عثمان | 04-16-21, 08:22 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | الأمين عبد الرحمن عيسى | 04-16-21, 11:11 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | جلالدونا | 04-17-21, 03:53 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | يحي قباني | 04-17-21, 09:46 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | أحمد الشايقي | 04-17-21, 12:53 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | بلدى يا حبوب | 04-17-21, 03:10 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبدالعظيم عثمان | 04-17-21, 10:01 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عمر عبد العزيز كيلاني | 04-18-21, 12:55 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | Omer Abdalla Omer | 04-18-21, 05:42 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-19-21, 12:19 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | mustafa bashar | 04-19-21, 03:54 PM |
|
|
|