|
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� (Re: Ali Alkanzi)
|
Quote: عن عروس الرمال يوثق حامد موسى مراهد عشقي و حبي لمدينتي (الأبيض) عروس الرمال، كالعطر، و للطيب افتضاح..منذ سنين تسربت من بين مسامات العمر، كان الشوق و كانت الرغبة الجامحة للكتابة عن هذه الدرة الفريدة، جوهر صدر المحافل بين مدن السودان. الدافع أمران الأول هو الشوق ثم الشوق الذي كنت و ما أزال أكابده خاصة بعد أن طال البعد و الفراق القسري و الثاني لما آلت إليه هذه الحبيبة و ما بات يحكيه عن حالها إخوة أعزاء شاركوني حبها اللا متناهي و خاصة ما كتبه أخي و صديقي و جاري في الحي ( الدبلوماسي/ أحمد عبد الوهاب جبارة الله) في مقاله المحزن عنها في جريدة الراية القطرية بعنوان ( مدينتنا التي خرجت من التاريخ! )... من كلمات أحمد و التي تحكي حال من كانت أروع المدن و البلاد ( إن مدينتنا هذه سبق لها أن دخلت التاريخ وردة مزدهرة في غرب السودان الحبيب و كانت درة متلألئة و وضاءة ثم ما لبث أن انطفأ نورها الوهاج و زال بريقها الأخاذ و خرجت من التاريخ و هي كالحة الوجه مقطعة الأوصال بل مترهلة الكيان و شاخت حتى تبدلت ملامحها إلي درجة أنني لم أعد أتعرف عليها إلا بصعوبة بالغة هذا برغم أنني أحب مدينتنا هذه و أعشقها إلي درجة الجنون ) و أقول للصديق الصدوق كلنا بها ذلك المجنون... عجيب أمر (الأبيض) كل من عاش فيها أو حتى فقط زارها إلا و أحبها.. في بداية التسعينات و تحديدا في مارس 1993 و نحن في مدينة الدوحة ، جلوس مع الصديق القاص المبدع والأديب الفنان المرهف الحس عاشق الأبيض (زهاء الطاهر ) و الذي رحل عنا و انتاشته يد المنون في ريعان العطاء و الإبداع.. (عليه) الرحمة، جال بالخاطر الكتابة عن الأبيض و لأنه مسكون بحبها فقد رأي أننا لن نوفي (عروس الرمال) حقها ما لم نشرك بقية المحبين فكانت الفكرة أن نراسل الأحباب ليكتتبوا و يكتبوا خواطر حبهم للأبيض. فكانت القائمة الأولي تطلب منهم الكتابة عن خواطرهم وهم عوض الكرسني ، الفنان التشكيلي ابن الأبيض حسن موسي الخير، الدكتور محب الأبيض الساخر إسماعيل الفحيل ، محمود عمر و آخرون كثر . تشاء الأقدار أن تأخذ من بيننا الأديب الإنسان زهاء الطاهر فيقعدني بعده عن حماس الكتابة مع بقاء الفكرة مستعرة في الوجدان . و بهذه المناسبة اسمحوا لي أن أحي ذكراه بنقل مقتطفات ( بتصرف) من رسالة دعوته للإخوان لكتابة خواطرهم عن الأبيض ( لكتابة تاريخ شخصي لمدينة الأبيض من خلال شخصياتها ، كل حسب رؤيته... و من ثم جمع كل ذلك الجهد و تقديمه بقراءة مسهبة عن المدينة ، متأنية و دقيقة بعض الشيء. يا لتلك المدينة، في ذلك الزمن الخصيب ... و ذلك النوع من الأمطار .. و الرمل المذهب. أناسها الأفاضل، غنائها و مغنيها ... مطربيها الذين لم ينقصوا و لو وترا واحدا في لوحة الغناء السوداني، ولم يقصروا عن قرنائهم في باقي مدن البلاد. معاتيهها و صرعاتهم، مكتباتها، مدارسها، شيوخها و (فقراها)... أب صفية، و أب شره، ابشر أبشرية، و صايم ديمه و زريبة الشيخ و فكي سحسوح ( تلك الأسطورة المضفورة الصغيرة العذبة الجميلة) و غيرهم. السكة الحديد و محطتها (الإنجليزية الصنع) و بيوتاتها و سوق نسوانها، و دخوليتها – محصولها و مواشيها - و تب اللبن و فولة الحلبة، و التومات و التبلدية حتي ( أرفع صدرك). فلاته (تمبكتو الباهظة) و السودنة (رمز استقلالهم) و طيبة (العجوز) فلسطين(الجريحة) وود الياس ( و كان القوم يتعاطون الخندريس الوطني ب (الفناجين) و أيضا هناك زندية، و كم غنت الكردفانية " لو ما الزمان تركية بشيلو بالزندية " هذه التركية الركيكة التي امتزجت حتى بمخ العظم ، و سكنت فيه فما نفع معها بخور أم التيمان و لا أي طلح في هذه الدنيا . و العياذ بالله من تركيات لاحقات.. تعلم أنه من غير اليسير أن تتم الاحاطة كلية بمدينة كمدينة الرمل هذه ... بفلتاتها ، دخائلها ، انعتاقاتها، بطيشها الموحي و تقواها العصية .. مستحيلة هي كوردة برية على سفح ( كرباج) سهلة و عويصة هي هكذا قريبة و نائية . رملية كلها حين تعاينها ، ضخرية حتى حدود قرونها الأولي حين تتمعن فيها: سوقها المنبسط، السهل، المنشرح المنطرح كصفحة السماء ، سماء من صاج ... و زنك خضارها الذي يأخذ كل ألوان المواسم .. لوني التصحر و الدرت. و كانت على تخومها (أنادٍ) فبفلاته (انداية) و بالميرم و الرديف.. و الحملة و بينهم ما لا يحصي و في أزمان الحصاد يقصدها أهل القرى المتحلقون حولها يبيعون صمغهم العربي العجمي، و سمسمهم العنيد و فولهم الأبله و كل أنواع الذرة المشاغب، و الكركدي و غيره من محاصيلهم الغنية ، و يتخندقون في اطرافها حتي إذا ما عصرت يتناوشون بأبيات حاقدات من الدوبيت المر و هم يحتسون ...... و يشون شياتهم ، يبرمون شواربهم ، و يتحسسون سكاكينهم على أذرعهم .. و فجأة تقوم قيامتهم و قيامة كل الذين قربهم أو حولهم. أولاد جادين و الأهلي – الردافة و الموردة – فلاته و كرباج – أولاد القبة والرفاق- المعاصر و ود الياس و الحصاد - أولاد شيكاغو و الربع الأول والثاني و الترسانة – هلال مريخ محتكر لأولاد المصارين البيضة .... كرياكو والأبقار ، و محمد المجنون- أخضر أحمر أبيض ..تأزم أمره . تأزم أمره كله، وجن جنونه فتراه يجوب شوارعها يلعن كل شيء ، محصنا نفسه بكل حجارة الدنيا... و سكوته ، مضت تبعتها زغرودتها حتى بوابة السماء الأولى .. ورجعت ، صارت زغرودتها تدور في الأحياء ليل نهار .. و لم تكن الطريق ممهدة و لو بأقل قدر من أب قبه و حتى أبو زكريا ، و كان على سائقي اللواري أن يكونوا على درجة عالية من المهارة و الكياسة و الفتوة خاصة حين يخرجون بلواريهم من النهود و يواجههم طريق الفاشر بكل عناده .. و مجابهة اربعتاشر قوز و ما يماثله من القيزان .. القهاوي كانت منتشرة بدئا من العيارة حتى الجنينة بلد . و البنيات كن يغنين للسائقين و للعربات و لأب قبه و أبو زكريا و كل المدن الواقعة على الخط بينهما و حتى آخر الدنيا .. سينما كردفان و عروس الرمال ، السنما المتجولة، عرضوا أفلاما جميله، أجمل أفلام ذلك الزمن ، و كان الذهاب إلى السينما يأخذ طقوسا و معان زاهية. خاصة أيام الخميس يأتي طلبة طقت و نلتقي بلوكس أو بوادي النيل و بالحلواني الميت و أحيانا بالمنتزه ( جروبي كان يعج بالرتابة ، مكتبة البلدية – بها الحاج أرباب و مرضي- تضج بالهدوء و في بعض أمسيات الخميس كانت الفرقة العسكرية تعزف بالمنتزه قرب عروس الرمال بعض المعزوفات العسكريات اللطيفات ، و بعض ألحان ذلك الزمن الشائعة: |
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مراهد | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-16-21, 09:15 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-16-21, 09:20 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبدالله عثمان | 04-16-21, 09:37 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | Yasir Elsharif | 04-16-21, 09:48 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-16-21, 10:19 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبدالمنعم الطيب حسن | 04-16-21, 11:11 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | ABUHUSSEIN | 04-16-21, 12:15 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | elhilayla | 04-16-21, 01:39 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | HAIDER ALZAIN | 04-16-21, 01:50 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-16-21, 02:54 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | Osman Musa | 04-16-21, 03:04 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | Ali Alkanzi | 04-16-21, 03:29 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-16-21, 03:49 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | امتثال عبدالله | 04-16-21, 04:11 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | nour tawir | 04-16-21, 04:53 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | ابو جهينة | 04-16-21, 07:30 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | ABDALLAH ABDALLAH | 04-16-21, 07:41 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبدالقادر محمد | 04-16-21, 08:08 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-16-21, 08:16 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبدالله عثمان | 04-16-21, 08:22 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | الأمين عبد الرحمن عيسى | 04-16-21, 11:11 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | جلالدونا | 04-17-21, 03:53 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | يحي قباني | 04-17-21, 09:46 AM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | أحمد الشايقي | 04-17-21, 12:53 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | بلدى يا حبوب | 04-17-21, 03:10 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبدالعظيم عثمان | 04-17-21, 10:01 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عمر عبد العزيز كيلاني | 04-18-21, 12:55 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | Omer Abdalla Omer | 04-18-21, 05:42 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | عبد اللطيف بكري أحمد | 04-19-21, 12:19 PM |
Re: في ذمة الله الزميل الأستاذ / حامد موسى مرا� | mustafa bashar | 04-19-21, 03:54 PM |
|
|
|