Quote: الأستاذ محمود محمد طه - معضلة وضع دستور دائم 38 Aufrufe •14.11.2020 1 0 Teilen Speichern Alfikra 9080 Abonnenten الأستاذ محمود محمد طه
معضلة وضع دستور دائم
في فترة الحكم الذاتي كان في كلام عن الجمعية التأسيسية – اتفاقية القاهرة، اللي انبنت عليها الحركة الإستقلالية، عندنا، استقلالنا جاء نتيجة لِها.. اتفاقية القاهرة، بتنص على تكوين جمعية تأسيسية – انتخاب جمعية تأسيسية.. من أغراض الجمعية التأسيسية، أن تضع دستور السودان الدائم.. ما حصل أنُّ الجمعية التأسيسية، في الفترة دي، أنتُخبت.. لكن، أنتُخبت فيما بعد، وعندنا جمعية تأسيسية أنتُخبت مرتين، ولغاية الآن، ونحن قطعنا 13 سنة، من الإستقلال التام، و16 سنة من بداية الحكم الذاتي، ما استطعنا أن نضع دستور.. وأنا أفتكر السبب فيه يرجع إلى أمرين: واحد، أنُّ الدستور عمل كبير بيقتضي أنُّ الشعب يكون فاهم هدفه؛ فاهم فلسفته؛ فاهم غرضه وراء الحكم.. لأنُّ، بطبيعة الحال، الإستقلال ما هو غاية، في ذاته، الإستقلال وسيلة للحرية – انت بتحارب الاستعمار، لأنُّ الاستعمار ما بيدّيك فرصة لتكون حر.. لمًا يجيء الاستقلال، إذا كان الإستقلال ما واعي، برضو، ما راح يصل للغاية، اللي بتحقق لِك الحرية.. الاستعمار، قبيل، بهدف مخطط بيتغول على حريتك، وينقص من تعليمك، ومن صحتك، ومن اقتصادك – بيعيش على اقتصادك؛ بيعيش على استثمارك، واستغلالك، ولذلك ما بيدّيك فرصة لأن تكون حر.. لمًا انت تطلب الاستقلال، ما بتطلب الإستقلال، في ذاته، بتطلب الإستقلال لتكون حر.. والحرية بتتمثل في الرخاء، والعلم، والحرية البتدخل في بيت كل مواطن.. إذا كان الإستقلال ما حقق دي، هو صورة من الإستعمار، برضو – تغيرت الوجوه، لكن ما تغير التخطيط، ولا تغير التنفيذ، ولا تغير التشريع.. وأنا أفتكر دي واضحة عندنا نحن، في مرحلتنا الحاضرة، أننا نحن بنُحكم، وبنسير وفق الأوضاع الاستعمارية، بصورة تكاد تكون امتداد لعهد الاستعمار.. السبب في دا، أننا، في حركتنا الوطنية، مانا عارفين كيف نحقق الحرية بوسيلة الإستقلال.. لأنُّ أحزابنا ما كانت عندها فلسفة، ولا برمجة، ولا دراسة.. الأحزاب الما عندها فلسفة، ولا برمجة، ولا دراسة، ما بتستطيع أن تضع دستور، لأنُّ الدستور عبارة عن صياغة أمل الأمة لقدام.. المثل الأعلى، العايزاه الأمة تحققه بإستقلالها، بينعكس في الدستور، في مواد محددة، ومصوغة صياغة قانونية.. إذا كان الناس ما عارفين الحاجة العايزنها – ما عارفين الطريق لما يريدون، وراء الإستقلال – ما يمكن أن يكون في دستور.. أنا أؤكد لكم دا السبب الأولاني في أننا ما قادرين نضع دستور.. السبب التاني، الكلام عن «الدستور الإسلامي».. الدستور الإسلامي زي حمى محمي!! الناس البيحوموا حوله وما يصيبوه، بيكونوا مدفوعين عنه، بعوامل خفية من التدبير الإلهي، خصوصًا في بلدنا دا.. كل محاولة عن الدستور الإسلامي قاصرة، تمش تلقاها أنها معوَقة.. لغاية الآن، تلقى الاتجاهات، الدستور الإسلامي، الدستور الإسلامي.. لكن، لأنُّ الناس ما عارفينه، لأنُّ في ناس عندهن نوايا سيئة، لاستغلاله، ربنا دافعهن عنه.. دي النقطة التانية الخلت الدستور ما ينكتب، عندنا.. ومش راح ينكتب الدستور دا، ويمر، إلا إذا قامت الفكرة الصحية لوضعه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة