Quote: الأستاذ محمود محمد طه الدستور الإسلامي الصحيح 240 Aufrufe •17.02.2021 9 0 Teilen Speichern Alfikra 9080 Abonnenten الأستاذ محمود محمد طه
الدستور الإسلامي الصحيح
نحن، هسع، لمًا نتكلم عن الدستور الإسلامي، لا بد أن نبعث الآيات اللي كانت أصول والفيها الحقوق الأساسية: حق الديمقراطية؛ حق الاشتراكية؛ حق المساواة بين الناس – ما في تمييز يقع على الإنسان من جنسه، يعني رجل وامرأة، أو من دينه – دا الحق الأساسي.. الحقوق الأساسية، في الديمقراطية، هي دي.. ونحن، في الحقيقة، في ديننا في.. لكن، مش في شريعتنا.. إذا كنت إنت عايز الدستور الإسلامي، لا بد أن تكون عندك السلطة، من الفهم والتقدير، اللي ترفع بِها مستوى التشريع ليكون قائم على آيات الأصول.. دا ما يسمى «تطوير الشريعة»: تتطور الشريعة من آيات الفروع لآيات الأصول.. في المستوى دا، يقوم الدستور الإسلامي؛ وتكون، فعلًا، في استجابة لحاجة المجتمع البشري كله؛ والإسلام هو اللي يكون عنده المقدرة ليوجد، في جهاز واحد، الاشتراكية والديمقراطية.. ودي، بطبيعة الحال، مفقودة، هسع.. الشرق الفيه محاولة للاشتراكية، مهزومة فيه الديمقراطية؛ الغرب الفيه محاولة للديمقراطية، مهزومة فيه الاشتراكية.. أما جهاز واحد – نظام اجتماعي سياسي واحد يقوم فيه النظام الديمقراطي والاشتراكي – ما في.. ودي حاجة البشرية بكرة، وتوجد في الإسلام.. ما توجد في طريقة تانية، من طرق التفكير، غيره.. لكن، على أن نبعث نحن آيات كانت منسوخة، لأنُّ وكتها جاء، في الوكت الحاضر؛ ونعطل آيات قبيلك ناسخة، لأنُّ وكتها فات.. الناسخ قبيل نَسخ لأنه صاحب الوكت، في القرن السابع؛ المنسوخ نُسخ لأنه أكبر من مجتمع القرن السابع.. يجيء، في وكتنا الحاضر، المنسوخ ينبعث للعمل، لأنه بقى في مستوى القرن الحاضر، اللي جاء لِهُ، وقبيلك مدخر لِهُ؛ واللي قبيلك عامل وكان ناسخ يُنسخ، لأنه بقى دون مستوى حاجة المجتمع الحاضر.. إذا كان نحن ما استطعنا أن نفهم قرآننا بالصورة دي، لا يمكن أن يكون في دستور إسلامي.. ولا يمكن أن يكون للشعب دا خلاص من المأذق اللي هو مقابله، في التضليل بإسم الدستور، إلا إذا كان انبعث الإسلام في مستواه الجديد – بُعث، من جديد، في صدور الرجال والنساء.. الإسلام ما موجود، هسع، في الناس.. يمكن الواحد يستغرب أنه إذا كان الناس ما بيعيشوا الإسلام، كيف يعملوا دستور إسلامي؟! بيقدروا من مين يعملوه؟! وأنا أفتكر أنُّ دي ما بتحتاج لفكر كتير.. لأن نعرف أننا نحن، في الوكت الحاضر، بنعيش على قشور الإسلام، مش على لباب الإسلام.. نحن بنمارس قشور العمل – بنمارس العبادة – لكن الأخلاق ما في.. والحقيقة، العبادة جاءت لتبعث الأخلاق، «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق».. من أجل مكارم الأخلاق جاء بشريعة العبادات والمعاملات.. لكن، لمًا الناس يقوموا على قشور العمل، ثم الأخلاق ماها قائمة على قدم الإسلام، يبقى، في الحقيقة، الناس ماهن على الإسلام.. فالإسلام، هسع، موجود في المصحف، والناس البيتكلموا عنه، ما دام ما بيعيشوه، ما بيفهموه، لا يمكن أن يجيئوا منه بالدستور.. ودي العلة.. أنا بفتكر أنُّ الاتجاه السليم بيكون، بعد معرفة الحقوق الأساسية، اللي هي تنوير الناس بالأسلوب دا؛ دعوة الناس لبعث الإسلام فيهن.. نحن مطلوب مننا أن نطبق الدستور الإسلامي فينا قبلما ندعو لِهُ في دولتنا.. إنت لا يمكن أن تعطي الناس شيء إنت فاقده.. «لا إله إلا الله» نحن بنقولها، لكن بنقولها من الحناجر ولِفوق.. ما متأثرة بِها أخلاقنا.. إذا كان نحن عايزين الدستور الإسلامي يقوم في بلدنا، أبعث الدستور الإسلامي فيك – خلي «لا إله إلا الله» تكون حاجة معاشة، اتصف بِها!! التوحيد ما كلام بيقولوه، اتصاف، تخلّق.. حتى، نبينا أجمل العبادة كلها، قال: «تخلقوا بأخلاق الله، إن ربي على سراط مستقيم»!! أها، التوحيد إذا كان نحن مارسناه، هو، في الحقيقة، بيبقى دعوة تحرر، ودعوة مواجهة.. في الوكت المتراخي الأخير، كتير من الناس افتكروا التوحيد مسألة ترف، أو مسألة خلوة تقفلها عليك، أو مسألة مغارة، أو مسألة سير في الفلوات.. التوحيد لمًا جاء، في أول أمره، تمسكوا بِهُ الناس المستضعفين والمسترقين، بلال من المسترقين، عبدالله بن مسعود من المستضعفين.. تمسكوا بِهُ ليه؟؟ لأنُّ فيه ثورة تحرير، صححت إنسانيتهن ورفعت قيمتهن عندهن.. المستذل، زمان، والمسترق في مجتمع الحق فيه للقوة، زي عبدالله بن مسعود ما عنده فرصة.. المسترق، في المجتمع الجاهلي القرشي، كان جزء من المال – العبد ما عنده قيمة إنسانية، يعني.. كان عندهن، بالصورة دي، هو مالَك تتلفه زيما تنفق مالَك بإسراف – تقتله، ما حد بيسألك.. الناس ديل جاءهن الإسلام وقال لِهن: يا بلال، إنت وسيدك ربكن.. إنت يا بلال، عندك فرصة لأن تكون أقرب لله من سيدك إذا كنت أتقى لِهُ من سيدك، «الناس لآدم وآدم من تراب.. إن أكرمكم، عند الله، أتقاكم».. «لا إله إلا الله» جاءت بالمعاني دي، والثورة دي.. والناس الحاربوها، في الحقيقة، مش حاربوها.. يعني، أبو جهل وناسه ما حاربوها لأنّ هم عايزين الأصنام تُعبد.. هم أذكى من كدا.. لكن الأصنام رمز لامتياز سياسي واقتصادي.. عبادة الأصنام وراءها الامتياز الاقتصادي والسياسي المبني عليه مجدهن، في الجاهلية.. فلمًا جاءت «لا إله إلا الله»، الحاجة الشكوا منها، قالوا: «محمد أفسد علينا غلماننا».. يعني، معناها أنُّ، أصبحوا غلماننا يترفعوا للمساواة معنا.. فــ «لا إله إلا الله»، هسع لو سرت في الشعب دا، تجد أنُّ الطائفية تتقوض من الأول – النظام الفاسد كله يتقوض – لأنك إنت لا يمكن أن تقول «لا إله إلا الله»، وإنت صادق فيها، ثم تكون خائف من أحد أو طامع في أحد.. لا يمكن أن تكون مدلّس، ولّا بتغش، لا يمكن أن تعمل عمل كأنك ماك مسؤول.. أجيء أنا أقول لِك، بالله صوّت لفلان!! تمش تصوّت.. «لا إله إلا الله» إذا قامت، إنت بتشعر بأنك إنت مسؤول أمام الله.. فلان البترشحه، للعمل دا، إذا أحسن، لِك نصيب من إحسانه؛ إذا أساء، عليك كفل من إساءته.. وفي الحقيقة، «لا إله إلا الله» على بساطتها لو انبعثت، هسع الشعب دا يرتفع ويوعى..
من الجلسة الختامية لمهرجان أسبوع الحقوق الأساسية بمدينة أمدرمان – مارس 1968
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة