Quote: الأستاذ محمود محمد طه درجات الدين 161 Aufrufe •06.04.2021 6 0 Teilen Speichern Alfikra 9080 Abonnenten الأستاذ محمود محمد طه
درجات الدين
لا يمكن أن يعود الإسلام في مستوى العقيدة.. يعود في مستوى الحقيقة.. نحن قبيلك تكلمنا عن المؤمنين: المؤمنون أصحاب «عقيدة»؛ المسلمون أصحاب «حقيقة» – أصحاب عِلم.. ودينّا جائي في مرحلتين: مرحلة الإيمان؛ ومرحلة الإيقان.. ومرحلة الإيمان درجاتُه التلاتة، اللي قلناهن: الإسلام؛ والإيمان؛ والإحسان،.. ودا ما كانت عليهُ الأمة، ودا حديث جبريل، المشهور.. لمًا جبريل سأل نبينا، وقف عند النقطة دي، بعدين انصرف.. بعدما انصرف، بعد حديث عن الآخرة وعن الساعة، قال لِه: «يا عمر، أتدري من السائل؟؟ قال: الله ورسوله أعلم!! قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم».. جاء وهم عندنا أنُّ دا دينّا.. ودا السبب البيخلي الناس يقولوا أنُّ الإيمان أكبر من الإسلام.. الإسلام؛ والإيمان؛ والإحسان، دي درجات «الإيمان».. فوق لِها، درجات «الإيقان».. الإيقان درجاتُه تلاتة، وهي عِلم، اللي هو: علم اليقين؛ وعلم عين اليقين؛ وعلم حق اليقين.. والقرآن وارد فيهُ، في التسليك بِهُ لغاية المراحل دي، لما إنت تقرأ عن إبراهيم.. سيدنا إبراهيم قال، «ربي أرني كيف تحي الموتى!! قال: أولم تؤمن؟! قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي [عايز يشوف بعيني رأسُه، لتطمئن نفسُه.. لكنُّه آمن]» بعدين، قال ربنا، «وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض [أسرار الخلق، يعني]»: «وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين».. ما قال، ليكون من المؤمنين.. في درجات الإيقان، يجيء الإسلام متوج لِها.. كأنُّ إنت، في الأول بتؤمن بالنبي، أنُّه صادق [في الجاهلية كان صادق].. جاء قال أنُّ، الله أرسلني لِكم، لتقولوا، «أشهد أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله؛ وأن تصوموا؛ وأن تحجوا؛ وتزكّوا»، نحن صدقناهُ.. لمًا نعمل بتصديقُه هو، في العمل دا، اللي هو «الإسلام»، يجيء «الإيمان» ويجيء تصديق بالله، في جنانّا – ربنا يدّينا نور في قلبنا؛ بعدين، يزيد النور دا، يبقى «إحسان»؛ يزيد النور، يبقى «عِلم يقين»؛ يزيد، يبقى «عين يقين»؛ يزيد، يبقى «حق يقين».. لمًا تبقى علمك بالله حق يقين، تسلم – تستسلم، يعني – تنقاد – ترضى بالله، ما تنازعُه.. هنا، ربنا لمًا ربى سيدنا إبراهيم، بالصورة دي [سيدنا إبراهيم طلب أن يُربى، بالصورة دي – طلب أن يرى بعيني رأسه: «ربي أرني كيف تُحي الموتى!! قال: أولم تؤمن؟! قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي»] ربنا قال: «وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين».. بعدين لقدام، في مضمار ما بيُريهُ الأسرار، امتحنُه امتحانات، قال: «وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن، قال: إني جاعلك للناس إماما.. قال: ومن ذريتي؟! قال: لا ينال عهدي الظالمين».. بعد دا، جاء ربنا قال: «إذ قال له ربه: أسلم!! قال: أسلمت لرب العالمين».. أنا أفتكر، بداهةً، إنت تعرف أنُّ «أسلمت لرب العالمين» القالها إبراهيم بعد التدرجات دي كلها، لا يمكن أن تكون هي «الإسلام»، اللي رد لِهُ ربنا الأعراب عن الإيمان.. فيبقى، كأنُّ في إسلام، وفي إسلام فوق.. أها، درجات الإيقان هي زيادة في الإيمان.. نحن عندنا مثل أفتكر بيقرِّب المعنى دا للذهن.. الصوفية، دائمًا، بيضربوا الأمثال بالحاجات البديهية المعاشة.. قال، أنُّ «علم حق اليقين» ارتفاع الإيمان لِهُ زي الصورة دي: إذا كنت إنت، مثلًا، عندك صديق في البادية ومشيت لِهُ، وهو بيعتقد فيك وبيعرفك وبتعرفُه، وعندُه ثقة كبيرة فيك.. بعدين، قلت لِهُ: يا فلان، نحن في المدينة عندنا فاكهة اسمها الموز، مثلًا.. وصفت لِهُ الموز.. هو، لعقيدتُه فيك وثقتُه بِك، أصبح عندُه إيمان بانُّ في حاجة اسمها الموز، بالصورة الإنت وصفتها.. قال، إذا كان جاءك في المدينة.. بعدين، دكانك مقابل لدكان فكهاني، معلق لِهُ أصابع موز من سلسلة مقابلاك، قلت لِه: يا فلان، تتذكر أنا المرة الفاتت كلمتك عن أنُّ في المدينة في فاكهة اسمها الموز؟؟ يقول لِك: نعم.. أهو ديك، هي.. شايف الأصابع الصفراء دي، دا الموز.. أصبح عندُه علم يقين – بعدما كان عندُه إيمان بكلامك، أصبح عندُه «علم يقين» بالموز؛ قلت لِهُ: بالله أرح عليهُ!! جئت لعند الفكهاني، تناولت أصبع من أصابع الموز، أدّيتُه ياه في إيدُه؛ لمسُه، وقد يكون شمَّهُ، أصبح عندُه «عين يقين» بالموز؛ بعدين مسكت الأصبع دا قشَّرتُه وأدّيتُه ياه ياكلُه، يصبح عندُه «حق يقين» بالموز..
من ندوة مفتوحة بمدينة بورتسودان في ستينات القرن العشرين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة