|
Re: الوغد (Re: Osman Musa)
|
"ما بكِ، يا أماندا"؟ لم تجب على سؤالي. وذهبت على ما بدا من غير أمل هناك في العودة، أفراحُها القريبةُ تلك بعيد ميلادي، قلت مخاطباً نفسي: "لعلها يا حامد تلك الرواسب التي خلّفتها زيارة شقيقتها سمانتا لنا قبل أيام قليلة". بعد مرور نحو الدقيقة، طلبتْ مني أن أملأ لها كأس الويسكي إلى الحافة. تجرعتْها دفعة واحدة. إن لم تخن الذاكرة "الآن". "تجرعتها دفعة واحدة". ثم أخلدتْ هكذا إلى صمت أعقبه انتقال هاديء إلى نومٍ أخذت تتفتق خلاله داخلي تلك الجراح. أمواج حزن أماندا المباغتة في الآونة الأخيرة أبداً لا تتوقف. أتذكر لحظة أن نامت ملقية برأسها على كتفي بينما بدا أمامي على المنضدة ألبوم صورها العائلية مغلقاً على أشجانه. لا كنافذة "على ماضٍ تولّى". بل كمحاولة يائسة للتشبث بأهداب حياة عبثاً تكافح في ضجة الحاضر صخبَ الصمت والنسيان. كل شيء هناك عرضة، إذن، لخطر الضيّاع. "هل الذكريات من المفقودات، أم الموجودات"؟ كنت أتساءل، حين استيقظتْ أماندا، واعتدلتْ في جلستها تلك على الكنبة وتمطت، ثم بتلك العفويّة الآسرة، سألتني، قائلة: "لماذا يحزن البشر لما يرون صورهم القديمة"؟ وقلت: "لماذا". كما لو أنني الصدى. أو الصورة في المرآة! ما إن توغلتْ أماندا داخل نومها، وساد الهدوء هكذا داخل الغرفة، وبدا عقلي خاوياً من عبارة أخي كازنتزاكي تلك وفارغاً عن كل متاعب التفكير أو لذائذه الأخرى؛ حتى عنّ لي أن أرفع صوت التلفاز المضاء في صمتِ مشاهده المتبدلة قليلاً. كانت القناة بدأت تعرض فيلماً تجري أحداثه على شواطيء النورمندي في جنوب فرنسا عن مجريات الحرب العالمية الثانية. لا أتذكر الآن اسم الفيلم. لا أتذكر حتى تفاصيل أحداثه. ولما تمضي على مشاهدتي له سوى ساعات لا تشكل يوماً بعد. ما أتذكر بجلاء أنني بدأت أنتبه للطاقة الهائلة المنطوية عليها تلك العبارة التي ذيَّلت خاتمة الفيلم. عبارة جاءت في أعقاب أحداث الفيلم ومشاهده المصورة. بل أعقبت حتى تلك القائمة من أسماء الممثلين والأفراد والمؤسسات الذين شاركوا في صناعة الفيلم. وقد بدت لي لوهلة مجرد عبارة هامشية: "نُهدي هذا الفيلم إلى الذين خرجوا من ويلات الحرب العالمية الثانية أحياء". عندما فرغت من تأمّلها هكذا أول مرة، أطلقت أماندا أثناء نومها ذاك ضرطة مكتومة طويلة أشبه بأنين منسي من تاريخ الألم، بينما أخذت معالم الأشياء تتضح في الخارج هناك وراء نافذتي غرفة النوم.
***
توغلت بين سطور هذا السرد الممتع
وكما قلتلك من قبل ، فإن اسم ( اماندا ) يجعلني اعيد قراءة السطور التي بها اكثر من مرة
دمت رائعا
|
|
![URL](https://sudaneseonline.com/db/blank.gif) ![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-06-21, 10:19 AM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-06-21, 10:22 AM |
Re: الوغد | ابو جهينة | 04-07-21, 11:46 AM |
Re: الوغد | Osman Musa | 04-07-21, 12:28 PM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-07-21, 08:01 PM |
Re: الوغد | elsharief | 04-08-21, 01:37 AM |
Re: الوغد | خضر الطيب | 04-08-21, 01:50 AM |
Re: الوغد | osama elkhawad | 04-08-21, 05:04 AM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-08-21, 10:52 AM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-09-21, 07:09 PM |
Re: الوغد | أبوذر بابكر | 04-08-21, 11:39 AM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-08-21, 06:28 PM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-10-21, 11:04 AM |
Re: الوغد | Ahmed Yassin | 04-10-21, 11:15 AM |
Re: الوغد | خضر الطيب | 04-10-21, 02:35 PM |
Re: الوغد | Ahmed Yassin | 04-10-21, 03:34 PM |
Re: الوغد | صديق مهدى على | 04-10-21, 05:21 PM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-10-21, 08:15 PM |
Re: الوغد | osama elkhawad | 04-11-21, 04:23 AM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-11-21, 05:04 PM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-12-21, 07:56 PM |
Re: الوغد | osama elkhawad | 04-12-21, 11:45 PM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-13-21, 08:08 PM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-14-21, 07:52 PM |
Re: الوغد | Osman Musa | 04-15-21, 07:42 PM |
Re: الوغد | ابو جهينة | 04-15-21, 09:41 PM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-16-21, 01:27 AM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-16-21, 07:51 PM |
Re: الوغد | عبد الحميد البرنس | 04-17-21, 08:23 PM |
|
|
|