الوغد

الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-22-2024, 11:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-14-2021, 07:52 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوغد (Re: عبد الحميد البرنس)

    إجابة على السؤال، عزيزي المشاء:

    الصيني في النصّ هو في الأصل سوداني يدعى حسن وقد لجأ إلى كندا قادماً من شنغهاي في الصين. كذلك تمت الإشارة إلى شخصيات سودانية أخرى تحت مسميات "المصري" و"الكيني" وإن عابراً

    ...
    .......

    وصلتْ أسرة الأستاذ السابق عمر عبد الله الخزين إلى وينبيك، أخيراً. زوجته "شبيهة النخلة القطبية". كما يحلو له أن يقول. بناته الثلاث. وقد بدت عليهن مجتمعات آثار السفر وإن بدرجات متفاوتة. بنته الصغرى تدعى "تماضر الخنساء". كذلك، أسماها عمر على اسم "شاعرة الجاهلية والإسلام". كان قبيل ولادتها رأى في المنام امرأة بعباية سوداء، شعر طويل، وجه شاحب، وصدار أسود، تبكي قرب بئر تحيط بها منازل طين وصحراء ويقع على قدميها ظلُّ نخلة. بنته هذه، أخذت تمزح قائلة إنهنّ وصلن إلى كندا على "متن حمار له جناحان". لا بدّ أنّ ذلك التعبير كان كناية عن بُعد المسافة.
    مُنحت العائلة بيتاً حكومياً من قبو وخمس غرف مخصص لذوي الدخل المحدود. عمر بدأ يشتغل قبل وصول الأسرة كعامل نظافة في شركة صغيرة مملوكة لأحد أولئك اللاجئين الذين فروا أعقاب سقوط سلفادور أليندي في شيلي عام 1973.
    البنات التحقن بالمدارس. الأم صُدِمَتْ بوظيفة زوجها عمر تلك، إلا أنها سرعان ما تأقلمت "مع حقائق الواقع المرة"، حتى إنها بدت سعيدة على نحو ما، لما بدأت الذهاب، وقد استقر بها المقام قليلاً، إلى مدرسة تعليم الكبار، في الريدريفر.
    كما لو أنها تستعيد أطياف طفولتها المولية.
    كان الوغد أخبرها هاتفياً قبل حضورها أنّه يعمل ككاتب حسابات في "جمعية تعاونية". الوغد الآخر، ذلك المدعو شكر الأقرع، أخبرته بكذبة عمر هذه عبر "غرفة ياهو للدردشة"، أخذ يكتب إليَّ ضحكاته ويدفع بها من القاهرة حتى تمنيت لو يتوقف. الإعانات، لا سيما خلال السنة الأولى، بدأت تتدفق على الأسرة المهاجرة من منابع حكومية وأخرى خيرية. بدا اجمالاً أن كندا "هذا الوطن البديل" يوعد بالخير الكثير لأسرة الأستاذ السابق. كان أثر النعمة أشد ما يكون وضوحاً على جبهة عمر التي أضحت كما أخذ يعلّق جمال جعفر خلال إحدى ساعات النهار الميتة في بورتيج بليس مثل جلد أسود خرج للتو من بين يدي ماسح أحذية. كانت تلك المجالس تفيض أحياناً ببعض الروائح الكريهة. وثمة شيء لم أستطع تحديده ظلّ يتراءى على وجه عمر كلما رأيته تلك الأيام.. لعله المعنى الذي يضفيه وجودُ الأسرة في حياة الرجل!
    ذات عصر أعقب تجاهله ذاك لي ولأماندا بأشهر، طرق عمر باب شقتي. كنت أجلس في الصّالة. أشارك أماندا ماران بون فرحتها بزيارة صديقتها القديمة جيسيكا لوكاس من بعد طول جفاء وقطيعة أخرى بينهما. كانت أماندا لا تزال ترتدي بدلة رياضية زرقاء بعد عودتها ظهراً من مباراة لكرة القدم مستاءة مما حدث هناك. خلعتْ حذاءها الرياضي عند المدخل. ذهبتْ تالياً إلى الحمّام. مكثت لدقائق هناك. قالت تخاطبني وأنا كنت لا أزال أجلس على الكنبة أسمع صوتها ذاك وهو قادم عبر الطرقة القصيرة باتجاه المطبخ المفتوح على الصّالة إنها جائعة على نحو لا "يمكنك تخيله، حبيبي وليم"!
    ما أثار حيرتي أن جيسيكا لوكاس التي حضرت برفقتها لم تبدِ هذه المرة أي رغبة في تناول أي شيء. قلت أتهكم في نفسي:
    "لعلها تتبع حمية ما هذه الأيام".
    قالت أماندا وهي تواصل الأكل من طبق لحم خنزير مشوي محاط بحلقات من الخيار على حجرها إن البنات كنّ في حال من عدم التركيز والتوازن بعد أن أسرفن الليلة الماضية في الشرب وممارسة عادة رفع سوقهن العارية داخل غرف النوم. "الكرة تمر يا وليم متباطئة متهادية عبر أقدامهنّ بينما يخطئن قذفها راكلات الهواء عوضاً في كل مرة". كانت جيسيكا تنصت وعلى وجهها ابتسامة ثابتة بينما ترتدي بلوزة صيف حمراء بالكاد تغطي أسفل سُرتها الغائرة وسروالاً أبيض قصيراً للغاية وفي كامل أناقة بدت لي غريبة ومستعارة إلى حد أنني اشتهيتها لوهلة في سري ولم يبدُ لي أنها ترتدي مشداً يسند نهديها الصغيرين. بدا الأستاذ السابق عمر الخزين لما فتحتُ له باب الشقة داخل جلباب أبيض قصير وعمامة بيضاء منسدلة فوق رأسه، كما لو أنّها طرحة تحيط برأسِ كاعب. لم يكن عمر قد توهط بعد على مقعده المنعزل قبالتنا أنا وأماندا ذاك، حين عالجته جيسيكا لوكاس بسؤال، وهي تحتمي بجهله التام ذاك باللغة الإنجليزية، قائلة:
    "هل صرت، الآن، إرهابياً، يا أُومر"؟
    كذلك بدا كما لو أن تاريخ علاقة الجنس في مقابل الطعام عاد بمشاغباته حيّاً في أقلّ من الثانية إلى ذاكرة جيسيكا لوكاس. في جلستي تلك على الكنبة إلى جوار أماندا، تجاهلت ترجمة سؤال جيسيكا المتقدم. لم أكن أرغب في إثارة ما قد تأخذه أماندا لاحقاً كسبب لتجنب النوم معي على الفراش. كانت أماندا لا تزال تحمل شيئاً منفّراً في نفسها تجاه عمر منذ أن تجاهل تحيتها له لحظة خروجنا ذاك من دكان الزوجين الأثيوبيين المبتسمين. قالت وقتها بكبرياء أنثوي جريح إن الشيء الوحيد الذي سيظلّ يربطها بعمر هو ذكرى أول لقاء لي بها. حين عاتبتُ عمر بعدها على هامش مناسبة لأحد المنفيين ضرب على يديه، وهو يهز رأسه بدهشة، وقد نسي لثانية تدينه ذاك، قائلاً: "حتى القحاب في كندا لهنّ مشاعر"!
    كانت جيسكا تجلس إلى يسار أماندا، على المقعد الهزّاز أمام إحدى تلك النوافذ الزجاجية الواسعة، ومن ورائها بدت الشمس باسطة يدها في تكاسل على قمم المنازل القريبة، في حين جذب الأستاذ السابق عمر مقعد سفرة جلدي أسود، وجلس قبالتنا أنا وأماندا أسفل لوحة فان جوخ "نجوم الليل"، ناظراً إلى اليسار في اتجاه الثلاجة في بلادة ووجوم، وقد خيل إليَّ للحظة أنه يظن أن سؤال جيسيكا بخصوص التغير الذي طرأ عليه ليس سوى مواصلة لحديث ما سابق قطعه حضوره. فجأة سألني إن كانت "هذه الفاجرة" تعنيه بالكلام، بينما هي لا تنفك تحثني، وقد تملّكها الضحك، على ترجمة سؤالها:
    "هل صرت، الآن، إرهابياً، يا أُومر"؟
    ابتسمتُ وكلاهما ينظر إليّ، وقد تأكد لي أن ذاكرة جيسيكا عادت بالفعل من تلقاء ذاتها تسعفها لوحدها بما كان بينهما، هي وعمر الخزين، في تلك الأيام. قلت "نعم. إنّها تقصدك أنت، يا عمر". الحيرة والترقب يعصفان بدواخل أماندا خلف ملامحها الهادئة. سأل عمر بتذمر: "قالت شنو"؟ وهو لا يزال يغض الطرف عنهما معاً. قلت له هي فقط تراك مكتئباً. تريد أن تعرف لماذا تغيرت في الآونة الأخيرة ولم تعد تسأل عنها وأنها تقول إن ذوقك الجديد في الملابس يعجبها. وهي تطلق ضحكة أخرى ماجنة على حين غرة، بينما تمد نحوي سبابتها، قالت تخاطبني "وليم! أنت تكذب، أنت غير أمين، وتلك لم تكن ترجمة أمينة لسؤالي". كما لو أنها تدرك معاني العربية في براعة الخنساء. عند هذا الحد، جذبت أماندا ماران بون صديقتها المشاكسة، وقادتها نحو حجرة المكتب في جلبة، بينما علا صوت عمر في اللحظة نفسها متسائلاً:
    "متى يتوب الله عليك، يا حامد"؟
    قلت في سري ذاك الذي لا يُرى:
    "لما يخمد بركان الشهوة في دمي".
    قال عمر وهو يقترب مني بمقعده:
    "عندي مشكلة لا حلّ لها يا حامد".
    أشعلتُ سيجارة، ورجعت بظهري للوراء، ومَن بدأ يشكو للتو همَّه لم يكن عمر الداعية الذي سبق أن زارني من قبل في صحبة الأنصاري، كان عمر القديم نفسه، يُعاقر الشيطان على خمر المعاصي تارة، يبكي لله من ندم وخشية تارة أخرى. حين التقيت عمر لأول مرة، بدت شعرات التدين على رأسه قليلة متفرقة مثل أنجم بيضاء وسط ليل شعره الفاحم. يعمل في سلام بقاعدة اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ولآخرتك كأنك تموت غداً. ما إن يفرغ من جيسيكا حتى يهرع إلى المصلاة كأن عزرائيل ملاك الموت يشرع أجنحته في أعقابه، إلى حين تشتعل الرغبة داخل سراويله مرة أخرى، فيرى من بعد مقاومة قصيرة أنه "الأستاذ السابق عمر الخزين هذا" مجرد "عبد ضعيف لله وقع في فخاخ شيطان رجيم" وباب التوبة لا يزال مفتوحاً، "يا حامد أخي". كذلك ظل يخاطبني لحظة يروق مزاجه. لا ينسى في غمار توسلاته أن يرفع يديه صوب السماء قائلاً بعينين دامعتين "اللهم ثبت أقدامنا. أنصرنا على القوم الكافرين ونسائهم. بالذات جيسيكا بِتْ لوكاس". شيئاً فشيئاً، بدت شعرات التسامح القليلة المتناثرة على رأس عمر جواهرَ سوداء وُضِعت متفرقة داخل غرفة بيضاء مضاءة بقوة في مستشفى للأمراض العصابية. كان عمر أعد حساباته لسعادة أسرته واستقرارها بمحبة. عزم منذ البداية على تعويض ما عانت أسرته أثناء تغيبه عنها. لكنَّ شيئاً ما أغفله أحدث على صعيد حياته الخاصّة دماراً هائلاً!
    بعد مغادرتهما، عمر وجيسيكا، في لحظتين متباعدتين، بدأتْ أماندا داخل بدلتها الرياضية الزرقاء في تجميع الأواني والأكواب المتسخة، ووضعها داخل حوض المطبخ تمهيداً لغسلها، لما أمسكتُ بها من الوراء. وحملتها. كانت ترفس الهواء محاولة التملّص من بين ذراعيّ دون جدوى. قمت بطرحها هناك، على منضدة السفرة. بدأنا نمارس الحبّ. كنت واقفا منكباً أسقي حقل جمالها وسط صرير الخشب، أنينه المتصل، وتداعياته المحتملة بالسقوط في أي لحظة. كانت أماندا تعشق "المفاجآت". تقول "أحبّ ذلك، يا وليم". كنت ألجأ إلى مثل تلك المباغتة حين يتكاثف بقسوة ذلك الشيء الثقيل القابع هناك في قعر قلبي ويصل عبر مسارب الدم إلى تخوم تلك الدرجة القصوى التي لا تحتمل من الألم أو الحنين.






                  

العنوان الكاتب Date
الوغد عبد الحميد البرنس04-06-21, 10:19 AM
  Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-06-21, 10:22 AM
    Re: الوغد ابو جهينة04-07-21, 11:46 AM
      Re: الوغد Osman Musa04-07-21, 12:28 PM
      Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-07-21, 08:01 PM
        Re: الوغد elsharief04-08-21, 01:37 AM
          Re: الوغد خضر الطيب04-08-21, 01:50 AM
            Re: الوغد osama elkhawad04-08-21, 05:04 AM
              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-08-21, 10:52 AM
              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-09-21, 07:09 PM
  Re: الوغد أبوذر بابكر04-08-21, 11:39 AM
    Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-08-21, 06:28 PM
    Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-10-21, 11:04 AM
      Re: الوغد Ahmed Yassin04-10-21, 11:15 AM
        Re: الوغد خضر الطيب04-10-21, 02:35 PM
          Re: الوغد Ahmed Yassin04-10-21, 03:34 PM
            Re: الوغد صديق مهدى على04-10-21, 05:21 PM
              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-10-21, 08:15 PM
                Re: الوغد osama elkhawad04-11-21, 04:23 AM
                  Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-11-21, 05:04 PM
                    Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-12-21, 07:56 PM
                      Re: الوغد osama elkhawad04-12-21, 11:45 PM
                        Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-13-21, 08:08 PM
                          Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-14-21, 07:52 PM
                            Re: الوغد Osman Musa04-15-21, 07:42 PM
                              Re: الوغد ابو جهينة04-15-21, 09:41 PM
                              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-16-21, 01:27 AM
                                Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-16-21, 07:51 PM
                                  Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-17-21, 08:23 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de