الوغد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-21-2024, 05:36 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-13-2021, 08:08 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوغد (Re: osama elkhawad)

    عزيزي المشاء:

    استمتع بقراءة ذلك الجزء من سلسلة مقالاتكم تلك في هذا السياق. وقد شكلت هنا إضاءة دالة عن حقّ. الطيب صالح كان قلقاً باستمرار من تنسيب تلك الوقائع التي وردت في موسم الهجرة إلى الشمال له على وجه الخصوص في واقع تحكمه أحكام القيمة حتى على مستوى ما يبدو ظاهرياً من العقلانية بمكان. علاوة على أن الأدب بأنواعه يتوقف عن كونه أدباً بالمعنى الاصطلاحي إذا تم إخضاعه لمثل تلك المرجعيات السائدة كسلطة أو نمط حياة. ربما لهذا قيل قديماً الشعر أكذبه. يتم تفريغ هذه المقولة عن محتواها الانقلابي إذا تمّ تفسيرها أخلاقياً من باب أن الصدق نقيض الكذب. ذلك أن الأدب له بنية الصدق الخاصة به والمتمثلة في تصوري في مقدار تأثيره على القاريء ودرجة الاقناع التي ينطوي عليها بواسطة علاقاته الداخلية فحسب أو حتى مقارنته بنصوص أخرى سابقة له. والأدب من زاوية أخرى ينطوي على رسالة هامة تحتم له مفارقة الواقع الخارجي لا الاحتكام له من خلال ما يطرح من بدائل للعيش على نحو سمه أكثر إنسانية أو اتساقاً مع الرغبات الأصلية للإنسان. هنا يلعب الخيال دوراً مهماً في توسيع أبعاد الواقع الضيقة. فإذا كتبت مثلاً عن الشخص النمّام أو "اللخبات" أو "القطّاع" مستنداً على نحو أساس على شخصية واقعية وبإسلوب فوتغرافي بحت تعجز ككاتب عن بناء النموذج الروائي الدال. كتابة شخصية روائية أو صياغتها تستلزم الكثير سواء على مستوى المصادر أو الرؤية للعالم. كل الود

    ...
    ........

    "يتم الآن إجراء تحقيق جنائي، مع الأستاذ السابق عمر عبد الله الخزين، من قبل جهات أمنية كندية أمريكية رفيعة المستوى لما له صلة بتنظيم إرهابي يقوده هنا في أمريكيا الشماليّة، رجل أعمال من أصل سعودي يدعى حنظلة بن ساعد".
    بدأت تلك الشائعة تنتشر انتشار النار في الهشيم، مبددة سلام المنفيين الهشّ في وينبيك. وقد بلغ بأحدهم في تصديق الشائعة التي أطلقها الأغلب هو نفسه حد أن أخذ يعدد تفاصيل ما حدث بأنفاس رجل أنهى للتو مسابقة في العدو الطويل.
    قال إنه رأى وجه الأستاذ السابق "عمر الخزين هذا" في سياق نشرة أخبار "سي بي سي نيوز ذا ناشونال" التلفزيونية، وقد أطل من وراء أسوار سجن غونتنامو في كوبا. "كان على وجه عمر الخزين المسجون ذاك تعبير لم أفهمه". الرعب بدأ يدب بالفعل وسط أولئك المنفيين لحظة أن طالبوه بتفسير ما لحضور عمر نفسه ضحى اليوم التالي على روايته تلك إلى بورتيج بليس. أخذ يوضح لهم ببطء وثقة أن السلطة الأمنية "أي سلطة أمنية في العالم" لا تسمح بنشر مواد إعلامية حين يتعلق الأمر بقضايا خطيرة جداً قد تمس بالأمن القومي "للبلد"، إلا بعد التأكد تماماً من أن "كل شيء هناك يقع تحت السيطرة الكاملة". قال لهم: "لا تعتقدوا أيها السادة" أن "وكالة الاستخبارات الأمريكية السي آي إيه بهذا الغباء"!!
    أضاف:
    "عمر الخزين هذا، في الأخير، مجرد سمكة صغيرة".
    وواصل:
    "لقد أطلقوا سراح عمر هذا على سبيل التمويه، فقط".
    إنهم يعطونه حريته كي يكون بمثابة طُعم للقبض على الأسماك الكبيرة. "لذا وجب الحرص". كان في نبرة صوته شيء غير قابل للشك أو المساءلة. ما يجعلني أبتسم الآن أن عدداً من بين أولئك المنفيين ظلّ ينظر بالفعل إلى نفسه كسمكةٍ كبيرة.
    كان عمل ذلك المتحدث كمذيع نشرات أخبار سابق في إحدى محطات التلفزة الإقليمية في الوطن يضفي على وقع حديثه في نفوسهم مسحة صدق. ومضى المذيع ساقٍ بذرة مثل هذا النوع من الرعب الذي لم يتذوقوا ثماره من قبل: "لعلكم تعلمون طرفاً" من أمر الخلافات بين عمر وزوجته. لكنّ لا أحد منكم قام بطرح هذا السؤال البسيط على نفسه: "أين اختفى عمر هذا عن الأنظار طيلة الأحد عشر أسبوعاً الماضية"؟ الناس عادة لا يتشككون قبالة ورود مثل تلك الأرقام الدقيقة. "أحد عشر أسبوع بالتمام". مع أنني واثق أن أحد أولئك المنفيين في وينبيك ربما يكون قابل عمر الخزين هذا خلال طقوس "صلاة الجمعة الماضية". فقال رجل بدين له صوت يشبه ابتسامة عانس عايشت الحزن طويلاً، وهو يشير إلى قامة الأستاذ السابق عمر عبد الله الخزين تلك، وقد رسخ في وعيه هول ما قد سمع للتو من المذيع: "صدق المثل القائل: القصير إما حكمة أو فتنة". بعضهم أخذ يفكر في مغادرة وينبيك، بأسرع قدم لديه. آخرون خلال مجلس للسُكر عقد على عجل في شقة جمال جعفر أثناء غياب المدعو الصيني في مكان ما قد فكروا مستفيدين من مناوراتهم السياسية السابقة تلك في "جمع توقيعات من أفراد الجالية تؤكد للمسؤولين في وينبيك ثم المحافظة بأسرها وبجلاء أن ما أحدثه "المارق عمر هذا" من مخالفة صريحة للقانون مجرد سلوك فردي "منعزل يتسم حتماً بالإرهاب".. الجالية إذ تدينه تطالب في الوقت نفسه بتطبيق أقصى العقوبات الممكنة هناك على صاحبه. "سلوك العنف المتطرف هذا لا يشبهنا".
    بدا جليّاً أن المنفيين كانوا منقسمين حول الطريقة المثلى للتعامل مع ما أسموه بيقين "قضية عمر" وكيفية احتواء تأثيراتها المحتملة على وضعهم مستقبلاً. لكنهم أجمعوا وقتها على أمر واحد: "الفرار من "المدعو عمر عبد الله الخزين هذا" وكل ما له صلة بعمر هذا بمختلف الوسائل والسبل. أفكر في الأمر الآن، بينما أجلس في مقهى يطل على قناة الريدو المائيّة، التي أراد بها الإنجليز بعد هزيمتهم في أمريكا حماية عاصمة كندا الجديدة أتوا. كانت صورة جَد أماندا ماران بون لأبيها ضمن صور ذلك الألبوم. صورة هندي أحمر لا يزال يزين رأسه بالريش. لا تذكر أماندا فحوى ما ظلّ جدها ذاك يردد على مسامعهن هي وشقيقاتها من قصص ما قبل النوم لما يزورهم أحياناً قادماً مما يسمى "مناطق حماية السكان الأصليين". لكنها لا تزال تذكر بوضوح وشيء من الحيرة تلك العبارة التي كان يختتم بها على الدوام كل حكاياته "الغريبة" تلك: "سنُعرف إلى الأبد عن طريق الآثار التي نتركها". إذا صح مغزى هذه العبارة، فبوسعي إذن تمييز آثار أقدام أي منفي من بين آثار مئات الأقدام المنتشرة مثلاً على رمال الشاطيء. آثار خفيفة لا تكاد تلامس الأرض، غير واضحة المعالم، لا بدّ أن صاحبها يظن أنّه محض عابر في المكان وهناك ما يدعوه دوماً إلى الهرب أو الفرار في أي لحظة!
    كان من الممكن التعرف على عمر في الآونة الأخيرة من على بعد آلاف الأمتار: جلباب أبيض، عمامة بيضاء، سحنة سوداء.
    ما إن تقع أعينهم عليه من على ذلك البعد، حتى يسارعون بمغادرة مكان تجمعهم ذاك بقلب رجل واحد. لقد بدأت تنتعش بينهم في تلك الأيام، غريزةُ "النجاة بالجلد". حتى إن بعضهم اخترع أمثالاً جديدة من شاكلة: "لم يكن الجري ذات يوم عيباً، يا سادة". وكثيرون منهم كانوا قد توقفوا تماماً عن آداء الفريضة في رحاب ذلك المسجد المقام في شارع سيرجنت حديثاً من باب "درء المصائب الكبرى"، لا أكثر. كما أن المثل الحكيم الآخر يقول: "ما في القلب يعرفه الله وحده"! في الأثناء، لا أحد منهم فكر ولو مرة في الاقتراب درجة من الأستاذ السابق عمر عبد الله الخزين "هذا" للتأكد من صحة تلك المزاعم. كانوا يقولون عندها بحسم لا يتسلل إليه أدنى قدر هناك من الشك: "لا دخان من غير نار، يا سادة".
    في نهار أعقب رؤيتنا له أنا وأماندا على ذلك النحو، زارتنا جيسيكا. أحببت أن أرى آثار تلك الشائعة على وجهها. كان مر نحو ثلاث سنوات على آخر علاقة لتبادل الطعام مقابل الجنس بينها وعمر. قلت: "هناك أنباء عن صديقكِ القديم، يا جيسيكا"! أخذتْ تنظر إلى أماندا بحيرة كما لو أنها تتمنى أن تسعفها. لا بدّ أن جيشاً من الرجال شارك جيسيكا لوكاس الفراش خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وقد بدتْ لوهلة عقب سؤالي ذاك أكثر جمالاً وهي تضع على وجهها تعبير مَن يحاول تذكر ملامح وجه شخص عابر من وراء ركام آلاف التفاصيل الصغيرة المترسبة في قاع ذاكرة سريعة النسيان.






                  

العنوان الكاتب Date
الوغد عبد الحميد البرنس04-06-21, 10:19 AM
  Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-06-21, 10:22 AM
    Re: الوغد ابو جهينة04-07-21, 11:46 AM
      Re: الوغد Osman Musa04-07-21, 12:28 PM
      Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-07-21, 08:01 PM
        Re: الوغد elsharief04-08-21, 01:37 AM
          Re: الوغد خضر الطيب04-08-21, 01:50 AM
            Re: الوغد osama elkhawad04-08-21, 05:04 AM
              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-08-21, 10:52 AM
              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-09-21, 07:09 PM
  Re: الوغد أبوذر بابكر04-08-21, 11:39 AM
    Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-08-21, 06:28 PM
    Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-10-21, 11:04 AM
      Re: الوغد Ahmed Yassin04-10-21, 11:15 AM
        Re: الوغد خضر الطيب04-10-21, 02:35 PM
          Re: الوغد Ahmed Yassin04-10-21, 03:34 PM
            Re: الوغد صديق مهدى على04-10-21, 05:21 PM
              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-10-21, 08:15 PM
                Re: الوغد osama elkhawad04-11-21, 04:23 AM
                  Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-11-21, 05:04 PM
                    Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-12-21, 07:56 PM
                      Re: الوغد osama elkhawad04-12-21, 11:45 PM
                        Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-13-21, 08:08 PM
                          Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-14-21, 07:52 PM
                            Re: الوغد Osman Musa04-15-21, 07:42 PM
                              Re: الوغد ابو جهينة04-15-21, 09:41 PM
                              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-16-21, 01:27 AM
                                Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-16-21, 07:51 PM
                                  Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-17-21, 08:23 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de