الوغد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-21-2024, 11:16 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2021, 05:04 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوغد (Re: osama elkhawad)

    مرحب بيك كتير والله العزيز صديق مهدي وأشكرك على ثناء لا أستحق. بالنسبة للعنوان، عنوان البوست، فقد كان مخصصاً فقط للفصلين الأولين أعلاه. وهما عن صورة (الغريم جمال جعفر) في ذهن شخصية حامد عثمان على خلفية تلك العلاقة في القاهرة مع شخصية مها الخاتم سعيد. ثم حدث أن قمت بإضافة فصول تالية أخرى. عموماً أنا لدي مشاكل خاصة مع العناوين إلى الدرجة التي لم أستقر معها بعد على اسم هذا الجزء الثاني من سيرة التقدمي الأخير. كل الود

    ....
    ......

    . غادرت وينبيك متجهاً إلى أتوا وصوت فرناندو بيسوا يرن داخلي، أنا أمير المنفى الأكبر "الذي منح، لحظة الرحيل، آخر المتسولين، الصدقة المتطرفة لكآبته". كان النقاش لا يزال محتدماً حول مآل ياسر وتأثيراته المحتملة تلك برغم مرور أشهر على رحيله. شأن أحداث العالم الأخرى، لن يلبث الناس مع مرور الوقت أن ينسوا كل ما قد يتعلق هناك بياسر. لكأنّه لم يكن يوماً ما بينهم. لما تبهت صورته كذلك مع تقادم العهد به أكثر في ذاكرة أحدهم، ربما ابتسم الأخير للكيفية التي ظلّ يخشى أن تنتقل إليه العدوى بواسطتها لمجرد أنّه كان في مرة قريباُ من ياسر، إلى هذه الدرجة، أو تلك!
    اثنتان وثلاثون ساعة هي المدى الزمني بين المدينتين. تم استبدال الباص خلالها نحو ثلاث أو أربع مرات في مدن وسيطة.
    كان طريقاً ساحلياً محاطاً بأشجار قرنيّة كثيفة تحجب جهامة الجبال خطّ الدفاع الأول عن اليابسة في تلك الأنحاء، يهبط أو يرتفع على غير توقع. كذلك كنت مسافراً مرة أخرى بلا مشاعر "حيّة". أبداً لم تفلح محاولاتي لملء الفراغ الذي خلّفه غياب أماندا في داخلي. تختفي حيناً الجبال المحتجبة وراء الخضرة، ويتوغل الباص عندها في بسطة سهل أو آخر. مرأى تلك البحيرات في أوقات مختلفة من اليوم ظلّ يغريني وأنا وراء نافذة هذا الباص او ذاك إلى الغوص داخلها على نحو غامض. لعلها الرغبة الثاوية في الانتحار. أو لعلها الحاجة إلى التطهر وطيّ صفحة الماضي مرة وإلى الأبد.
    مع تعاقب أيام الصيف، بدا أن العيش في ذلك الجزء من أتوا أشبه بالحياة في رقعة على درجة عالية من الإتقان ولا إتقان.
    كفتان في ميزان عدل:
    سحر الطبيعة.
    ودِقة المَدَنيّة!!
    لا بيتَ يُبنى على مجرى السيل وللشجر حرمة.
    ثمة منازل بحدائق خلفيّة وأماميّة، أشبه ما تكون بتحفٍ معماريّة، تتراءى من بين أشجار عملاقة شديدة الخضرة وارفة الظلال. مصابيح الشوارع تشرئب من داخل بعض الأغصان مثل ثمار برتقال مضيئة، ثمة نسائم تهب من حين لحين بلطف حاملة ألحان عصافير تصافح الأذن كيدٍ حانية تُربت على ظهر طفل وليد، وجوه فتيات جميلات يبتسمن أثناء سيرهن الواثق المرح، سماء معطاءة، رعد أصمّ يذكرك بين الحين والحين أن الهدوء نعمة وسكينة، لا شيء يعكّر صفو الفردوس، سوى الذكريات أو الحنين. بدا جلياً الحال تلك أن ليس ثمة من وسادة يمكن أن يضع عليها المنفيّ رأسه، سوى أقدام القلق وطريق الريح الباردة، وهذا الذي بدا بُعيد ميلاده لوهلة بيتاً وصدراً ومأوى، قد تكشّف لاحقاً عن وجه آخر للخواء أو العدم. كان في وعي أماندا منذ البداية أن تقودني بحذق أنثوي إلى نقطة القبول بسلاسة. كنت سادراً في أوهامي على الرغم من تفاقم الوجود الكثيف لتلك العلامات التي أخفاها ذلك الظمأ المقيم للحبّ والإنتماء داخلي. لم أبتسم طوال ساعات الرحلة. وقد رحت أبحث عن عزاء، شأني القديم ذاك، في ظهر العبارات وطيّها على حد سواء، متغنيّاً في ظلمة اللوعة بالنشيد المجيد لهذا الذي يدعونه في قاموس اليأس "اللا شيء". لم تكن حظوظي على أي حال أقلّ فجيعة من مآل ياسر كوكو. وقد خطرت لي هذه المقارنة، بينما أتابع قراءة "مقدمات" هشام شرابي والباص الأخير يقترب حثيثاُ من أتوا: "لأنني في ذلك الحين أحببت شيئين فوق كل شيء آخر، الكتب وأصدقائي، فقد بدت لي حياتي مليئة وحافلة بالأحداث. ولم أكن أدري أن الكتب قد تصبح وسيلة للهرب والإختباء، وأن الصداقات تنفصم ولا يبقى منها إلاّ الطعم المر".
    أمس، أصيلا، أجريت مكالمة هاتفية، أمكنني خلالها سماع صوت ديريك المرتاب، بعد مرور أيام من شقاء متصل بين مكاتب بيروقراطية كان عليَّ أن أجيب على أسئلتها سؤالاً بعد سؤال بخصوص مسألة انتقالي حديثاً من وينبيك إلى "أتوا"، حتى رأيتني بعدها في المنام، وقد سألتني موظفة ما عجوز عن عدد تلك الشعيرات المكوِّنة لفروة النمر الهندي في إقليم البنجاب بالهند. قلت لها بمثل ذلك اليأس العظيم: "حسناً، في جسد الإنسان مليون شعرة وقلب واحد"! أضفت: "لو كان لنا (يا سيدتي) شعرة واحدة وقلوب كثيرة كثيرة، في داخلنا"! قالت بجفاء: "تلك حقيقة علميّة أعرفها جيداً. لكنك (يا مستر هاميد) لم تجب بعد بالدقة المطلوبة على سؤالي ذاك عن عدد الأقدام البحرية، ما بين مدينتي سيدني ولندن". لما صحوت، كانت ساعة الحائط تشير إلى الخامسة عصراً، وكنت مكتظاً يا للغرابة بتلك الضرورة الغامضة لمهاتفة ديريك.
    بدا صوت ديريك عادياً وهو يتلمس جدوى النصائح، التي أسداها لي آن جلسة الوداع تلك، بينما أحزنه أنني لم أنصت جيداً لنصحه حول النظافة المطلقة لشوارع أتوا، عندما علم أنهم فرضوا عليَّ غرامة لحظة أن سقط من جيبي منديل ورقيّ.
    كانت كذبة لا بدّ منها لترسيخ تلك الصورة الزاهية المتكونة في ذهنه عن المدينة منذ عقدين أو يزيد. "تصوَّر، يا ديريك، لقد أخبروني في فرع الشركة هنا أن عليَّ أن أبدأ العمل معهم كحارس مستجد، وأن الإنتقال من محافظة لأخرى أفقدني الأقدمية وبقية الإمتيازات.. هكذا، فجأة، قاطعني ديريك، بشيء من الضيق، قائلاً "اللعنة"! قلت "ماذا"؟ قال "ألا تسمع هذا الصفير"؟ قلت "أي صفير، يا ديريك"؟ قال "هذا الصفير! اسمع اسمع"؟ قلت "لا شيء، لا شيء هناك بالمرة". كرر منزعجاً "ألا تسمع"؟ قلت "ديريك ديريك؟ كل شيء على ما يرام، فقط دعنا نتحدث الآن بهدوء، ما المشكلة"؟ قال "ظننته حالة عرضية.. الطبيب فحصني بسماعة وأنبوب أدخله إلى أذني.. قال لا توجد التهابات، لا مادة شمعية تسد الأُذن. أحالني إلى أخصائي، معدل الضغط طبيعي، الغدة الدرقية على ما يرام، لا خلل في الدورة الدموية. سألني إن كنت تعرضت لدوي انفجار أو تناولت عقاقير معينة، أجبته بالنفيّ. أخذ يتشكك في وجود التهاب ما في جيوبي الأنفية وأذني الوسطى أو ما بين الأذن والبلعوم، اللعنة على هذ الصفير؟ إنني أفقد عقلي! الصفير؟ ألا تسمع كل هذا الصفير، يا هاميد"؟
    وضعت عندها سماعة الهاتف في وجوم. كان الغروب قد حلّ وراء النافذة المشرعة. ذلك كان آخر عهدي بالحارس المرتاب ديريك مولر من وينبيك. ذلك أن الصفير كان بمثابة الشيء الوحيد الذي ينقصني في تلك المرحلة الحرجة من حياتي.






                  

العنوان الكاتب Date
الوغد عبد الحميد البرنس04-06-21, 10:19 AM
  Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-06-21, 10:22 AM
    Re: الوغد ابو جهينة04-07-21, 11:46 AM
      Re: الوغد Osman Musa04-07-21, 12:28 PM
      Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-07-21, 08:01 PM
        Re: الوغد elsharief04-08-21, 01:37 AM
          Re: الوغد خضر الطيب04-08-21, 01:50 AM
            Re: الوغد osama elkhawad04-08-21, 05:04 AM
              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-08-21, 10:52 AM
              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-09-21, 07:09 PM
  Re: الوغد أبوذر بابكر04-08-21, 11:39 AM
    Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-08-21, 06:28 PM
    Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-10-21, 11:04 AM
      Re: الوغد Ahmed Yassin04-10-21, 11:15 AM
        Re: الوغد خضر الطيب04-10-21, 02:35 PM
          Re: الوغد Ahmed Yassin04-10-21, 03:34 PM
            Re: الوغد صديق مهدى على04-10-21, 05:21 PM
              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-10-21, 08:15 PM
                Re: الوغد osama elkhawad04-11-21, 04:23 AM
                  Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-11-21, 05:04 PM
                    Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-12-21, 07:56 PM
                      Re: الوغد osama elkhawad04-12-21, 11:45 PM
                        Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-13-21, 08:08 PM
                          Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-14-21, 07:52 PM
                            Re: الوغد Osman Musa04-15-21, 07:42 PM
                              Re: الوغد ابو جهينة04-15-21, 09:41 PM
                              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-16-21, 01:27 AM
                                Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-16-21, 07:51 PM
                                  Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-17-21, 08:23 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de