الوغد

الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-23-2024, 03:38 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-06-2021, 10:22 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوغد (Re: عبد الحميد البرنس)

    لم يكن جمال جعفر خلال ذلك المساء يحتسي أياً من كؤوسه. كان يتجرعها. لا يتبادر أبداً إلى ذهنك أن جمال هذا قد يكون أحد أصحاب الضمائر الحيّة والخمر كما يقال "مقصلة التأنيب". ذلك أن وجود مها الخاتم برمته لم يكن يعني له سوى "موضوع نزوة". لقد وطأ الوغد على حياة كاملة. ثم مضى لا يلوي تالياً على أي أسى خلّفه هناك باسم الحبّ وراءه.
    كان يتناول كأساً. يقذف بمحتواها وعيناه مغمضتان في فمه. يُبقيه هناك لحظة. ثم يهز بشدة رأسه ذاك حسن التكوين. ثم ما يلبث أن ينفث آهة تنفرج معها عضلات وجهه المتقلّصة قليلاً. يفتح عينيه باحثاً عن سيجارته المشتعلة دوماً من قبل أن يواصل ما انقطع من حبل الكلام بلذة. نادراً ما يصغي. شأن أولئك الأوغاد في كل زمان ومكان. إن فعل فيبدو كمن يتزود مكرهاً بوقود لا بدّ منه لمواصلة الكلام عن أمر آخر. حاسة الاستقبال لديه ضعيفة. ضعيفة جداً جداً. قال إن تناول الخمر على ذلك النحو بمثابة عادة لازمته منذ أن بدأ يتعرّف على الخمر لأول مرة عبر طعم العرقي المُر وهو في سنّ السابعة عشرة. لم يستطع الإقلاع عنها حتى من بعد قدومه إلى كندا وحتى خلال بعض أمسيات القاهرة، حين كان بعض المسافرين يجلب معه "خمر الأسواق الحرة الراقية". متهكماً على ذاته، قال: "ما قد رماه الله لا يرفعه أحد"!
    "ثمة أساطير تُحكى عن حبيبنا العرقي هذا"، قال جمال في هذه المرة ببهجة مغال فيها نوعاً ما. وقال كذلك على طريقته الاستعراضية تلك عند بداية ذلك المساء: "خذا مثلا آخر هنا، يا الصيني وحامد": كان الرفيق منتصر جيفارا يبرهن في القاهرة على جبروت "حبيبنا العرقي هذا" بحركة ساحرة عادةً ما يصاحبها صراخ الجالسين حوله وسخطهم ذاك على إهدار "نعمة المنفى المسماة العرقي". كذلك يسكب جيفارا جرعة كبيرة من زجاجة العرقي على البلاط. يشعلها فترى ألسنة اللهب زرقاء خضراء صفراء ترتفع من البقعة المراقة للتو. لا تملك لحظتها سوى أن تردد في نفسك قائلاً: "رحم الله هذه السيدة التي تدعى في القواميس الطبية باسم المعدة". كما لو أن معجزة سماوية تحدث أمامي. أخذ الصيني بغتة يشارك في الحوار، متخلّياً عن تلك القواعد التدريبية الصارمة التي تتطلبها وظيفة ساق محترف في كندا. بدا صوته ربما لطول الصمت والإصغاء أشبه بمسار خطى طفل شرع للتو في المشي. قال إن العرقي في بعض مناطق الوطن يتم استخدامه في حالة الطواريء كوقود للسيارة. لم ينتبه جمال جعفر لمعجزة كون الصينيّ شرع يتكلم. قطع عليه حبل الحديث، قائلاً: "قد لا تصدقني هنا يا رجل! أنا لا أسكر أبداً ومهما استغرق شرابي إذا لم أتخيل طعم العرقي المرّ في فمي"!
    أتصور أحياناً أن وظيفة مذيع نشرات أخبار وظيفة ملائمة لجمال. من سوء تقدير كندا أن يكون جمال غاسلَ أطباق في مطعم سويس شاليه. مهنة قد لا تهب شيئاً من عزاء. سوى إلى أولئك الأشخاص من ذوي الحوارات الداخلية الطويلة الممتدة الصامتة. الصيني بدا لي بمثابة خيار موفّق لجمال كرفيق سكنَى. كان أشبه بصندوق ملائم لاستقبال خواطر رفيقه المختزنة طوال ساعات تلك الورديات الشاقّة. لعل ما يُبقي الصيني على صبره أن جمال ظلّ الأغلب يدبج كلامه كخطيب سياسي سابق بالكثير من قصص مشاهير السياسة والثقافة، في "الوطن". ما ظلّ يسمع عنه الصيني في الماضي بكثير من الرصانة في سياق إذاعة نشرات "هنا أمدرمان إذاعة جمهورية السودان الديمقراطية" إذا به يتحول في حكايات جمال عن القاهرة إلى شخص من لحم ودم. يركب الترماي كوزير سابق صحبة جمال في طريقهما إلى ميدان العتبة لشراء ما يسميه جمال لوازم إنسانية كتلك الملابس الداخلية بنسيجها القطني من ماركة رويال. ظلّ يسعدني بدوري أن أنصت إلى تلك القصص ذات "اللوازم الإنسانية". خاصّة أن ملابسات منفاي في القاهرة كانت غير ملابسات منفى كادر الخطابة الجماهيري جمال جعفر هذا، تلك الملابسات المترفة بمنحة التفرغ للعمل الحزبي وإعانة شقيقه رئيس الخدم وقتها بقصر الأميرة جواهر آل عبد العزيز في جدة. و"كان يا ما كان". كان هناك وزير ديمقراطي سابق، "يعشق الرقص على الإيقاعات الغربية"، يقول جمال. ظلّ هذا الوزير خائفاً على صورته أن تهتز أمام الجماهير. فكان يواصل الرقص سراً أثناء تقلّده الوزارة. يقول لسكرتيرته العجوز المعينة من قبل الحزب الحاكم إن عليه أن يعمل على بعض الأوراق المتعلّقة بأمن الوطن والمواطن قبل انعقاد مجلس الوزراء القادم، "لا زيارات اليوم". كان يعطي أوامره لها بصوتِ مَن يهم بفتح ملف عالق مع دولة مجاورة. لتواضعه الجمّ ذاك، كان الوزير يتأكد بنفسه من إغلاق باب المكتب السميك المبطن بالقطيفة الخضراء، بعد أن يلتفت نحوها عبر الباب الموارب مشدداً على لهجته "تؤجل كل المواعيد المتعلقة بخصوص اليوم، يا أستاذة". كان الوزير ينفق تلك الساعات الطيبة من الرقص وحده. المزاج معتدل، الهواية مشبعة، الصورة العامة مصانة. ما إن يغادر المكتب، وفي داخله رغبة في النوم لا تُحتمل، تبتدره السكرتيرة كما تفعل أعقاب كل مرة يأخذه خلالها مزاج الرقص قائلة بوجه جاد ونبرة رصينة متفهمة: "حفظكم الله سيادةَ الوزير لخدمة المواطن والوطن".

    ........
    ..............
    .....................

    لا أنسى تفاصيل أول لقاء لي بجمال جعفر بُعيد وصولي إلى وينبيك. لكأن كل شيء حدث منذ نحو الساعة. هل كان بوسعي أن أرفع رأسي، وأتأمّل في معالم وجهه على ذلك النحو، إذا كنت متزوجاً لحظتها من مها الخاتم؟ يا لهذا الإنسان "التقدميّ" يرغب بشدة في تغيير العالم نحو الأفضل دون أن يكون قادراً على تحمّل المسؤولية الناجمة عن ذلك التغيير؟
    لم يتعرّف هو عليّ. وإن خاطبني من بعد أن قدّمني إليه عمر الخزين، قائلاً: "وقع اسمك هذا أليف، يا حامد عثمان حامد! اسمك ليس غريباً عليًّ. لا بدّ أننا التقينا هناك، في القاهرة، يا رفيق حامد"؟ وقطّب جبينه كمن يحاول عبثاً تحديد موقع شخص في ذاكرة سريعة النسيان. إلا أنّه حوّل تركيزه عني. وانزلق يكمل حكايته تلك التي بدأها قبيل وصولنا، أنا وعمر.
    كنت أنا الرفيق حامد عثمان حامد، ملك العادة السريّة السابق، أعيش على أيام تواجده هو في القاهرة في قاع لا يصل إليه الخيال المترف لأمثاله. هل أكل جمال جعفر هذا خلسة من بقايا طعام يضعها جار مثل الحاج إبراهيم العربي في كيس أمام باب الشقة في إنتظار الزبّال؟ ما إن وقعت عليه عيناي، بدا كما لو أن أيام العدل الرحيم تقتصّ منه على ما قد فعل بحلم حياتي المسمّى: "مها الخاتم سعيد"! لم يتبقَ هناك على رأسه من شعر سوى القليل. غدا الوغد أكثر نحافة. وثمة رعشة خفيفة وفدت إلى أصابع يديه اللتين كان يحرّك بهما الكلمات في الهواء بينما يعتلي منابر تلك الندوات السياسيّة الجامعة. لعل الشيء الوحيد الذي تبقى منه من أيام القاهرة كان "براعة الحديث، في كل شيء، عدا السياسة". باختصار، بدا لي جمال جعفر في منفاه الكنديّ هذا أقرب شبهاً بشخصية نديم في مجالس أحد خلفاء "بني أميّة".
    كذلك، قدّمني عمر الخزين إلى جمال جعفر. ثم توارى في صمته. يتحدث عمر بالكاد في مجلس يضمّ معه أكثر من فرد. مع أنّه أستاذ سابق. لماذا عليَّ أن أهتم على الدوام بأدق ما يحدث؟ والحياة تحدث الأغلب دون الحاجة إلى ما يبررها؟
    قال:
    "هذا أنت إذن هنا، أخيراً"؟
    قلت:
    "نعم".
    قال: "لم نكن قد التقينا في القاهرة"؟ قلت: "كنت أراك يا جمال جعفر معتلياً المنابر بينما أتابعك من على المقاعد الخلفية".
    كان جمال يجلس في لحظة تعارفنا في منتصف ذلك النهار إلى مائدة من موائد المجمع التجاريّ الذي يدعى "بورتيج بليس"، صحبة آخرين. بدا أمامه كوب من القهوة الإنجليزية شأن موضة المنفيين تلك في وينبيك. وقد بدا كما لو أن حضورنا أنا وعمر قطع عليه حبل الحديث. كنت أفكر في صورته القديمة، حين رأيته يومها عن بعد خارجاً رفقة مها الخاتم من مطعم لبناني ناحية الميرلاند بضاحية مصر الجديدة في القاهرة؛ عندما سأله أحد المتحلّقين من حوله، قائلاً: "بعدين ماذا حدث يا جمال"؟ قال مستعيداً براعته القديمة تلك كمتحدث: "طبعا كان الرجل متناقضاً هنا". وأخذ يتبين لي شيئاً من بعد شيء أن جمال جعفر يتحدث عن رجل ما باكستاني يجيد اللغة العربية نوعاً ما. قال جمال مواصلاً "كلما رآني أتناول شيئا من دجاج سويس شاليه، يستنكر عليَّ ذلك، قائلاً: هذا هرام، ولا يجوز شرعاً، يا أخ الإسلام جمال".
    "إذن فلا عزاء أبداً هناك للضحايا"!
    كذلك، فكرتُ خطفاً، بينما أتابع حديث جمال جعفر ذاك، والأريحية تشع من كيانه كله، كما لو أنّه لم يطبع حياة مها الخاتم على الجانب الآخر من المحيط بالأسى حتى الممات. كان هذا الرجل الباكستاني يعمل (يا رفاق) في توصيل الطلبات من مطعم سويس شاليه بسيارته الخاصَّة إلى المنازل. بدا أن حجج جمال جعفر الفقهيّة تلك لم تقنع الباكستاني وقتها في شيء. ثم أضاف جمال جعفر موضحاً بالبراعة المعتادة نفسها في شد انتباه الناس: "قلت لهذا الباكستاني، يا هذا، لحم الدجاج وغيره، يا هداك الله، يصير حلالاً، حتى لو ذُبح على غير الشريعة الإسلامية بمجرد أن تمد يدك إليه قائلاً:
    "بسم الله الرحمن الرحيم والله أكبر".
    لم يتزحزح الباكستاني عن موقفه المتشدد ذاك شبراً. "إلى أن صادف أول رمضان لي مع الباكستاني ورأيت إبن الزانية يشعل سيجارة داخل سيارته بينما يغادر المطعم حاملاً بعض الطلبات في منتصف النهار". وقال جمال في نهاية ذلك المجلس، مخاطباً عمر الخزين: "أيها الكينيّ، دع لي هذا المصريّ الآن". كان يقصدني. بدأنا المشي تالياً أنا وغريمي هذا. قال متسائلاً خارج بورتيج بليس "كيف حال القاهرة، الآن، يا حامد". كنت متأكداً أن سكة السؤال الأكثر عمومية عن القاهرة لا بدّ أن تصل بنا في نهاية المطاف إلى زقاق معتم صغير يدعى "مها الخاتم". أليس جميعنا يهفو إلى متابعة ما غرس من بذور في تربة الماضي؟ قلت بخبث مباغت أدهشني بدءً "هل تسأل هنا عن القاهرة، أم عن مها الخاتم"؟ أقسم بالله العظيم ثلاثاً توقف قلبه أثناء السير. قال بعد مرور دقائق بدت كدهر: "دعنا نجلس هناك قليلاً، يا حامد".
    كان يشير إلى كنبة خالية داخل محطة صغيرة لسيارات النقل العام قبالة بورتيج بليس ولم يبدُ عليه تأثر ما بتلك المباغتة.
    هناك، سألني بما بدا الحيرة: "ماذا قلتَ للتو، يا رفيق حامد"؟ قلت: "أسمع بعض الناس يرددون عنك ذلك، في القاهرة". قال:
    "هل أخبرت أحداً من الرفاق السودانيين هنا"؟
    كان في نبرة صوته تلك لا الخوف. بل ثقة من قد أحرز شهرة واسعة في مجال ما. ولا بدّ أنّه كان يحاول امتصاص أثر الصدمة. ولا أحد هناك أسرع من جمال نفسه في إفشاء سرّ جمال. مع ذلك، وجدتني أقول: "أن أفشي ذلك هنا؟ فهذه مسألة تعتمد يا جمال على طبيعة علاقتنا أنا وأنت مستقبلاً هنا". أخيراً، رفع الوغد رأسه. أخذ يتمعن في وجهي هذه المرة برويّة. كما لو أنه يعيد تقييميّ. لم يطرف لي جفن في الأثناء. قال بما بدا الحيرة التامّة: "لماذا تواصل الكلام معي، يا رفيق حامد عثمان، بمثل هذا العداء، ولم نجلس معاً أنا وأنت على نحو خاصّ سوى الآن"؟ لا يزال الوغد يلقي بنظرته الصامتة المتمعنة تلك على وجهي. هززت كتفي، قائلاً بلا معنى: "لا أدري، لكنك تدري". كنّا لا نزال نطالع بعضنا البعض بوقاحةِ بدويين اختلفا على ثمن ديّة، حين ابتسم، قائلاً بمخزون خبرته العتيق كوغد لا كسياسي سابق:
    "هل ضاجعتَ مها الخاتم بدورك، يا حامد"؟
    كان المنفى أكسبني بدوري مناعةً ضد المفاجآت. ببرود: "هل مها قحبة كما يُردد، في القاهرة، نقلاً عنك، يا جمال جعفر"؟
    كان لا يزال مطرقاً غارقاً في الصمت لما قلت رافعاً وتيرة التحديّ: "ماذا حدث بالضبط بينكما، في القاهرة"؟ نهض. وغادر.
    لم يُلقِ عليَّ حتى مجرد نظرة أخرى خاطفة. وأنا لا أدري لِمَ سألته ذلك السؤال وكنت أعلم سلفاً بمثل تلك الدقة من مها الخاتم نفسها بما حدث بينه وبينها. مها الخاتم سعيد. حلم حياتي المؤود على سرير جمال الملوكي.. السرير المجرّد عن أي مجد، أو شرف الإبقاء على وعد. إلا أنني أخذت أشعر بعد أن ألقيت عليه السؤال كما لو أن جبلاً من سلسلة جبال حقدي عليه قد بدأ ينزح مبتعداً عن صدري. لم نعد تالياً نتحدث كغريمين لدودين عنها مطلقاً. مع ذلك، كانت مها الخاتم دائماً ماثلة بيننا هناك، حتى في قلب الصمت، كما رائحة ذكرى مشينة. إلى أن عاد جمال جعفر بنفسه مجدداً وطرح في أثناء ذلك الاحتفال بعيد ميلادي الخامس والثلاثين من دون مناسبة ذلك السؤال "هل تعرف مها الخاتم"؟
    ألقى سؤاله هكذا، علناً. لعله وقع ببصره وقتها على هيئتي المتأهبة تلك فامتنع عن بثّ المزيد من الهراء. لا لم يمتنع تماماً. وقد أضاف شيئاً آخر عنها. أضاف وصفاً شاعريّاً متسماً بالدقة لجمالها الخارجيّ الذي طالعني لحظة أن قابلتها أول مرة في مكتب الأمم المتحدة، فضلاً عن عبارة بدت هزيلة أخذت تبث وسط أولئك السكارى موجات أخرى من الضحك:
    "مها الخاتم مناضلة عظيمة حقاً"!
    رفع كأسه تلك تحيةً لها في الهواء. تبعه آخرون وهم يرددون وراءه: "مها الخاتم مناضلة عظيمة حقاً"! كما لو أن الحياة وهم على مسرح. كما لو أن الوهم حياة على مسرح. وهل توجد هناك أصلاً فتاة تدعى "مها الخاتم"؟ ظللتُ طوال ما تبقى من الليلة أقاوم رغبة ملحة في اقتحام غرفته مجدداً ثم العودة بصورتهما تلك معاً هو ومها الخاتم أمام قلعة صلاح الدين في القاهرة من داخل دولاب ملابسه. كان السُّكر يدفعني مع مرور الوقت في اتجاه. وكان الأمل في لقاء الغد مع عمر عبد الله الخزين وزائرتيه الثملتين يدفعني في اتجاه. ولا أدري كيف وجدتني بعدها واقفاً مع جمال جعفر على البلكونة بينما تتناهى إلينا ضجة المحتفلين بعيد ميلادي من داخل الصّالة. ما أذكره أن جمال جعفر ارتعب، جحظت عيناه، وبدا كتمثال مُجْسِّدٍ للخوف والهلع؛ حين قلت له بجدية "يمكن أن أقذف بك الآن إلى فروع هذه الشجرة القريبة وأنت وحظّك". هاتفني قبيل حضور عمر وجيسكا وأماندا إلى شقتي في مساء اليوم التالي، متسائلاً ما بين شك ويقين، قائلاً: "بالمناسبة، يا رفيق حامد عثمان، ماذا حدث أمبارح في البلكونة بيننا". أجبته ضاحكاً: "إنها تخاريف الويسكي يا رفيق"!






                  

العنوان الكاتب Date
الوغد عبد الحميد البرنس04-06-21, 10:19 AM
  Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-06-21, 10:22 AM
    Re: الوغد ابو جهينة04-07-21, 11:46 AM
      Re: الوغد Osman Musa04-07-21, 12:28 PM
      Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-07-21, 08:01 PM
        Re: الوغد elsharief04-08-21, 01:37 AM
          Re: الوغد خضر الطيب04-08-21, 01:50 AM
            Re: الوغد osama elkhawad04-08-21, 05:04 AM
              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-08-21, 10:52 AM
              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-09-21, 07:09 PM
  Re: الوغد أبوذر بابكر04-08-21, 11:39 AM
    Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-08-21, 06:28 PM
    Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-10-21, 11:04 AM
      Re: الوغد Ahmed Yassin04-10-21, 11:15 AM
        Re: الوغد خضر الطيب04-10-21, 02:35 PM
          Re: الوغد Ahmed Yassin04-10-21, 03:34 PM
            Re: الوغد صديق مهدى على04-10-21, 05:21 PM
              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-10-21, 08:15 PM
                Re: الوغد osama elkhawad04-11-21, 04:23 AM
                  Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-11-21, 05:04 PM
                    Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-12-21, 07:56 PM
                      Re: الوغد osama elkhawad04-12-21, 11:45 PM
                        Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-13-21, 08:08 PM
                          Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-14-21, 07:52 PM
                            Re: الوغد Osman Musa04-15-21, 07:42 PM
                              Re: الوغد ابو جهينة04-15-21, 09:41 PM
                              Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-16-21, 01:27 AM
                                Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-16-21, 07:51 PM
                                  Re: الوغد عبد الحميد البرنس04-17-21, 08:23 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de