|
|
 Re: الخال الطيب مصطفى وشرف النحنحة: بقلم محمد (Re: عبدالله عثمان)
|
الخال..الطيب مصطفي..وشرف النحنحة..
محمد عبد الله برقاوي..
[email protected]
في احدي محاضرته بمسرح نادي العين الرياضي في دولة الامارات العربية المتحدة في منتصف الثمانينيات علي ما اذكر عن انساب العرب وفخوذهم وبطونهم و تفرعاتها حكي لنا الدكتور الراحل/ عبد الله الطيب عليه الرحمة..كيف ان العروبة العاربة قد تمازجت مع كثير من الجنسيات والألوان فاصبحت الغلبة في العالم العربي بما فيه اليمن والجزيرة العربية للعروبة المختلطة المتمازجة و العروبة المستعربة ..وبقيت سمة العروبة في ثبات لغة القرآن و الثقافة التي حفظتها بطون الكتب والفلسفة والشعر الخ..وسرد العالم العلامة كيف كانت انساب العرب خالصة في قديم الزمان باسهاب العارف المتبحر.و. كيف غدت شكلا ومضمونا في حاضرها بحكم الهجرات والهجرات المعاكسة.. فقال ..مثلا كان العراقيون ينتسبون الي فلان..ودخل عليهم اصناف القوم واهل اليمن الي فلان واهل الخليج الي فلان واهل المغرب العربي الي فلان واهل الشام الي فلان واهل كذا الي فلان ولا استثناء لامة منهم لم تتداخل وتختلط بأقوام اخرين.وحينما جاء علي ذكر اهل السودان وقف وضحك ضحكته التي يعقبها بتأمل الجمع بعينيه الذكيتين وتوقف..فهتف السودانيون في القاعة مرددين. أهل السودان ينتمون الي من.؟. فقال .. في ظرف ودهاء .. أما نحن أهل السودان فنتمي الي( شرف النحنحة ) فزاد الوجوم والترقب في ارجاء القاعة..في انتظار التوضيح.. وبعد برهة طفق الدكتور عبدالله يحكي ان الرسول صلي الله عليه وسلم كان يمازح الخلصاء من أهل عشيرته و صحابته الكرام..وذلك من قبيل الترويح عنها أذ قال عليه الصلاة السلام.. القلوب اذا كلت عميت..
وكان في مرة يجلس متوسطا جمعا من صحابته فيما جلس الي يمينه عمه حمزة وعلي يساره عمه العباس عليهما رضوان الله ..ووفقا لرواية البروفيسير الطيب فان حمزة كان ابيض البشرة بينما كان العباس اسمرا.. أي ( أخضرا بوصفنا المحلي السوداني ) فقام أحد ظرفاء الصحابة ممازحا يسأل النبي .. لمن الشرف يارسول الله.. فاجابه النبي الذي فهم قصده ..قائلا الشرف لي ولعمي حمزة...ثم بعد ان انصرف المجلس الي أمور اخري أعاد الرجل السؤال ..فرد عليه الرسول متبسما قلت لك الشرف لي ولعمي حمزة.. ثم أعاد الرجل ثالثة السؤال متظاهرا بنسيان اجابتي الرسول السابقتين وهنا رد عليه الرسول قلت لك ياهذا الشرف لي ولعمي حمزة..وفي هذه اللحظة تنحنح العباس لينبه بوجودة.. فالتفت عليه النبي وقال للسائل .. ولعمي العباس ..
فضجت قاعة المحاضرة بضحك امتد لدقائق وكان الحضور تشكيلة من مثقفي كل العالم العربى المتواجدين بالمدينة.. الذين اعجبتهم ملاحة الطرح وسماحة التناول دون عقد او حساسية من عالم له باعه الطويل في رفد العروبة والاسلام من المساهمات العلمية والفقهية و الثقافية بما تجاوز حدود ما قدمه الكثيرون من العلماء الأخرين..
قفزت الي ذهني هذه الطرفة وانا اتابع باسي بالغ الحوارات التي يبثها المهندس الطيب مصطفي مستبقا الأحداث.. مبتهجا بالفكاك من عنصر الجنوبين الذي يجاهر بانهم لايشبهوننا في نبرة لا يمكن وصفها الا.. بوهم التعالي العرقي بل ونقائه وياتي التندر به متواقتا مع طرح رئيس البلاد في ذات الاتجاه ومهددا للبقية الباقية من ملامح التعايش القابل للتطور لو ان النفوس تطايبت علي سعة البلاد..ووفرة الموارد واحترام كل منا لأصل الآخر من منطلق ان كل الناس ابناء تسعة شهور وان الكل يعتز باصله ايا كان لونه او عرقه او لسانه.. ولعل شيخنا الطيب قد عاش معنا مدة خارج الحدود وادرك مرارة النظرة العنصرية من شعوب نتمسح في عباءتها ان لم تقلها ألسنتهم لأدبهم الجم ولاننا نستحق الأحترام ..ولكنه لايستطيع ان يغالط نفسه انها تنام خلف الالسن..
بل وتحضرني حكاية ذلك السوداني الذي ذهب الي السعودية وكان حديث العهد بها.. ( مقنطرا عمامته ) وجلس يتباهي بأصله وسط مجموعة من زملائه السعوديين في العمل..وزود في العيار في التباهي ومحاولة التقليل من اصلهم في غمرة حماسه في النقاش .. فقام أحدهم ..وكان كبيرا في السن وهو يتسأل .. مابال هذا الخال ..نافشا ريشه فينا.. وكلمة (خال )هنا تخفيف وتهذيب لوصفة ( عبد ) عند أهل الخليج.. فرد عليه السوداني انا لست خالا.. وشجرة نسبي ترجعني الي العباس عم النبي.. فقل انت الي أي الانساب تصلك شجرتك.. فرد عليه الرجل السعودي الكبير ببرود .. وهل انا احتاج الي اثبات نسبي بشجرة..؟
كلها دروس وعبر فمثلما لك لسان فللناس السن ولك عيوب ولهم ما يمكن ان يفحموك به.. فالشعوب الراقية استطاعت ان تتجاوز متاريس اكل التراث التي نهي عنها القرآن.. وهم لم يطلعوا عليه حتي .. ولكنهم ..تعاطوا بحسهم الانساني في تجانسهم لبناء اوطان التعدد من العدم.. فاين امريكا قبل أن يكتشفها كريستوفر كلومبس .. فاصبحت قوة تحرك العالم بسبابتها ..لسبب واحد لانها انتهجت العلم لبناء حضارتها وفتحت حدودها لكل انسان ليفيد ويستفيد محفوظ الكرامة .. تدرجا بمساواة الناس في الدستور وأمام القانون والولاء للوطن والعمل علي تخطي سلبيات الماضي في العنصرية والأستعباد الي ان اعتلي سدة الحكم فيها شاب زنجي ..ابوه مهاجر من أفريقيا السوداء انجبه من امريكية ( بنت عرب ) بيضاء..
وكيف ارتضي المستعمرون البيض الذين تسيدوا الارض والانسان في جنوب افريقيا لعدة قرون بحكم تطورات واقع الزمان.. والمفاهيم الانسانية ان يكونوا مواطنين عاديين ويتعايشوا.. ليرأسهم السود الذين كانوا عبيدا لهم.. وكيف كان سمو الخلق البشري في نلسون مانديلا الذ ي رحب بهم للبقاء معززين مكرمين في ارضه التي اغتصبوها وسرقوها ودفع هو ثلاثة عقود من عمر نضاله في سجونهم.. فقبلهم دون حقد أو غل يدفعه الي تصفية حسابه معهم..وان كانوا قد ظلموه وأهله..
فيا شيخنا الطيب .. مثلما تدين تدان.. فان كنت ...( خالا ) للرئيس مع انها باللفة.. فليس من حقك ان تصف الناس بلهجة الخليج التي تعرفها جيدا.. بانهم (أخوالأ ) و لو بطرف خفي فالألباب تقرا ما بين السطور وان انكرت قصدك للمعني ..فالناس في الشرف سواسية وان اختلفوا في الألوان او الاديان او اللسان.. لان الخالق الديان يوم يقف الناس امامه يسالهم عن طيب العمل والمعاملة في دنياهم ..ولا يسالهم من منهم ..ينتمي الي . شرف. قحطان او مضر او عدنان ومن منهم ينتمي الي..... ( شرف النحنحة )...... ومن منهم ينتمي الي شرف حوش بانقا. والله حينما قال في محكم كتابه العزيز وهو خير القائلين ( كنتم خير أمة اخرجت للناس ) لم يعني عرقا أو قبيلة بعينها و انما أمة الرسالة اينما كانت ليتساوي العجمي والعربي والأبيض والأشقر والأسود في ميزان التقوي..مخاطبا سبحانه وتعالي المؤمنين في العالمين.. ..وليس العرب فحسب أو الجعليين. بصفة خاصة مع احترامي لهم .. ونسأله ان يهدينا جميعا( عبيدا ) طائعين له وليس لسواه .. وهو من وراء القصد
|
|
  
|
|
|
|
|
| |
عبدالله عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست