♧رَوائعُ البَدائعِ مِنْ عَظيمِ كَيدِهِنَّ£

● وكان خالد قد انصرَف من عند السفاح وهو على غاية
السرور بما رأى من الإعجاب بحديثه، و قعد على باب داره
يتوقَّع جائزته، فلم يشعر إلا بالغلمان وتحقَّق مجيئهم بالجائزة،
فلما وقفوا على رأسه سألوه عن ابن صفوان فقال: أنا هو فأهوَى
بعضُهم بهراوته إليه ، فوثب خالد و دخل داره، و غلق بابه واستتر ،
و عرف هفوته و زَلّة لسانه في فعله و كلامه، وعلم من أين أُتِي مكث
خالد أياماً مستتراً عن الأنظار، فإذا بجماعة من خدم السفاح قد
هجموا عليه ، فقالوا : أجِب أمير المؤمنين! فأيقَن بأنه هالك
و لا محالةَ، وركب معهم و هو بلا دم من فرط وجله.