|
Re: عوموا الجنيه وأغرقوا المغتربين! (Re: محمد التجاني عمر قش)
|
انتماء المغترب للوطن اكبر من حزمة المزايا والاغراءات المعلنة .. بقلم: دكتور طاهر سيد ابراهيم
التفاصيل
C نشر بتاريخ: 21 آذار/مارس 2021
< الزيارات: 165
قد يتساءل البعض ما هو الدافع من اهتمام السودانيون بدول المهجر والشغف الشديد في متابعة احوال وتطورات الداخل بكل تفاصيلها وربما بعض الأحيان لديهم اخبار واطلاع دقيق عن سير الاوضاع اكثر من هم في الداخل يتفاعلون مع الأحداث بعمق ويعيشون الهم همين لانهم يشعرون بالضيق والضجر من نار الغلاء وعدم الاستقرار في توفير الكثير من السلع الضرورية وانقطاع الكهرباء المتكرر مقارنة بالبلاد التي يعيشون فيها وكثيرون منهم أسر وابناؤهم يتلقون التعليم بانتظام والرعاية الصحية بعناية فائقة ولايعانون من أزمات الخبز والوقود والغاز والاجابة لانهم جزء اصيل من شعب عظيم الخصال ويحمل بلده في قلبه وحنين الأهل ويعشق ذرات تراب الوطن وقطرات مياه النيل وكيف لا يتفاعل مع الأحداث ولقد اثبتت التاريخ على مر الزمان ان الانسان عندما يغترب ويفارق الوطن يزداد لديه الشوق وغلاوة الوطن والحنين الي الديار يفرح بالجديد المثمر في بلده ويحفوه الامل ربما يكتب له العودة قريبا عندما تتحسن الاوضاع وينزعج بالاخبار المؤلمة والمدمرة لان امد الغربة ستطول وعطفا على احوال الناس اضف الي ذلك ان مغطيس الوطن يجذب من لديه الانتماء كالمغنطيس الذي يجذب كل ما هو حديد والحمدلله على هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم انما هي ثقافة اهل السودان منذ ان كتب الله لنا الاغتراب والرزق في بلاد الغربة يقومون بدفع الضرائب والخدمات ويدعمون كل مرافق الخدمات عونا لأهلهم في القرى والمدن وعندما تحرك اهل الداخل وارتفع صوت الشارع المطالَب بالتغيير والتف المغتربون في بلاد المهجر صفا واحدا مع صمود ثوار الداخل رأيناهم كيف كانوا في ساحات نيويورك وواشنطن وفِي داون أستريت بلندن وجوار برج ايفيل بفرنسا وانتفضوا بأرقى أساليب السلمية والوجهة الشعبية الحضارية لسفارات الثورة يمثلون قيم الشعب السوداني الراقي السلمي في سلوكه أينما حل هكذا هو الشعب السوداني في المهجر منذ الازل يقدم الغالي والنفيس واستبشروا خيرا بحكومة الفترة الانتقالية الاولى وكانت التطلعات عالية ولكن استمرار الحال دون تحسن لهو شئ مزعج ورغم ذلك لا يزالون يتأملون خيرا والطموح لا يزال معقودا على الحكومة الانتقالية الثانية الحالية الجديدة بعد التوقيع على اتفاقية السلام والاجراءات الاقتصادية المعلنة وارتضى معظم المغتربون بالحكومة وبالاجراءت رغم علمهم بوجود اثرها السلبي في الداخل اكثر واندفعوا نحو التحويل عبر المصارف دعما لاستقرار العملة الوطنية ولدعم مجهود الداخل وقبل ان تعلن الحكومة الجديد حزمة الإغراءات الخاصة للمغتربين وهذا ما يؤكد ان الانتماء الوطني للمغترب اكبر من مجرد الإغراءات التشجيعية للتحويل و ان اغلىً حزمة واغراء للمغتربين الاستمرار لتحويل مدخراتهم عبر القنوات الرسمية هو تبني الحكومة برنامج ونهج واضح للنهوض بالبلد الي الامام في كل الاصعده حتى تعم الاستقرار والرخاء عموم السودان .
دكتور طاهر سيد ابراهيم عضو الأكاديمية العربية الكندية
منقول
|
|
![Edit](https://sudaneseonline.com/db/icon_edit.gif)
|
|
|
|
|
|
|